الطيب البكوش: هكذا تمّ تعين الحبيب الصيد رئيسا للحكومة (الحلقة الرّابعة والعشرون)
بعد مدة دعا محمد الناصر، الذي خلف الباجي قائد السبسي في رئاسة حركة النداء، إلى اجتماع الهيأة التأسيسية التي تضم 12 عضوا لم يكن هو من بينهم زمن التأسيس. وقال إنّ رئيس الجمهورية يقترح عليكم الموافقة على ترشيح الحبيب الصيد الذي شغل منصب وزير للداخلية في حكومة الباجي سنة 2011، ولا ينتمي الى النداء. فصمت الجميع وكأنّ على رؤوسهم الطير، وران على الجلسة صمت ثقيل. وبدا لي أنه تم الاتصال بهم فرادى لإقناعهم. أخذت الكلمة وقلت: «إذا كان رئيس الجمهورية يرغب في هذا الترشيح ليشتغل معه دون مشاكل فإني لا أعترض على ذلك». وشعرت بأني رفعت عنهم الحرج، وتم تسجيل الموقف. وبعد رفع الجلسة أخذني محمد الناصر على حدة ليشكرني على تفهمي معتبرا ذلك دليلا على مدى تغليبي المصلحة الوطنية ومفهوم الدولة.
وبعد يومين دعاني الرئيس الباجي قايد السبسي إلى قصر قرطاج وقال لي: «أريد أن أخبرك بأمر سيعلمك به الحبيب الصيد رسميا حين ينهي تشكيل الحكومة، وهو أنني أرغب في أن تقبل وزارة الخارجية، فلك المواصفات اللازمة لهذا المنصب».
فكرت لحظة في أن رفضي سيُؤوّل من الجميع على أنني غاضب لعدم تقلدي منصب رئيس الحكومة، في حين أنني مرتاح لكوني تمسكت بموقفي المبدئي ولم أترشح لرئاسة الحكومة، فقبلت وزارة الخارجية وأنا مقتنع بأنني سأستقيل بعد مدة لما كنت أتوقعه من خلافات سياسية ومبدئية.
قراري مغادرتي نداء تونس
كان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قد قرر تكوين لجنة تضم 13 عضوا عين على رأسها يوسف الشاهد لإعداد المؤتمر التأسيسي لحركة نداء تونس الذي أُجل أكثر من مرة. وقبل انعقاد المؤتمر التأم اجتماع مشترك بين كتلة النداء في البرلمان والمكتب التنفيذي للحركة لإعداد المؤتمر. وفي هذا الاجتماع قلت في تدخلي: "بغضّ الطرف عن قانونية اللجنة (لأن رئيس الجمهورية لا حق له في تسيير الحزب)، إذا أردنا إنجاح هذا المؤتمر بإشراف هذه اللجنة، أقدم لكم خارطة طريق لإنجاحه بصفة ديمقراطية". وتم تخصيص فقرة في البيان الختامي بملخص كلامي، صادق الاجتماع عليها بالإجماع. إلا أنها حُذفت من الغد في وسائل الإعلام. فقررتُ مقاطعة المؤتمر والانسحاب من النداء في أول فرصة. وشاءت الصدف أن تتزامن مع استقالتي من وزارة الخارجية، وهو ما سأُفصل القول فيه في الفصل الثالث الخاص بوزارة الخارجية.
الطيب البكوش
قراءة المزيد
الطيب البكوش: الحكومة الأولى الانتقاليّة والمجلس الوزاري الأول، جانفي 2011 (الحلقة الثانية)
الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)
الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)
الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)
الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)
الطيب البكوش: مباشرة مسؤولياتي في وزارة التربية (الحلقة السادسة)
الطيب البكوش - جانفي 2011: عقد ندوة صحفية بمقر وزارة التربية (الحلقة السّابعة)
الطيب البكوش: قضية مديري المعاهد الثانوية (الحلقة الثّامنة)
الطيب البكوش: قضية النقاب في المؤسّسات التربوية خلال إشرافي على وزارة التربية (الحلقة التّاسعة)
الطيب البكوش: قضية الكاباس وقضايا الانتدابات في التعليم الثانوي (الحلقة العاشرة)
الطيب البكوش: قرارات مختلفة ومواقف مبدئية (الحلقة الثّالثة عشر)
الطيب البكوش: التنسيق بين وزارة التربية والوزارات الأخرى (الحلقة الرابعة عشر)
الطيب البكوش: هكذا كانت الفكرة الأوليّة لتأسيس حركة نداء تونس (الحلقة الخامسة عشر)
الطيب البكوش: لقاءات ومشاورات لتأسيس حركة نداء تونس (الحلقة السادسة عشر)
الطيب البكوش: قضية مقر النداء (الحلقة السابعة عشر)
الطيب البكوش: قضية الجبهات والتحالفات داخل النداء (الحلقة الثامنة عشر)
الطيب البكوش: العنف والاغتيالات السياسية في عهد الترويكا (الحلقة التاسعة عشرة)
الطيب البكوش: هكذا كانت مجريات الحوار الوطني الّذي قاده الرباعي الدّاعي له (الحلقة العشرون)
الطيب البكوش: كيف كانت استعدادات حركة النداء للاستحقاق الانتخابي (الحلقة الحادية والعشرون)
الطيب البكوش: هكذا رشحت حركة نداء تونس محمد الناصر لرئاسة مجلس نواب الشّعب (الحلقة الثانية والعشرون)
الطيب البكوش: إختلافي مع الباجي قايد السبسي في قضية رئاسة الحكومة (الحلقة الثالثة والعشرون)
- اكتب تعليق
- تعليق