الطيب البكوش: قضية الجبهات والتحالفات داخل النداء (الحلقة الثامنة عشر)
الاتحاد من أجل تونس
حولت جزءا هاما من جهدي ووقتي نحو تحقيق الجبهة التي سميتُها "الاتحاد من أجل تونس" التي تضم إلى جانب النداء، المسار والجمهوري والحزب الاشتراكي وحزب العمل الديمقراطي. واتفقنا على أن نجتمع أسبوعيا للتنسيق.
بعد مدة جاءتني رسالة من حزب المبادرة بإمضاء كمال مرجان يرغب في الانضمام إلى الاتحاد من أجل تونس، فوعدته بطرح الموضوع في الاجتماع القادم للاتفاق على موعد يتم فيه هذا الانضمام بصفة رسمية.
وبعد الحصول على الموافقة، اتصلت بمرجان ضاربا له موعدا مع الجميع، لكن في الموعد المحدد، تغيب مرجان دون سابق إعلام أو اعتذار.
واعتبرت أن لا فائدة في الاتصال به، ولم أستبعد كل ما ذكره لي بعضُهم من أنه أراد استعمال ورقة الانضمام لتقوية موقعه في التفاوض مع حزب النهضة التي وعدت أكثر من واحد بمساندة ترشحه للرئاسية القادمة.
جبهة الإنقاذ
في إطار توسيع الشراكات، اقترحت على الجبهة الشعبية أن تنظم إلى الاتحاد من أجل تونس لنُكوّن جبهة سياسية لإنقاذ تونس من الخطر المحدق بها وأن نخوض معا الانتخابات القادمة باسم "جبهة الإنقاذ"، ونتفق على برنامج إصلاح مشترك. وكانت لي على حمّه الهمامي دالة بحكم أنه كان طالبا عندي في السنة الثالثة بالجامعة عندما تم إيقافهُ ومحاكمته لنشاطه في حزب العمال الشيوعي.
اجتمعت ببضع عشرات من كوادر الجبهة الشعبية في مقرها، وهي أول مرة أدخل فيها هذا المقر. بعد نقاش مستفيض، طلبوا مني مهلة للتفكير على أن أعود إليهم لمعرفة قرارهم.
بعد مدة قصيرة دُعيت مجددا ليتم إعلامي بأنهم قرروا أن يخوضوا تجربة الانتخابات باسم الجبهة الشعبية لا غير، ليقيسوا قواهم وتمثيليتهم الشعبية كما قالوا.
انسحاب الحزب الجمهوري
بعد مدة، زارني في منزلي ياسين إبراهيم رفقة نائبة في البرلمان من حزبه آفاق تونس الذي انصهر مع الحزب الديمقراطي التقدمي في الحزب الجمهوري. ومن أهم ما ذكره لي يتلخص في مسألة في حاجة إلى الحسم بين شخصين، كما قال، وهما الطيب البكوش ونجيب الشابي: من يكون منهما المرشح للرئاسة باسم الاتحاد من أجل تونس.
قلت لزائري، مبعوث الحزب الجمهوري، إن هذا الاقتراح في نظري غير لائق وسابق لأوانه. فنحن في مرحلة يحكم فيها البلاد ثالوث بقيادة النهضة الإخوانية، كان من المفروض أن يعُدّوا في أجل لا يتجاوز سنة واحدة دستورا جديدا تنظم على أساسه انتخابات رئاسية وتشريعية بصفة حرة ديمقراطية، فإذا بهم يتمسكون بالسلطة بغير وجه حقّ دون أن ينجزوا ما التزموا به، فنحن الآن نوحّدُ جهودنا لترحيلهم من السلطة وتهيئة الظروف للانتقال الديمقراطي. ولن أقبل الخوض فيما دُعيتُ إليه.
إثر هذا اللقاء بمدة قرر الحزب الجمهوري الانسحاب من الاتحاد من أجل تونس، فاغتنم الفرصة بعضُ الانتهازيين من المحيطين بالباجي قايد السبسي لإقناعه بضرورة التقدم إلى الانتخابات باسم حركة نداء تونس. وادعى أحدهم أن أهل الاختصاص من الألمان ذوي التجربة السياسية الانتخابية نصحوه بذلك بذريعة أن تغيير الاسم قبل الانتخابات يمكن أن يكون سببا في الفشل. وهكذا تم ضرب هذا الائتلاف وإفشاله قبل أن يجرّب الانتخابات. ويقال أيضا إن لحزب النهضة يدا في ذلك بتوزيع النوايا الرئاسية للطامعين، وهم كثر.
الطيب البكوش
قراءة المزيد
الطيب البكوش: الحكومة الأولى الانتقاليّة والمجلس الوزاري الأول، جانفي 2011 (الحلقة الثانية)
الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)
الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)
الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)
الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)
الطيب البكوش: مباشرة مسؤولياتي في وزارة التربية (الحلقة السادسة)
الطيب البكوش - جانفي 2011: عقد ندوة صحفية بمقر وزارة التربية (الحلقة السّابعة)
الطيب البكوش: قضية مديري المعاهد الثانوية (الحلقة الثّامنة)
الطيب البكوش: قضية النقاب في المؤسّسات التربوية خلال إشرافي على وزارة التربية (الحلقة التّاسعة)
الطيب البكوش: قضية الكاباس وقضايا الانتدابات في التعليم الثانوي (الحلقة العاشرة)
الطيب البكوش: قرارات مختلفة ومواقف مبدئية (الحلقة الثّالثة عشر)
الطيب البكوش: التنسيق بين وزارة التربية والوزارات الأخرى (الحلقة الرابعة عشر)
الطيب البكوش: هكذا كانت الفكرة الأوليّة لتأسيس حركة نداء تونس (الحلقة الخامسة عشر)
الطيب البكوش: لقاءات ومشاورات لتأسيس حركة نداء تونس (الحلقة السادسة عشر)
الطيب البكوش: قضية مقر النداء (الحلقة السابعة عشر)
- اكتب تعليق
- تعليق