الهادي المزغني، أحد رواد التلفزيون التونسي وإذاعة صفاقس، في ذمة الله
كان دوما عنوانا للحداثة، سابقا لعصره، إعلاميا متألقا، من طراز دولي. بوفاة الهادي المزغني فجأة صبيحة الجمعة، تفقد التلفزة التونسية أول وجوهها الذين اكتسحوا الشاشة الصغيرة منذ انبعاثها، عائدا لتوه آنذاك من باريس حيث ابتعثه الشاذلي القليبي ومحمد المزالي للتدرب لدى ديوان الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين، استعداداً لإطلاق أول قناة تلفزية وطنية.
في عاصمة النور، تعرف الهادي المزغني على كبار الصحافيين والمنشطين والمنتجين وربط معهم علاقة وثيقة وصداقة وطيدة لم تنقطع، وتمرس على أساليب الإعلام العصري، عمل عند عودته إلى تونس على حسن توظيفها فكانت البرامج التي استنبطها في أعلى مستويات الإبهار.
جاءت مجلته الأسبوعية "من هنا وهناك" عرضا متميزا لأطرف الأنباء حول العالم واختزالا لأهم الأحداث، وكانت حواراته التلفزيونية تشد اليها المشاهدين، مساهما في تأسيس تلفزة من أعلى الدرجات في الوطن العربي.
وسرعان ما ذاع صيت الهادي المزغني وحرصت إذاعة صفاقس على استقطابه فبث في شرايينها نسائم التجديد والمعاصرة إذ أدخل لأول مرة آنذاك بث الأغاني العالمية الجديدة مستقدما آخرا الأسطوانات بمجرد إطلاقها مستعينا في ذلك بالشاب الناشط عبد الجبار العيادي.
كما استنبط الهادي المزغني ربطا اذاعيا مباشرا تحت عنوان "بين الشمال والجنوب" يبث مساء الخميس من استيديوهات الإذاعة بالعاصمة وصفاقس، ثم أصبح " بين الشمال والوسط والجنوب" بعد انطلاق إذاعة المنستير، وتوفق الهادي المزغني إلى مد برنامجه إلى باريس حيث تحول مواكبة بأحداث هامة و تمكن من البث المباشر من استيديوهات اليونسكو…
ظل الهادي المزغني مجدد على الدوام، عزوفا عن المهام العليا، بعيدا عن اضواء الشهرة، خلوقا، صدوقا، وفيا لقيمه، يحفظ الامانة، يرعى الصداقة، أحبته الكاميرا، و ألفه الميكروفون، ولكنه حرص على عدم الإسفاف والإسراف، على قدر كبير من الإبداع والتميز.
رحمه الله رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
توفيق
قراءة المزيد
Hédi Mezghanni, un pionnier de la Télévision tunisienne et de Radio Sfax nous quitte
- اكتب تعليق
- تعليق