الشاذلي الدزيري: بعــث وكالـة وطـنـيّــة للبحـــث فـــي المجال الطـبّــي
البحث في المجال الطبّي محور مهمّ من محاور المنظومة الصحيّة التي يراد إرساؤها في تونس.وقد أبرزت جائحة فيروس كورونا الحاجة الملحّة إلى بحوث طبيّة جدّ متطوّرة. استطلعنا بخصوص هذا الموضوع رأي الأستاذ الجامعي والباحث في الطبّ الدكتور الشاذلي الدزيري. وهو مختصّ في الجراحة العامّة، درّس البيداغوجيا الطبيّة ومنهجية البحث السريري والإحصائيات المُطَبّقة في الطبّ.كان رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة من 2001 إلى 2007 ثمّ رئيس قسم الجراحة من 2008 إلى 2018 . ترأّس أيضا اللجنة الطبيّة بالمستشفى، وكذلك الجمعية التونسية للعلوم الطبيّة من 2010 إلى .2012وهو مدير مركز المحاكاة الطبيّة التابع لمجمع اتحاد الجامعات «أونورييس» منذ .2018وهو عضو في عديد الجمعيات المهتمّة بالجراحة من ذلك المجمع الأمريكي للجرّاحين الأمريكيين والجمعية العالمية للجراحة. له حوالي150 بحثا طبيّا منشورا في المجلّات المتخصّصة في تونس وفِي العالم وهو رئيس تحرير سابق للمجلّة الطبيّة التونسية وعضو هيأة تحرير المجلّة الأمريكية للجراحة حاليا.
يذكّر الدكتور الشاذلي الدزيري في البداية بأنّ البحث العلمي في تونس ينظّمه قانون ممتاز، علاوة على إحداث لجنة للأخلاقيات الطبيّة. ويعتبر أنّ التكوين في الطبّ تكوين جيّد في تونس التي لديها معهد يعدّ قدوة في البحث التجريبي هو معهد باستور، كلّ ذلك يساعد، في نظره ، على البحث العلمي في الطّب خاصّة وأنّ الأدمغة متوفّرة. ويستدلّ في هذا الشأن بما قام به بعض الشباب التونسي لمواجهة جائحة فيروس كورونا من صناعة جهاز للتنفّس الاصطناعي بمكوّنات تونسية صرفة كلّفته حوالي 400 أورو بينما يباع بـ 4000 أورو في فرنسا. وهذا الجهاز يمكن تصديره إلى دول شمال إفريقيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
ويضيف الدكتور الشاذلي الدزيري : «في الواقع البحث العلمي في تونس لا يلقى الدعم اللازم، لدينا لا محالة بحوث بيد أنّها غير كافية . ومع هذا تحتلّ تونس المركز الأوّل في شمال أفريقيا في مجال النشر الطبّي وهي الرابعة أفريقيا والخامسة في العالم الإسلامي.
ولتطوير البحث العلمي علينا تشجيع الأفكار والمبادرات الجديدة في البحث السريري وتوفير دعم مادّي للباحثين ليصبح لدينا أطبّاء مختصّون في البحث الطبّي وأيضا إنشاء وحدات بحث في كلّ مستشفى جامعي مع تمكينها من الأجهزة والأدوات والإمكانيات الماديّة اللازمة لكي تقوم بعملها وتركَّز على الأمراض المتكاثرة في المجتمع التونسي التي علينا الاهتمام بها في البحث العلمي . وينبغي لنا أيضا الاستفادة من البحوث التي تنجز في البيئة الطبيّة التونسية ومتابعة نتائجها لأنّه بالإمكان تصديرها عالميا وإبرازها ضمن ما يُجرى من بحوث طبيّة في العالم .ونحتاج لتنظيم البحث العلمي في الطبّ إلى بعث وكالة وطنيّة للبحث في المجال الطبّي تتصرّف في مراكز البحوث في الطبّ وتنسّق بينها، وكذلك إلى تشجيع الأطبّاء على الحصول على دكتورا دولة في البحث العلمي الطبّي في الميدان السريري إضافة إلى الموجود في اختصاصات البيولوجيا والأمراض الجينية».
قراءة المزيد
أبو بكر زخامة: التكامل الفعلي بين القطاعين العامّ والخـاصّ يفتح آفاقا عـلاجية أرحب للمواطنين
سهيّل العلويني: تخصيص حـوالي 10 بالمــائة من ميـــزانية الدولة لقطاع الصحّة
حبيبـة بــن رمضــان, وزيرة الصحّة ســابقا: النــظام الصـحّي التـونســي والتحوّلات الكبـرى
خالد الكريشي, رئيـس لجنة الصحّة والشؤون الاجتماعية بالبرلمان: إحداث توازن في المنظومة الصحيّة
عبد اللطيف المكّـي, وزيـر الصحّة: الخروج بالقطاع الصحّي مـن الأزمـة إلى الفرصة
- اكتب تعليق
- تعليق