أخبار - 2023.03.22

الطيب البكوش: قضية مقر النداء (الحلقة السابعة عشر)

اختيار المقر الذي يضم الحركة الجديدة عرف مراحل وتطورات عديدة:

في البداية وقبل الإعلان الرسمي عن بعث الحركة، زارني محمد كمال مرجان مؤسس حزب المبادرة الذي شارك به في انتخابات المجلس التأسيسي، وأعلمني أنه اقترح على الباجي قايد السبسي أن يسلمه كامل حزبه ويتخلى عنه. واعتبرته إعلاما فحسب لأنني لم أعلم به من الباجي ولا أوافق عليه.

وبعد التأسيس الرسمي لم يكن في الإمكان مواصلة العمل في مكتبي فتم كراء شقة لا تبعد كثيرا عن مكتب الباجي قايد السبسي وتكونت فيه نواة إدارة. وبدأت الوفود تزورونا للانخراط في الحركة.

وذات يوم زارني رجل أعمال لأول مرة، جاء بنية الاشتراك، وما إن دخل ونظر في أرجاء المكتب، حتى بادر بالقول : "هذا مكتبك؟" فقلت: "هذا هو مكتبي المتواضع" قال: "إنه لا يليق بمن كان مثلك، وإن شئت فإني أضع على ذمتك مكتبا لائقا يضم عدة غرف" ودعاني لزيارته للاطلاع عليه في المنطقة الصناعية بالشرقية، فأعجبني لسعته، وهو في الطابق الثاني يمسح حوالي مئة متر مربع. فسألته عن ثمن الكراء، فأجابني: هذا كراؤه هدية مني، ولكن إن شئت كراء فضاء للاجتماعات في الطابق الأول يتسع للمئات، وكان من قبل مخبرا للتحاليل، ويمكن أن أنزل بثمن الكراء إلى النصف لكم، فقبلت العرضين.

في الأثناء قال لي الباجي قايد السبسي: إن فوزي اللومي (الذي تقدم لانتخابات التأسيسي باسم الحزب الذي كوّنه ولم ينجح) قد عرض عليّ تسليمنا مقر حزبه وحتى اسمه وحسابه الجاري بما فيه من رصيد، فقلت له: لا نبني حزبا جديدا على أنقاض حزب آخر فاشل. لكن الباجي قبِل أخذ المقر وطلب مني زيارته. ولما دخلته قيل لي إن مكتب الرئيس بصدد التجهيز في الطابق السفلي، وأن مكتب الأمين العام في الطابق الأعلى. لم أشعر بارتياح حين زرته، لأنه كان مكتب صاحب الحزب رجل الاعمال فوزي اللومي الذي قرر الالتحاق بالنداء، فتركته لأعضاء مكتب النداء، يجتمعون فيه وألتقي بهم فيه أحيانا إلى أن حل الباجي قايد السبسي بمكتبه الجديد. وكان المدير التنفيذي رضا بالحاج قد اكترى مقرا في قلب العاصمة تونس. وهكذا أصبح للنداء ثلاثة مقرات.

وذات يوم خاطبني الباجي بالهاتف، وكان منفعلا، وقال: إني لا أستطيع أن أعمل في مثل هذه الظروف بقيادة مفرقة على ثلاثة مقرات متباعدة. فقلت له: "لا يمكن أن نجتمع إلا في مقر جديد موحّد يجمعنا".

بعد مدة لم تطل، أعلمني بأنه تم كراء مقر رسمي في منطقة البحيرة، فانتقلنا جميعا إليه وتركت مكتبي لفريق البحث وإعداد الدراسات وبرنامج "حركة النداء".

وهكذا أصبحتُ أدخل يوميا مكتب الرئيس الباجي دون استئذان وأحضر لقاءاته الهامة للمشاركة في النقاش. ويحدث أن يزورني هو في مكتبي في مسألة عاجلة.

الطيب البكوش

الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)

الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)

الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)

الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)

الطيب البكوش: مباشرة مسؤولياتي في وزارة التربية (الحلقة السادسة)

الطيب البكوش - جانفي 2011: عقد ندوة صحفية بمقر وزارة التربية (الحلقة السّابعة)

الطيب البكوش: قضية مديري المعاهد الثانوية (الحلقة الثّامنة)

الطيب البكوش: قضية النقاب في المؤسّسات التربوية خلال إشرافي على وزارة التربية (الحلقة التّاسعة)

الطيب البكوش: قضية الكاباس وقضايا الانتدابات في التعليم الثانوي (الحلقة العاشرة)