د. علياء بكّار تلقي الضوء في بيت الحكمة على شخصية الأميرة القرطاجنيّة صوفونيسبا

ألهمت عديد المبدعين والمفكرين العرب والغربيين على امتداد قرون، وأرغمت بعض الكتّاب العالميين على الاهتمام بدورها في الشؤون السياسيّة والعسكريّة على غرار "فولتير"و"كاتب ياسين"، واهتم بمسيرتها كبار المؤرّخين، وامتلأت عديد المتاحف والمعارض العالميّة بصوّرها مثل المتاحف البريطانيّة والبولونيّة والفرنسيّة والإيطاليّة الخ ... خلّدت بعض التجارب التشكيليّة جمالها الساحر لذلك لقّبها بعضهم بأميرة الظلام، وفضّلت كأس السم على عبوديّة الأسر . تلك هي الأميرة القرطاجنيّة صوفونيسبا، التي قدّمت حولها مؤخّرا أستاذة الآداب الفرنسيّة والباحثة في الفنون، الدكتورة علياء بكار محاضرة توثّق حجم انشغال المؤرخين والأدباء والفنانين بمسيرة الأميرة الأمازيغيّة كما يسميها البعض، وواكب اللقاء المنعقد بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون"بيت الحكمة" جمع من المهتمين بالأعلام التاريخيّة، من أكاديميين وباحثين ونقّاد وطلبة.

لم تكن صوفونيسبا وفقا لمحتوى اللقاء مجرّد أميرة جميلة تقتات من انتمائها الطبقي والجسدي. اختارت الأميرة نفوذ القيم التي دافعت عنها والمواقف التي اتخذتها، " فكانت متمسّكة بقيم الحريّة وحبّ الوطن" على حد عبارة المحاضرة، ممّا يفسّر كثافة الأعمال الأدبيّة والفنيّة الموثّقة لجرأتها السياسيّة ولدورها العسكري الذي لعبته دفاعا على الوطن وعلى قيم إنسانيّة مطلقة، ومن أجلها انتظمت عديد الندوات العالميّة تثمينا لنضالها.

لقد رحلت صوفونيسبا السياسيّة والعسكريّة، لكنّها ظلّت مادة دسمة للندوات الفكريّة وبحوث الإعلاميين وخيال الفنانين، وفي هذا الإطار تتنزّل الأمسيّة التي نظّمها مجمع بيت الحكمة في يوم المرأة العالمي تكريما لما قدّمت.