هل أنّ ثورة خضراء ممكنة في إفريقيا؟
أبيدجان- من مبعوث ليدرز الخاصّ عبد الحفيظ الهرقام
يقام بأبيدجان من 4 إلى 8 سبتمبر الحالي المنتدى السابع حول الثورة الخضراء في إفريقيا تحت شعار: "استحثاث خطى إفريقيا نحو الازدهار: الفلاحة رافعة النموّ الاقتصادي الشامل والتشغيل" وذلك بمشاركة قرابة 1300 مندوب وخبير، من أوساط مهنية واختصاصات مختلفة.
وأضحى هذا المنتدى منذ بعثه في سنة 2010 واحدا من أهمّ الأحداث على صعيد القارة وفي المستوى الدولي، باعتباره إطارا مناسبا للبحث في الطرق الكفيلة بجعل الفلاحة أداة نهوض بالاقتصاديات الإفريقية.
وما انفكّ القطاع الفلاحي يحظى باهتمام متزايد من قبل القادة الأفارقة ولا سيّما منذ القمّة الإفريقية المنعقدة في مابوتو سنة 2003، ممّا يشكّل حافزا للوزراء وممثّلي المنظّمات الدولية والقارية وأصحاب المؤسسات العاملة في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية وقادة الرأي والنشطاء في المجتمع المدني والباحثين للمضي قدما في مواصلة الكشف عن النقائص والعراقيل التي تحول دون تطوّر الفلاحة في إفريقيا واستجلاء الفرص المتاحة للبلدان الإفريقية للزيادة في مردودية هذا القطاع ونجاعته، على نحو يمكّنها من تدارك عجزها الغذائي وتوظيف الفلاحة في توفير موارد الرزق لشبّانها الباحثين عن العمل، والذي يقدّر عددهم بـ 300 مليون شابّ بعد 15 سنة من الآن.
ويحتوى برنامج المنتدى على عديد حلقات النقاش والملتقيات المنعقدة قبل الافتتاح الرسمي الذي سيشرف عليه يوم الأربعاء 6 سبتمبر رئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن واتارا أو تلك المقامة بعده.
وقد نظّم البنك الإفريقي للتنمية بعد ظهر يوم الإثنين بمقرّه في العاصمة الإيفوارية ملتقى سلَّط الضوء على مكانة الشباب في القطاع الفلاحي ودوره المرتقب في النهوض به، تجسيما لعزم هذه المؤسسة على المساهمة في تطوير أوضاعه وإعلاء شأنه.
وكان الملتقى مناسبة لمزيد التعريف ببرنامج البنك الرامي إلى تمكين الشباب (Enable Youth Program) ولإعطاء الكلمة لعدد من الباعثين الشبان كي يعرضوا تجاربهم ورؤاهم بشأن مستقبل الفلاحة.
وكان النيجيري أكينوني أبيسينا رئيس البنك الإفريقي للتنمية صرّح بمناسبة انعقاد الجلسات العامة السنوية للبنك بأحمد أباد في الهند في ماي الماضي تحت شعار: "تطوير الفلاحة لخلق الثروة في إفريقيا" أنّه ينبغي اكتساب القدرة على تمويل الفلاحة للدفع نحو تصنيعها وتحرير طاقاتها وجعلها قطاعا ناشطا على صعيد القارة.
كما أعلن أنّ البنك سيستثمر، في نطاق استراتيجيته "توفير الغذاء لإفريقيا" 24 مليار دولار في الفلاحة وفي الصناعات الغذائية خلال السنوات العشر المقبلة، ممّا يمثّل زيادة بـ 400% مقارنة بمستوى التمويل الحالي والبالغ 600 مليون دولار سنويا.
وأوضح من جهة أخرى أنّ من محاور الاستراتيجية الأساسية تخصيص 700 مليون دولار لبرنامج "تقنيات من أجل تطوير الفلاحة في إفريقيا" والرامي إلى تحسين التقنيات الفلاحية التي ستشمل ملايين الفلاحين في القارة في السنوات العشر القادمة.
ويظلّ السؤال الذي سيطغى على ما سيدور من نقاشات مكثّفة خلال أيّام انعقاد المنتدى هو: هل أنّ ثورة خضراء ممكنة في إفريقيا؟ والمطلوب إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهها القطاع لتفادي السقوط في الطوباوية والتي يمكن تلخيصها في
ضعف المردودية واستغلال 65% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة والتأثّر بالتغييرات المناخية وصعوبة نفاذ الفلاحين إلى مصادر التمويل وعزوف الشباب عن ممارسة نشاط يكفي فقط لسدّ الرمق، فضلا عن النقص الفادح في مجال البحوث الزراعية.تلك تحدّيات يتعيّن مواجهتا، وإلّا لن تكون الثورة الزراعية المنشودة سوى أمل زائف.
- اكتب تعليق
- تعليق