المحرّكان الأساسيان للتحول الطاقي في تونس: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
تحتاج تونس إلى اعتماد مقاربة جديدة تقوم على الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة في مجال النجاعة الطاقية بالتخفيض في إنتاج الطاقة من المحروقات والانتقال إلى الطاقات المتجدّدة إنتاجا واستهلاكا وخزنا لتتمكّن من توفير 30% من الحاجيات الطاقية بحلول سنة 2030. ورغم أنّ تونس تأخّرت في تنفيذ هذا التمشي الاستراتيجي إلا أنّها ومنذ سنة 1983 وبفضل خبرائها وكفاءاتها الوطنية في مجال الطاقة البديلة والمتجددة وضعت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أولوية سياستها الطاقية حتى تنجح عملية الانتقال وتتحقّق النجاعة الطاقية. وتعمل تونس على تسريع برنامج الطاقات المتجددة الممتد من سنة 2018 إلى سنة 2020 باستثمارات قدرت بـملياري دولار لمدّة عامين بمشاركة عديد الشركات العالمية إذ كان يوفر 200 ميغاوات بالنسبة إلى اللزمات وتم ترفيعه إلى 1000 ميغاوات ثم سيرتفع إلى 1900 ميغاوات. وستتم الزيادة في عدد اللزمات في عدّة مناطق هي القيروان وسيدي بوزيد وقفصة وتطاوين وتوزر وقبلي ونابل. وذكر أحد الخبراء أنّ الترفيع في الطاقات المتجدّدة يعود إلى انخفاض أسعارها في السوق العالمية إلى درجة أصبح بإمكان الشركة التونسية للكهرباء والغاز شراء الكيلواط/ساعة من الطاقة الشمسية بـ 114 ملم بينما هي تقتني الطاقة باستعمال المحروقات بـ 250 ملم وسمّي هذا البرنامج بالجيل الأول لأنّه لا يوفّر تخزينا للطاقة. أمّا الجيل الثاني فسيتمثّل في إنتاج طاقة متجدّدة بالخزن وحسب البنك الدولي يصبح للخزن مردودية اقتصادية جيّدة في حدود سنة 2023. وهذه تكنولوجيا جديدة وباهضة الثّمن لكنّها تمثّل خيارا لا بدّ منه لتونس حسب الخبراء لذلك ستنطلق شركة الكهرباء والغاز في تجربة أولى للتمكّن من تلك التكنولوجيا بتنفيذ مشروع صغير في قابس بطاقة خزن تقدّر بـ 100 ميغاوات على أن ينطلق الإنتاج سنة 2025 وهناك تجربة أخرى في جندوبة لتخزين 400 ميغاوات باستعمال طاقة الماء والطاقة الشمسية معا.
ويذكر أنّ تونس انطلقت في إنتاج 120 ميغاوات من طاقة الرياح وأسندت تراخيص لأربع شركات لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقيمة 2.5 مليار دينار في إطار برنامج لإنتاج 3800 ميغاواط من الكهرباء بواسطة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ويدعو الخبراء إلى ضرورة التسريع في تنفيذ تلك البرامج وتطويرها والمضي قدما في استعمال الطاقات المتجدّدة والتحكّم فيها وتسهيل الإجراءات وتشجيع الاستثمار خاصّة وأنّ لتونس خبرات وكفاءات وطنية في مجال الطاقة البديلة والمتجدّدة قصد الالتحاق بركب البلدان التي وضعت الانتقال إلى الطاقات النظيفة أولويّة لها مثل ألمانيا للحدّ من العجز الطاقي الذي يعاني منه الاقتصاد التونسي ويرى القائمون على مشاريع الطاقات المتجدّدة أنّ لهذه المشاريع قدرة على خلق نسيج صناعي جديد سيوفّر ما بين 20 إلى 30 ألف موطن شغل.
خالد الشابي
قراءة المزيد:
من خفايا الطاقة في تونس: ما حقيقة الثـروة البترولية والغازية المهدورة؟
الطاقة في تونس: لماذا لم نحافظ على الموجود؟
إمكانيات التطوير والرؤية المستقبلية في مجال الطاقة في تونس
إنتـاج البــتـرول والغاز في تـونــس بالأرقـــام
- اكتب تعليق
- تعليق