الطيب البكوش: قرارات مختلفة ومواقف مبدئية (الحلقة الثّالثة عشر)

• العائدين من ليبيا: تقرر  في اجتماع مجلس وزاري بعث لجنة وطنية ولجان جهوية تتكفل بمتابعة شؤون التونسيين العائدين من ليبيا حيث اندلعت ثورة على نظام معمر القذافي.

• المؤسسات المتضررة: كما تقرر اتخاذ إجراءات إضافية لمساندة المؤسسات لمواصلة نشاطها والحفاظ على مواطن الشغل فيها.

• صندوق المواطنة: كما تقرر إحداث "صندوق المواطنة" وضبط طرق تسييره في كنف الشفافية التامة.

وتقرر أيضا مصادرة أملاك وأموال تابعة لمسؤولين سابقين عددهم في البداية 110 أشخاص.

• صندوق الأجيال: الذي تركنا فيه 2500 ألف دينار التي تم تبذيرها في عهد الترويكا.

حل حزب التجمع

كنا قلة عارضنا حل التجمع الدستوري الديمقراطي وموقفي هذا ليس تعاطفا مع التجمع ولكن لأسباب منطقية فرغم عيوبه هو حزب ورث الحزب الاشتراكي الدستوري، وريث الحزب الحر الدستوري الذي قاد ملحمة الاستقلال. ثم إن من المنتمين إليه من كانوا مناضلين وطنيين. هذا فضلا عن أن الحل ليس في الحل، إذ يمكن أن تفوز أحزاب أخرى بمسميات مختلفة مثل "المبادرة" التي شاركت في الانتخابات.

لكن قرار إحالة الملف إلى العدالة التي قررت حله بداية مارس 2011 جعل الخوض في الموضوع بمثابة التدخل في القضاء.

لكني أعتبر إلى اليوم أن قرار الحل قرار خاطئ سياسيا إذ كان من الأولى حرمانه من جميع الامتيازات التي حصل عليها بتماهيه مع الدولة وبدون حق .وبذلك يبقى حزبا عاديا مثل بقية الأحزاب ويغير الذين بقوا فيه الاسم إن شاؤوا لنزع الوصمة عنه ببقاء الاسم بلا معنى لأنه لن يكون تجمعا حقيقيا.

مع حمادي الجبالي

عندما جرت الانتخابات يوم الأحد 23 أكتوبر 2011 وفازت حركة النهضة الإخوانية بالمرتبة الأولى وتحالفت مع حزب المؤتمر بقيادة منصف المرزوقي، الذي عينه المجلس التأسيسي رئيسا لسنة واحدة، وحزب التكتل بقيادة مصطفى بن جعفر، الذي أصبح رئيسا للمجلس. وقبل أن يُعين الحزب الأول أمينه العام رئيسا للحكومة، اتصل بي صديق لم أكن أعرف أن له قرابة به وقال لي : «إن حمادي الجبالي يرغب في ملاقاتك»، فقلت له: «إني أرحب بكل من يريد زيارتي». فقال: «لأسباب سياسية يفضل أن يكون ذلك في مكان محايد، وليس أفضل لكما من منزلي». وفي الموعد المتفق عليه وجدته مع زوجته في منزل الصديق الذي كان بيني وبينه تزاور عائلي قديم، فخصنا بغرفة بقينا فيها وحدنا بعد أن خرج وأغلق الباب.

وخلاصة اللقاء أمران

1- أراد أولا أن يفهم، لماذا احتججت على الرئيس بورقيبة بعد محاكمة مجموعته التي كانت تسمى "حركة الاتجاه الإسلامي" قبل أن تتحول إلى "حركة النهضة" في عهد الرئيس بن علي، في حين أنني معروف بمعارضة الأحزاب الدينية التي تخلط السياسة بالدين.

فقلت له : «لأن المحاكمة كانت سياسية لم يُذكر فيها إلا المناشير والاجتماعات، وهي في نظري من الحريات العامة. ولم يُذكر شيء مما قاله لي وزير الداخلية من أسلحة وعنف، وهي عناصر إدانة في نظري تبرر المحاكمة، فدفاعي ليس مساندة لحزبكم، وإنما لحرية الرأي والتعبير والاجتماع، وهي في نظري قيم تُحترم حتى في الاختلاف الذي هو بدوره حق لكل إنسان. إذن موقفي مبدئي وأخلاقي. أما سياسيا فأنا ضد تكوين أحزاب دينية تبث الفرقة والفتنة في المجتمع وتتاجر بالدين الذي هو قاسم مشترك بين الجميع.»

2- بعد ذلك انتقل إلى موضوع آخر وهو اقتراحه عليّ مواصلة مهامي على رأس وزارة التربية في الحكومة الجديدة.
اعتذرت عن ذلك وقلت له : «إنني لا أحب المناصب الوزارية التي رفضتها في عهد الحبيب بورقيبة سنة 1976 وعهد زين العابدين بن علي الذي تعددت عروضه على مدى عشرية التسعينات، لأني أفضل أن أكون حرا في ممارسة حقي في التفكير والتعبير دون واجب التحفظ.»

ولم نلتق بعد ذلك إلا في جلسة تسليم المهام

قراءة المزيد

الطيب البكوش: الحكومة الأولى الانتقاليّة والمجلس الوزاري الأول، جانفي 2011 (الحلقة الثانية)

الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)

الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)

الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)

الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)

الطيب البكوش: مباشرة مسؤولياتي في وزارة التربية (الحلقة السادسة)

الطيب البكوش - جانفي 2011: عقد ندوة صحفية بمقر وزارة التربية (الحلقة السّابعة)

الطيب البكوش: قضية مديري المعاهد الثانوية (الحلقة الثّامنة)

الطيب البكوش: قضية النقاب في المؤسّسات التربوية خلال إشرافي على وزارة التربية (الحلقة التّاسعة)

الطيب البكوش: قضية الكاباس وقضايا الانتدابات في التعليم الثانوي (الحلقة العاشرة)

الطيب البكوش: بذل مجهود لتقريب الأزواج في قطاع التعليم وحل إشكاليات المناطق الأثرية في قرطاج وسيدي بوسعيد (الحلقة الحادية عشر)

الطيب البكوش: اتخذت قرارات هامّة لصالح قطاع التعليم عند إشرافي على وزارة التربية بعد الثورة (الحلقة الثّانية عشر)