الطيب البكوش: قضية النقاب في المؤسّسات التربوية خلال إشرافي على وزارة التربية (الحلقة التّاسعة)

سألني بعض المديرين الجهويين عن الموقف من ظاهرة جديدة رفعها إليهم مديرو المؤسسات التربوية، ملاحظين أن ثمة نوعا من ردة فعل على منع نظام بن علي جميع أشكال اللباس الطائفي كما كان يسمى بما في ذلك النقاب وحتى الحجاب. فأجبتهم بالسماح بالحجاب، فهو حرية فردية، ومنع النقاب منعا باتا لأنه لا يمكن تربويا أن لا يرى التلميذ وجه من يعلمه أو المعلم وجهَ تلميذه. هذا فضلا عن أن النقاب يُمكن أن يُخفي شخصا مكان أخر أو حتى إرهابيّا مسلحا. وتمسكت بهذا القرار رغم أن وزارة التعليم العالي لم تطبقه خوفا أو لأن المسؤولية الحكوميّة مؤقته لكن ردود الفعل كانت مناهضة ميدانيا إذ قرر الطلبة الانسحاب من القسم عندما دخلته أستاذة منقبة.

وقد شنّ بعض المنتمين إلى تنظيم الاخوان ومن لف لفهم هجوما عنيفا ضد القرار والتلويح بأنه ضد الإسلام، بل وصل الأمر ببعض الإرهابيين الذين سطَوا على عديد المساجد ونصّبوا أنفسهم فيها أيمة، وهم أجهل مما يتصور وأطردوا الأيمة الرسميين، واستغلوا هذه المنابر لتكفيري والمطالبة بتصفيتي الجسدية لأنني في نظرهم كافر ووصفوا أنفسهم بأنصار الشريعة وغيرها من الألقاب والشعارات.

وعندما سألتني بعض وسائل الإعلام عن مرجعية القرار دينيا، قلت لهم: لو كان النقاب من الإسلام وفرائضه لتم التنصيص عليه بشكل من الأشكال ولمَا كان، على العكس من ذلك، كشفُ الوجه واليدين في مناسك الحج، حيث يختلط الرجال والنساء، واجبا رغم ذلك.

قراءة المزيد

الطيب البكوش: الحكومة الأولى الانتقاليّة والمجلس الوزاري الأول، جانفي 2011 (الحلقة الثانية)

الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)

الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)

الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)

الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)

الطيب البكوش: مباشرة مسؤولياتي في وزارة التربية (الحلقة السادسة)

الطيب البكوش - جانفي 2011: عقد ندوة صحفية بمقر وزارة التربية (الحلقة السّابعة)

الطيب البكوش: قضية مديري المعاهد الثانوية (الحلقة الثّامنة)