أخبار - 2020.11.03

فتحــي التريكـي في "الذاكرة والمصيــر"

فتحــي التريكـي في "الذاكرة والمصيــر"

نعرف الدكتور فتحي التريكي، الأستاذ المتميّز في الفلسفة، وصاحب كرسي اليونسكو بالعالم العربي، ونشهد للمناضل الديمقراطي والمفكّر النّابه بانخراطه في القيم الكونية وخوضه لأعوص القضايا العقلانية، ولكنّنا في الواقع نجهل الكثير عنه.

قد تعكس المحاضرات والكتب عمق الأفكار وثرائها، ولكنّها لا تفصح عن الجينات المكوّنة ولا عن الجذور المغذّية، وقد يكون العزوف عن استذكار النشأة واستحضار المسار، صرفا من صروف التعفّف الذّاتي والابتعاد عن "رفع النّقاب عن المجهول".

وها هو الأستاذ فتحي التريكي ينصاع أخيرا لمغامرة "سردية الذاكرة " بما فيها من "عواطف وشعور" وكذلك من "العقل وتدبير الحياة" وأيضا بالخصوص من " أخلاقيات التعامل مع البشر والحيوان والطبيعة ". هذه المحاور الأساسية الثلاثة هي التي تؤثّث كتابه الجديد "الذاكرة والمصير، محطّات في سيرتي الذاتية" الذي صدر مؤخّرا عن الدار المتوسّطية للنشر (192 صفحة - 18د).

رحلة العمر للأستاذ فتحي التريكي هي عودة للمنبع الأصيل، عائلته بصفاقس وبيت الأسرة، هذا البرج التقليدي وسط جنان فسيح في الضواحي، ووقع الحرب العالمية الثانية على المدينة، وهي أيضا جولة في حياة الشباب المدرسي، ثمّ الطلابي، بالجامعة التونسية، ودروس ميشال فوكو، والنضالات التقدّمية، ثم ارتحال إلى باريس، قبلة العلم والمعرفة والتصدّي للدكتاتوريات، قبل العودة من جديد إلى الوطن والخوض في معمعة التدريس والنّضال معا.

كلّ هذه المحطّات، يرسمها الأستاذ فتحي التريكي بأسلوب أدبي سلس، يسهّل المطالعة بعيدا عن تشكيلات الفلسفة، ويشوّق استكشاف المراحل وهي تشخّص بدقّة ملامح عديد المواقف وأبطالها، تجعل القارئ يلج إلى عالم قد يعرف البعض من خفاياه، لتكتمل الصورة في ذهنه.

لا يخلو كتاب الأستاذ فتحي التريكي من الطرائف الرشيقة، ولا من الحقائق غير المعروفة، ولا من التحاليل المتبصّرة، وكلّها تلقى الأضواء على رجل فكر وقيم، أصله ثابت في جنان العائلة وفرعه شامخ في تجلياّت الفكر.

"الذاكرة والمصير، محطات في سيرتي الذاتية"
فتحي التريكي
الدار المتوسطية للنشر
190 صفحة 18 د 

ورقات من كتاب

الجنان والبرج الكبير

مثل غالبيّة العائلات الكبرى بصفاقس كنّا نقطن في "جنان" بطريق تنيور يبعد على وسط المدينة ما يزيد عن الأربعة كلمترات. ومساحة الجنان الذي اقتناه جدّي من أخته وبني في وسطه منزلا كبيرا نسمّيه "برجا"، في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي تزيد عن ثلاثة هكتارات تقريبا خصّص الطرف الشمالي الشرقي منه المحاذي للطريق لبناء مقرّ كتّاب لتعليم الصغار ومغازة وسطح لجمع مياه الأمطار ومأجلين لعابري السبيل. وكان ذلك نواة مركز للحيّ حيث انضافت إليها مخبزة (كوشة) ودكاكين لمهن متعدّدة واتخذ اسم مركز سعد لله...

شُيّد البرج على منوال الأبراج في صفاقس...هناك وسط الدار دون سقف ندخله من باب كبير بعد أن نمرّ من سقيفة أولى ثمّ سقيفة ثانية وبجانبها بيت استقبال خارجيّة نسمّيها بيت السهرة. ويحاذي السقيفة الأولى إسطبل كبير للحيوانات ولفرس "الكرّوسة" (الكاليس)... من وسط الدار ندخل من باب كبير أيضا إلى قاعة الاستقبال العائليّة لنجد أمامنا غرفة كبيرة وفي جوفها غرفة النّوم تُسمّى "مقصورة" وعلى يميننا أيضا غرفة مع غرفة النوم وعلى يسارنا باب الدرج الموصل إلى الطابق العلوي الذي يحتوي هو أيضا على وسطية وأربعة غرف... وعلى اليسار دائما قاعة الأكل وقاعة الجلوس و"بيت المونى" وكذلك المطبخ وفيه ماجل وبئر وعلى اليمين بيت الحمام وقاعة أخرى للجلوس...بحيث بعد موت جدّي وجدّتي و مغادرة عمّي البرج ليسكن منزلا عصريا بناه في الجزء الشرقي من الجنان أصبح البرج ملكا لعائلتنا فقط نمرح ونرتع فيه كما نشاء ببيوته المتعدّدة والتي بقي بعضها مغلقا...

وكان جميع أفراد الأهل يجدون حنينا ولذّة لزيارة البرج والمكوث فيه مدّة من الزمن. فأصبح البرج مكان المناقشات الخاصّة بالعائلة الضيّقة والموسّعة كما كان فضاء التآنس والسّهر والسّمر. وفي واقع الأمر منذ أن تمّ تشييده في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي كان يعجّ بالزائرين لأسباب سأذكرها لاحقا...ذالك ما رواه لي أبي...أمّا في الفترة التي قضّيتها فيه عندما كنت طفلا ثمّ شابّا أو عندما رجعت أقطنه بحكم عملي في التسعينات عميدا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية فقد استقبل البرج الكثير من الفاعلين والمثقّفين والمبدعين والمفكّرين أذكر منهم محمود المسعدي ودرّة بوزيد كما أذكر عبد الله العروي ونصر حامد أبوزيد وعبد الوهّاب البيّاتي وحنا مينا وفرنسوا شاتلي وراني باسرون وغيرهم كثير...

تذكّرت في التوّ وأنا أكتب هذه الكلمات "عمّي فرج"، شخصيّة طريفة كانت من روّاد البرج...كان يزورنا بانتظام في شهر ماي من كلّ سنة ليمكث عندنا مدّة أسبوع كاملة... وهو أسمر اللون طويل القامة نحيل الجسم. وكانت تقاسيم وجهه تدلّ على الهلع وكأنّه يتذكّر مرارا حدثا أصابه في صباه ضرعا وخضوعا تحت الضرورة الملحّة. كان غريب اللباس، ثيابه قميص على الطريقة الصينية وفي أسفل القميص فوطة وهي نسيجة من القطن تستعمل في الحمام لتجفيف الجسم من الماء. عندما سألتُ أمي عن غرابة هذا الشخص وطرافة لباسه أعلمتني أنّه ينحدر من عائلة من عائلات عبيد البايات وقد أصبح طبّاخا عند زوجة الباي وبناته لذلك تمّ خصيه في وقت مبكّر ولمّا أصبح شابا قرّر احتجاجا عل هذا الحدث الضرع أن لا يلبس ثياب الرجال لأنّه لم يعد ذكرا وأن لا يلبس ثياب المرأة لأنّه ليس بأنثى فتفوّط ولبس الفوطة نهائيّا وأضافت أمّي أنّها تعرفه على هذه الحالة منذ أن كانت شابّة وكان يقضي عطلته دائما بمدينة صفاقس عند أبيها الذي كان مخازنيا مسؤولا عن أملاك الباي في الجهة...كنّا نفرح بمجيئه لأنّه صاحب حكايات لا تفنى مع أنّه قليل الضحك بخيل الابتسامة...وكانت أمّي تفرح لمجيئه لأنّه يذكّرها بشبابها ويخبرها بأحوال العائلة البعيدة...لم يكن له مستقرّ خاصّ ولا منزل يأويه... كان دائم الترحال بين العائلات الأرستقراطيّة في تونس وفي صفاقس...

تحيط بالبرج شرقا وشمالا "سطحة" كبيرة تصل مساحتها إلى مائتي متر مربّع. والسطحة هي مسطّح مبني بالحجارة ومطلي بالجير ويعلو على الأرض ما يقارب المتر ويكون مائلا ومنحدرا بعض الشىء وذلك لجمع مياه الأمطار في ماجل أو فستقية تحفر في وسطه أو في جانبه وتُستعمل المياه للريّ الجنان ولشرب الحيوانات. وكنّا نخرج إلى السطحة من "بيت السهرة" وهي غرفة استقبال مخصّصة للضيوف البرّانيين غير الأهل كما نخرج إليها من باب الخوخة وهو باب شمالي صغير يربط بين صحن الدار والسطحة...وكان جدّي أحمد ويكنّى باسم حميّد تلطيفا واحتراما هو الشيخ العالم الوحيد في المنطقة فكان الجيران كثيرا ما يأتون إلى البرج ليؤمّهم في صلاة الجماعة لاسيّما صلاة الظهر والعصر وأحيانا صلاة المغرب فكانت السطحة تعجّ بهم. بعد الصلاة تنصب الموائد للقهوة والحلويات ثمّ للعب الدمينو ولعب الورق كما تقام أحيانا نقاشات حول الدين والمجتمع والسياسة وأذكر من بين المريدين جارنا حميّد شيخ روحه وهو أب الحبيب شيخ روحه مؤسّس جريدة الصباح. لقد كان ضحوكا وكثيرا ما يتردّد على برجنـــا باعتباره صديقا مقرّبا من جدّي...

أخبرني أبي أنّه بعد إتمام بناء البرج في أواسط الثلاثينات أراد جدّي تزويده بالطاقة الكهربائية. إلاّ أنّ شركة الكهرباء "الكبّانية" طلبت مبلغا ماليا مشطّا رفضه جدي فقرّر إنتاج هذه الطاقة بنفسه وكانت له بعض المعلومات التكنولوجية في هذا المجال. فهو زيتوني التكوين والشهائد ولكنّه درس العلوم الحديثة كما أتقن اللغة الفرنسيّة كتابة ونطقا...

وبعد استشارة أهل الذكر قام ببناء مركّب طاقة الرياح فوق شقّة البرج العالية بحيث أصبح ينتج الطاقة ويستعملها بدون مقابل كما أصبح يتحكّم فيها كما يشاء...ولا زلت أتذكّر هذا المركّب وناعورته الضخمة فوق البرج ومكوّناته وبطّاريّاته التي بقيت في مكانها بعد أن تمّ ربط البرج بأسلاك كهرباء الكبّانيّة في أوائل الخمسينات...

هكذا أصبح البرج بفضل طاقة الرياح هو الوحيد في المنطقة الذي يستعمل الكهرباء فاشترى جدّي مذياعا وكان ذلك حدثا في الحيّ لاسيّما عندما اندلعت الحرب العالمية الثانيّة فأصبح المذياع المصدر المهم للأخبار وللمعلومة... فبعد صلاة العصر يتجمّع الجيران حول المذياع لمعرفة آخر الأنباء ولفهم ما يحدث في العالم...

والمعلوم أنّ فرنسا منذ البدايات الأولى للحرب قد قامت بقمع الحرّيات العامّة في تونس وضيّقت الخناق على الصحف والإعلام فحجزت الرّاديوهات وافتكّتها من أصحابها فكان جدّي يخفي المذياع في حفرة أعدّها للغرض في النهار ويستعمله بعد المغرب لتقصّي أخبار الحرب...

هناك طرفة في هذا الموضع لابدّ من ذكرها... فالذي كان يسهر على تطبيق هذا الأمر بالحجز هو المدير الجهوي للبريد والبرق والهاتف وكان فرنسي الجنسية يهودي الدين قد هرب من الحي الأوروبي بمدينة صفاقس مع أهله وقد حماه جدّي في برج الفخفاخ الذي كان على ملكه لأنّه كان من أصدقائه وعندما احتلّت قوّات المحور صفاقس لم يغادر البرج إلا بعد قدوم القوات الأمريكيّة وتحرير المدينة... الطريف إذن أنّه كان هو أيضا يأتي في المغرب للاستماع إلى الأخبار في بيت السهرة مع الجيران من مذياع ممنوع أمر هو بحجزه...

احتلت الجيوش الألمانية والإيطالية صفاقس في نوفمبر 1942 وأصبحت صفاقس بالنسبة إليها مدينة استراتيجية بفضل مينائها وبنيتها ونظام سكناها. لذلك تمركزت القيادة الألمانية في برج من أبراج صفاقس الكبيرة يبدو أنّه برج كعنيش الكائن في طريق المهديّة أمّا الهندسة العسكريّة الألمانية فقد تمركزت غير بعيد عن القيادة في ساقية الداير التي تبعد عن مدينة صفاقس عشرة كلمترات تقريبا. ويبدو أنّ الجنرال الألماني إرفين رومل الذي قاد المعارك بصحراء تونس وليبيا قد اختبأ في أحواز صفاقس بين نوفمبر 1942 وأفريل 1943 واستقر في هنشير أحد المعمّرين الفرنسيين في قرية عقارب.

ولم يتأخّر كثيرا ردّ قوّات الحلفاء حيث فضّلوا دكّ قوّات المحور بالقصف المسترسل لمدينة صفاقس وأحوازها وذكر لي أبي أنّهم عاشوا الرعب الشديد من ديسمبر 1942 إلى موفّى شهر أفريل 1943 إذ تساقطت القنابل في كلّ حدب وصوب صباحا مساء وفي الليل أيضا فاستهدفت الميناء و خطوط سكة الحديد و محطّة توليد الكهرباء ومباني المدينة الحديثة وبعض الجوامع وحتّى الأبراج في الأجنّة...وأضاف أبي قائلا إنّ برجنا كان من بين الأبراج القليلة التي لم ينقطع عنها التيار الكهربائي بحكم الطاقة الهوائيّة فلعب مذياعنا  دورا هامّا حتّى عند القيادات الدستورية في صفاقس في التحصّل على المعلومة من إذاعة لندن ومن إذاعة برلين أساسا التي كانت تبثّ برامجها باللغة العربيّة.

وقد أسفرت هذه الغارات عن خسائر بشريّة كبيرة إذ عدّد المؤرّخون أكثر من 1200 شهيد من المدنيين بين عرب وفرنسيين ويهود كما تمّ تدمير كامل للمسرح البلدي يوم 30 ديسمبر 1942، وتدمير الكنيسة اليهودية، والكنيسة الكبرى القديمة، والكنيسة اليونانية ومعهد الذكور ومعهد الإناث وكذلك لحقت أضرار كبيرة بعدّة جوامع ومنها الجامع الكبير بقلب المدينة العتيقة...
وقد بنا "الصفاقسية" خنادق يسمّونها "ترنشي" للالتجاء إليها كلّما دوّت صفّارات الخطر معلنة عن قرب القصف... لم يبن جدّى خندقا فكان يجبر أفراد العائلة بعدم التجمّع وبأن يمكث كلّ فرد في غرفة بمفرده ويشرع هو في التسبيح وقراءة القرآن وعلامات القلق بادية عليه. كيف لا وقد اعتلت ناعورة إنتاج الطاقة الهوائيّة البرج فكان الخوف شديدا أن تظنّ الطائرات القاصفة أن البرج هو معمل لإنتاج الطاقة فتدمّره...

في هذه الفترة الصعبة قام سكاّن الأبراج "الغوباجيّة" باستقبال سكّان مركز المدينة العتيقة والحديثة ومن بينهم أفراد الجاليات الفرنسية والمالطية واليونانية والإيطالية وفيهم أيضا اليهود الذين كانوا عرضة لظلم النازيّة الألمانيّة فهيأوا لهم السكن في أبراجهم بعيدا عن أنظار العدو وقدّموا لهم الأكل والمعونة رغم الصعوبة القصوى للحصول على المؤونة التي خضعت إلى نظام الحصص...

ورغم ذلك وبعد انتصار الحلفاء قام الاستعمار الفرنسي بحملة مغرضة ضدّ المناضلين الدستوريين وغير الدستوريين لإيقافهم وتعذيبهم وإيداعهم السجن بتهمة واهية وغير صحيحة وأعني التعاون مع الألمان.

كان البرج كبيرا... كان عظيما بوظائفه المتعدّدة التي فرضتها الظروف التاريخيّة منذ بنائه...وكان مفتوحا للآخر ضيفا أو مارّا أو محتاجا بانفتاح عقليّة صاحبه الذي كان محافظا دون تعصّب مدافعا عن التحديث دون تهوّر لم يحرم بناته من التعليم ووجّه أبنائه نحو التعليم الحديث ما عدا أبي الذي فضّل التعليم الزيتوني...

بعد موت جدّي وخروج عائلة عمّي نهائيا من البرج للسكن في منزل عصري بناه في نصيبه من قسمة الجنان أصبحنا نرتع وعدد عائلتنا لا يتجاوز السبعة أفراد في أربعة عشر غرفة تقريبا فقرّر أبي غلق بعضها...

وفي يوم من أيّام أحاد شهر جويلية سنة 1963 زارنا فجأة زوج خالتي وتحدّث مع أبي وأمي عن عائلة فقيرة يعرفها بحكم أنها تقطن في بيت عند جاره قد تمّ طردها دون سابق إعلام... وهي الآن موجودة صحبة أمتعتها في جنانه دون مأوى وطلب من أبي وأمي السماح بإيوائها مجانا في البرج الواسع مدّة قصيرة لا تتجاوز الشهرين ريثما تجد هذه العائلة سكنا نهائيا وأضاف أنّ العائلة تتكوّن من أربعة أفراد الأب والأم وابنتهما عائشة وابنهما الكافي. قبل أبي وأمّي المقترح دون تردّد وطلب منّي أبي إخلاء بيت السهرة ليضعها على ذمّة هذه العائلة...

بيت السهرة هي أحدث بيت في البرج أدخل عليها والدي تحسينات كثيرة وقد جاءت مستقلّة نوعا ما عن صحن الدار تفتح قبلة على سطحة جميلة وعلى شجرة التوت عظيمة الشكل وأشجار مثمرة أخرى والزهور والورود...لذلك اخترتها عندما أصبحت شابا يافعا لأراجع فيها واجباتي المدرسيّة ولأستقل بذاتي هناك أطالع الكتب وأستمع إلى الموسيقى وفيها أيضا أستقبل أصدقائي وفيها أيضا أنظّم بمناسبة أو بغير مناسبة حفلات راقصة تحضرها أخوتي البنات...كانت بيت السهرة فضاء لممارسة حرّيتي وتحقيق ذاتيّتي... فعزّ عليّ خروجي منها...وقد انتبه أبي إلى ذلك فاقترح عليّ تعويضها بالبيت القبليّة  في العلو فقبلت ذلك عن مضض...

بعد ساعتين تقريبا حلّ ركب العائلة في كرّيطة، عربة يجرّها حمار فتمّ استقبالها بحرارة وسادت بيننا علاقة متينة ارتقت إلى مستوى المودّة والاحترام...جاءت هذه العائلة لتمكث في البرج أشهرا معدودات ولكنّ ضيافتها دامت خمسة عشر سنة كاملة ولم تغادر البرج إلاّ بعد أن كبر الابن وتخرّج من الدراسة وتوظّف واشترى منزلا له ولعائلته...

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.