الطيب البكوش: استغلال الثورة لبث الفوضى (الحلقة الخامسة)
التعديلات المتتالية للحكومة تحت ضغط الاحتجاجات والمظاهرات، خلقت جوّا من الفوضى استغلتها بعض العصابات لبث الرعب في البلاد حتى اضطُر بعض المواطنين الى حماية احيائهم بأنفسهم أمام نقص الحضور الأمني لما طرأ على الأجهزة الأمنيّة من تغييرات بعضها متسرع.
وقد كانت المؤسسات التربوية عرضة أكثر من غيرها للنهب والترهيب كما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء بداية فيفري 2011، إذ وجد التلاميذ والمربون أنفسهم بين سطوة العصابات الملثمة في عدة جهات من البلاد بما فيها العاصمة تونس، وبين رصاص الجيش الذي حاول التصدي لهم بطائرات مروحية. كل ذلك تسبب في ترويع كبير باقتحام قاعات الدرس ونهب المخابر والمؤسسات وتدمير المعدات.
وراجت إشاعات تنسب ذلك الى ميلشيات التجمع، هذا إلى جانب تضخيم الإشاعات. وادعى بعضهم أنه رأى مسؤولين سابقين يدسون أموالا في جيوب بعض المهاجمين. وتداولت عدة وسائل إعلام ذلك. وقد تم إيقاف بعض عناصر الفوضى المسلحين. واتهمت نقابات التعليم الثانوي بقايا الحزب الحاكم السابق بذلك.
فالمواطنون ينتقدون الأمنيين وهؤلاء ينسبون إطلاق النار الى قناصة مجهولي الهوية.
وقد أوقف الأمن 60 فارا من السجون في الحمامات وحدها على سبيل المثال. كما قبض الجيش على عدد من المشبوه فيهم.
كل هذا خلق جوّا من الرعب والفوضى.
حكومة الباجي قائد السبسي
بعد استقالة محمد الغنوشي وتولي الباجي قائد السبسي مسؤولية الوزارة الأولى، بادر بالعودة الى القصبة وتمكن من تخطي الصعاب بالتنسيق بين الحكومة والهيأة العليا.
وبعد إجراء التعديلات المتوقعة استقرت الحكومة في 7 مارس 2011 بدخول الأعضاء التالين:
• حبيب الصيد في الداخلية خلفا لفرحات الراجحي.
• المولدي الكافي في الخارجيّة خلفا لأحمد ونيس.
• رافع بن عاشور وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول.
• رضا بلحاج كاتب دولة لدى الوزير الأول.
• عز الدين باش شاوش في وزارة الثقافة خلفا لمفيدة التلاتلي.
• عبد العزيز الرصاع في وزارة الصناعة والتكنولوجيا خلفا لعفيف شلبي.
• عبد الحميد التريكي في وزارة التخطيط والتعاون الدولي خلفا لنوري الجويني.
• وكنت قد اقترحت تعيين حسن العنابي كاتب دولة في وزارة التربية.
وعندما تم الاتفاق شفويا، بدون التزام كتابي ممضى أن لا يترشح أعضاء الحكومة للانتخابات القادمة، فضّل نجيب الشابي وأحمد إبراهيم الاستقالة باعتبارهما أمينين عامين في حزبيهما، فعُوض الأول بعبد الرزاق الزواري في وزارة التنمية الجهوية والثاني برفعت الشعبوني في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. واستقالت كاتبة الدولة للتعليم العالي فوزية الشرفي لأسباب سياسية تتعلق بتحفظها على دور الباجي قائد السبسي عندما كان وزيرا للداخلية في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة.
قراءة المزيد
الطيب البكوش: الحكومة الأولى الانتقاليّة والمجلس الوزاري الأول، جانفي 2011 (الحلقة الثانية)
الطيب البكوش في ورقات جديدة من مذكراته: بين وزارتي التربية والخارجية (الحلقة الأولى)
الطيب البكوش: موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من الحكومة الانتقاليّة (جانفي 2011) (الحلقة الثالثة)
الطيب البكوش: بين لجنة الإصلاح السياسي وهيأة حماية الثورة (الحلقة الرّابعة)
- اكتب تعليق
- تعليق