"ثورة دون كيشوت" المرجعيّة المعتمدة
إنّ العمل المسرحي الجاد ينطلق ضرورة من مجموعة أفكار تنتمي إلى موروث أدبي عالمي، وهو ما عملنا عليه طيلة إعدادنا للخطوط العريضة لمشروعنا الجديد الذي نزعم أنّه بمثابة النقلة في نظرتنا للفعل المسرحي وكيّفيّة الإنجاز، ومن هذا المنطلق فإنّ رواية "دون كيشوت" للكاتب الإسباني "ميغيل دي سرفانيسسافيدرا" قد مثلت منطلقا مهمّا في اشتغالنا المبدئي، حيث توفّرت على مادّة أدبيّة ثريّة أغرتنا بالاستلهام منها مسرحيّا خاصّة وأنّ القضايا المعتمدة فيها وبالرغم من بعدها الظاهر عن واقعنا الذي نحياه في القرن 21 إلاّ أنّها وفي باطنها تبصّر في الكون والإنسان في علاقة بموضوعات السياسة والدين والمال ولعلّها مسائل لا تموت وتبقي ملازمة للإنسان في مطاردته لطواحين الريح التي يتخفّي مالكها الغامض فيطلّ علينا "مكيافيلي" بكتابه "الأمير" الذي مثّل منبعا أساسيّا لفكر أثر وسيؤثّر في المناهج السياسيّة المتعاقبة والمختلفة، ولأنّ مسرحنا في طابعه سياسي فإنّنا إرتأينا أنّ نركزّ على قضايا تشغلنا هذه الأيّام وتشكّل صورا غزت الإعلام والعقول، كالإرهاب، والمجاعات، تدمير المتاحف، والجنس، وغيرها فهي بوّابتنا للنفاذ إلى ذهن المتفرّج حتّى تعريه للتفاعل وفتح نافذة أخرى على واقع يبدو خياليا فوق المسرح ولكّنه يجد صداه حتما في حياة الناس اليوميّة.
الملخّص
في مدينة غامضة كائناتتستيقظفجأةمن رحم النفايات وتتمدد سريعا لتفتك كامل السلطات.. وتحتل مناطقا حيوية تسيرها حسب رغباتها ..ورغم المقاومة والمعارضة الاانها تواصل تخريبها لكل تفاصيل الجمال مستعينة بشبكة معقدة من اصحاب النفوذ والمال فتعتصر المجال العام والخاص وتأسس واقعا مرعبا.
- اكتب تعليق
- تعليق