أخبار - 2016.12.29

محســـن‭ ‬بوجبــل: نصدّر‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬طنّ‭ ‬من‭ ‬التمور‭ ‬سنويّا ‬إلى‭ ‬30‭ ‬سوقا

محســـن‭ ‬بوجبــــل: نصدّر‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬طنّ‭ ‬من‭ ‬التمور‭ ‬سنويّا ‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬سوقا

أن يتميز المرء في اختصاص معيّن يبرز للناس فذلك أمر عادي، أمّا أن تتميز عائلة في إنتاج وترويج مواد معيّنة بالجودة والاتقان المطلوبين ووفق التسلسل العائلي فذلك أمر استثنائي تفرّدت به بعض العائلات التونسية ببعث مؤسسات في مجالات الفلاحة والصناعة والتجارة ومن بينها عائلة بوجبل. نجحت هذه العائلة في إحداث مؤسسات في مجالات السياحة وزيت الزيتون والقوارص وتعتبر رائدة في مجال إنتاج التمور وتعليبها وتصديرها. وها هو السيد محسن بوجبل الرئيس المدير العام لمؤسسة بوجبل لتثمين وتعليب المنتوجات الفلاحية يحدّثنا عن إنجازات المؤسسة في مجال التمور خاصّة وريادتها في محيطها الاقتصادي التونسي والعالمي.

من الرياضيات إلى الفلاحة

كيف جئت إلى قطاع التمور؟

لقد تحصلت سنة 1968 على الإجازة في الرياضيات ثم درست الاقتصاد والإحصاء في باريس وعدت إلى تونس سنة 1971 فتمّ تعييني في وزارة التخطيط، عملت فيها حوالي 7 سنوات ثم أصبحت موظّفا دوليا لمدة سنتين في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، عدت بعدها للعمل في وزارة الفلاحة مسؤولا عن الدراسات الاقتصادية والتخطيط الفلاحي وعينت سنة 1988 مديرا عاما للبنك الوطني للتنمية الفلاحية ثم كاتب دولة للفلاحة من جويلية 1988 وحتّى فيفري 1991. أنتمي إلى عائلة لها مؤسسات تصدّر القوارص منذ 1958 وتصدّر زيت الزيتون منذ 1997.أمّا التمور فلدينا علاقة خاصّة وقديمة بها فجدّي بدأ نشاط التجارة في التمور في بني خلاد منذ سنة 1910 وأصبحت للعائلة منذ سنة 1982 مؤسسة لتعليب التمور تتصدّر المرتبة الأولى في تصدير دقلة النور في تونس. وانتقلت سنة 1991 للإشراف على مؤسسة تعليب التمور العائلي تلك مديرا عاما وكانت البداية.

عناصر التطوير

كيف وظّفت خبرتك في تطوير المؤسسة العائلية والوصول بها إلى مثل هذه المكانة العالمية؟

عندما استلمت هذه المهمة في المؤسسة العائلية لاحظت أنّ المؤسسة تفتقر إلى إطارات لها الكفاءة العلمية والأكاديمية المطلوبة في مجال تعليب التمور، كما لاحظت أنّ التصدير كان مركّزا على السوق الفرنسية وبالخصوص إلى مرسيليا. ومن حسن حظّي أنّي واكبت حال استلامي المهمّة تصدير شحنتين من التمور إلى مرسيليا لكن تمّ رفضهما بسبب مشكل الجودة ممّا جعلني أبني استراتيجيتي على تلافي تلك النقائص بانتداب إطارات تتميّز بالكفاءة العلمية وباعتماد الجودة في الإنتاج وبالخروج من السوق التقليدية الفرنسية إلى أسواق عالمية أخرى.

استراتيجية ناجحة

هل نجحت هذه الاستراتيجية؟ وكيف؟

فعلا ركّزنا مقاربة التصرف باعتماد الجودة وكنّا أوّل شركة تونسية تحصل على علامة الجودة في قطاع التمور ISO 9001 سنة 1998 ممّا ساعدنا على الخروج من السوق التقليدية إلى أسواق جديدة واعتمدنا في ذلك على تلبية طلبات الحرفاء حول الإنتاج المصدر وعلى كراس شروط خاص بكل حريف وكان إنتاجنا المصدّر إلى أنقلترا مثلا يخضع شهريا إلى المراقبة وتدقيق الجودة. وبذلك أصبحنا نصدّر إلى 30 سوق عالمية أهمّها أمريكا (رغم أنّ منتجي كاليفورنيا ينتجون 15 ألف طن من دقلة النور) ثم السوق الأوروبية وخاصة إسبانيا وألمانيا وإيطاليا ونصدّر أيضا إلى دول الخليج العربي خاصّة قطر  ونصدّر إلى آسيا منذ 20 سنة وخاصة أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة  ولا ننسى البرازيل في أمريكا اللاتينية وأستراليا. ويبلغ إجمالي ما نصدّره ما بين 10 و12 ألف طنّ من دقلة النور خاصة، في علب وزنها يتراوح بين 100 غرام و 10 كلغ وفي أشكال عدّة منها الشمروخ والتمر المعلّب والتمر بدون نوى والتمر في علب لاستعمالها كهدايا. وقد أحدثنا مؤسسة خاصة بهذا النوع من التصدير هي «Deyma» . ونحن ننتج إضافة إلى دقلة النور العليق ولخوات والكنته.

هل من قواعد أخرى التزمتم بها وكانت سببا في نجاحكم؟

إضافة إلى محاور الخطة الاستراتيجية التي ذكرت نحن نلتزم بقواعد عمل أساسية هي أوّلا تلبية طلبات الحريف وكسب ثقته والمحافظة عليه وثانيا بناء علاقة شراكة مع المزوّدين في مناطق الإنتاج  في الجريد وقبلي فنحن نتعامل مع مزوّدين منذ 30 سنة ونحافظ على علاقاتنا الطيبة مع الفلاحين ونقدّم لهم خدمات فلاحية مجانية ونصائح تقنية وتوصيات تهمّ جودة الإنتاج طوال السنة ( نتعامل مع ما بين 700 و 1000 منتج ). وتتمثل القاعدة الثالثة في حسن التصرف في الموارد البشرية (حوالي 2000 شخص يشتغلون في مجال التمور) والاهتمام بالجانب الاجتماعي ولدينا عقد أخلاقي اجتماعي مع العاملين معنا إذ نؤمن بأنّ المؤسسة هي ملك للمجموعة ولها دور اقتصادي واجتماعي ويجب أن تلعب دورها في محيطها فنحن مثلا نتبنّى مدرستين ابتدائيتين في بني خلاد وفي حزوة.

حشرة التمر

ما هي الصعوبات التي تواجهكم لمزيد النهوض بتصدير التمر بأنواعه؟

إنّ أهمّ صعوبة تواجهنا بالنسبة إلى الأسواق الخارجية هي حشرة التمر التي تجدونها في حبّة التمر وهذا يمثّل مشكلا في مجال التسويق لأنّ هذه الحشرة تكلّف صابة التمور عموما خسارة ما بين 20 إلى 30 بالمئة من الإنتاج في الموسم الواحد أي إتلاف حوالي 40 ألف طن من بين حوالي 200 ألف طن حجم الإنتاج العام السنوي للبلاد .وباعتماد آليات الحماية والعناية نحن قادرون على تخفيض تأثير الحشرة إلى 1 أو 2 بالمئة ممّا يوفر لمناطق الإنتاج ربحا يقدّر بحوالي 80 مليون دينار.

وهل من رسالة في الختام؟

لقد حقّق المصدّرون في السنوات العشرين الأخيرة خطوات عملاقة وأصبح لدينا حوالي 20 من كبار المصدّرين للتمور وبفضل ذلك أصبحت تونس مرجعا في مجال إنتاج التمور وتصديرها لتتصدّر المرتبة الأولى في تصدير التمور من حيث العائدات المالية في العالم رغم أنّنا لسنا أوّل منتج.لكن لا بدّ من التذكير بأنّ النخلة هي بمثابة البترول بالنسبة إلى مناطق إنتاج التمور خاصة في الجريد وقبلي ولذا على الفلاحين الاعتناء بها بمساندة الدولة لأنّ هناك مخاطر تحفّ بها بسبب نقص الماء الذي يتمّ استعماله بصورة عشوائيّة في ريّ غراسات فوضوية، فمن الضروري التصرّف العقلاني في تلك الموارد المائية.

لقراءة المزيد

قطــاع التمــور فـــي تــونـــس إشكالات الإنتاج والتّصدير

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.