هجرة الأطباء: أخطر مشكل تواجهه المنظومة الصحيّة في تونس

أكّدت د. حبيبة الميزوني الكاتبة العامّة للنقابة العامّة للأطبّاء الجامعيين أنّ هجرة الكفاءات الطبيّة تمثّل بدون منازع أخطر مشكل تواجهه المنظومة الصحيّة في تونس، إذ من السهل اقتناء التّجهيزات وتطوير البنية التحتية ولكن من الصّعب توفير الموارد البشرية بعد تأهيلها، قائلة إنّ البلاد تخسر اليوم أفضل أطبّائها المختصّين الشبّان والذين يبلغ معدّل فترات تكوينهم 15 سنة في حين يبلغ هذا المعدّل 20 سنة بالنّسبة إلى المبرّزين في الطبّ. ولاحظت أنّ هذه الخسارة لا تكمن في التّكوين فحسب بل وكذلك في الخدمات التي يمكن أن يقدّمها هؤلاء الأطبّاء طوال مسيرتهم المهنيّة الممتدّة على مدى عشرين سنة وأكثر. وأشارت د. حبيبة الميزوني إلى أنّ هذه الهجرة كثيفة الحجم ومتعدّدة الوجهات ومن بينها بالخصوص فرنسا وألمانيا وبلدان الخليج وتعود، في تقديرها، إلى الأسباب التالية:

• تدهور ظروف العمل في المستشفيات والزجّ بكفاءات في وسط يصعب التّعامل معه.
• تنامي ظاهرة العنف المادّي واللفظي المسلّط على الأطبّاء وتعرّضهم للقدح والذمّ، فضلا عمّا يواجهه الشبّان منهم - وهم ضحايا المنظومة- من حكم على النوايا وسوء فهم بينما كان من المفروض تشجيعهم وشدّ أزرهم.
• الفوارق الكبيرة بين دخل الطبيب في القطاع العامّ ودخل الطبيب في القطاع الخاصّ من جهة، ودخل الطبيب الذي يبقى في تونس ودخل الذي يعمل بالخارج، من جهة أخرى.
• ضبابية المشهد الصحّي في نظر الأطباء الشبّان إذ يلاحظون تدهورا مستمرّا لأوضاع القطاع ولا يرون في الأفق بوادر إصلاحات أو مراجعات للنّهوض به، وذلك في غياب خطاب وسياسة يوضّحان طريق المستقبل ويرسمان معالمه. وأكّدت د. حبيبة الميزوني أنّ الحلول تنبع من تشخيص الظّاهرة وتتمثّل حسب رأيها في ما يلي:
• توجيه رسالة قويّة وذات مصداقية إلى الأطبّاء ولا سيّما الشبّان منهم.
• تحسين ظروف العمل في المستشفيات وإعادة النّظر في نمط اشتغالها والتصدّي للعنف المسلّط على الإطار الطبّي والإطار شبه الطبّي.
• مراجعة سياسات التّأجير بالنّسبة إلى الأطبّاء وعدم الاكتفاء بمجرّد زيادة في الأجور.

قراءة المزيد:

هجرة الكفــاءات التــونسيـة: كيـف نـوقــف الــنّـزيـف؟

أيّ حلول لهجرة الأطباء التونسيين؟

د. علي المطيراوي رئيـس جـامـعة ســوسة: أطباؤنا الشبّان تربّوا على الحلم بالهجرة

شهادتا طبيبين اختارا طريق الهجرة

هجرة الأطباء: أخطر مشكل تواجهه المنظومة الصحيّة في تونس