وفاة أرملة الرئيس الباجي قايد السبسي
لبّت داعي رَبِّهَا فجر يوم الأحد 15 سبتمبر أرملة الرئيس الباجي قايد السبسي السيدة شاذلية فرحات ببيت العائلة بسكّرة شهرا وعشرين يوما بعد رحيل الرئيس الأسبق يوم 25 جويلية الماضي. وشاءت الأقدار أن يغيّبها الموت في يوم غير عادي في تاريخ تونس يصادف موعد الدور الأول للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.
لم تحتمل الفقيدة فراق زوجها وكانت تسلّي النفس بما لقيه الرئيس الراحل من بالغ التكريم على المستويين الوطني والدولي وكذلك بالجنازة الوطنية المهيبة التي خصّ بها.
وقد أسرّت مؤخّرا لليدرز بقولها: "الحمد لله لقد خرج الباجي قايد السبسي من الباب الكبير مخصوصا بعطف التونسيين وتقدير الخارج وهو أفضل ما كان نتمناه له".
وقد واصلت "سيدونة" كما يناديها الكثيرون منذ بوم السبت 27 جويلية الماضي تقبّل التعازي من عديد الزوّار من الرسميين وغيرهم محفوفة بأفراد عائلتها بدار السلام بقصر قرطاج أوّلا ثمّ ببيتها في سكّرة بعد مغادرة المقرّ الرسمي لرئيس الجمهورية.
وقد تأثّرت أيّما تأثّر جراء المعاملة السيئة التي لقيها نجلها حافظ قايد السبسي يوم الجمعة 23 أوت الماضي متوجّسة خيفة من تكرار مثل هذه المضايقات وكاظمة ألمها غير أنّها كانت مستعدّة لمواجهة كلّ أشكال الجحود. كان من المفروض أن تحضر يوم الخميس 6 سبتمبر الجاري موكب أربعينية الباجي قايد السبسي بمدينة الثقافة لكنّها عدلت عن ذلك في آخر لحظة وقد أخذ منها التعب والحزن مأخذا كبيرا.
ظهور رسمي محتشم
كانت الفقيدة حاضرة بقوّة في حياة الرئيس الراحل غامرة رجل حياتها بوافر حبّها وعطفها منذ زواجهما في سنة 1958.
وكانت تتحاشى الظهور الرسمي متعلّقة بمحيطها العائلي. والمرات القليلة التي ظهرت فيها رسميًّا كانت بمناسبة الاحتفال السنوي بعيد المرأة يوم 13 أوت والزيارات الرسمية لعدد من الملوك والرؤساء منهم الرئيس إيمانوال ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله.
ولم ترافق الراحل رئيس الجمهورية في زياراته الرسمية للخارج إلا مرّة وحيدة وذلك في نوفمبر 2015 خلال زيارة الدولة التي قام بها للسويد. غير أنّ هذا الظهور المحتشم لا يخفي اهتمامها بالشأن العام وهي المرأة سليلة عائلة فرحات الشغوفة بالسياسة والتي تربّت في "السانية" الكائنة بمدخل سكّرة حيث كان يدور حديث أفراد الأسرة الموسّعة كلّ مساء وفِي آخر الأسبوع حول شؤون السياسة .وإنّما كان يثير سعادتها وسعادة زوجها اللقاءات العائلية التي يجتمع فيها الأبناء والأحفاد والأقارب.
رحمها الله رحمة واسعة.
- اكتب تعليق
- تعليق