مقتطفات من خطاب بورقيبة في مؤتمر صفاقس
«... إننا بفضل الاتفاقيات ]بشٲن الاستقلال الداخلي [ستنمكّن من رفع مستوانا الاقتصادي والاجتماعي بكامل الحريّة فلا يوقف سيرنا شيء كتأشيرة المقيم العام أو الكاتب العام أو وزراء فرنسيين فلنستثمر إذن جميعا ما تحويه هذه الاتفاقيات من الإمكانيات استثمارا كاملا لنحقق ما يصبو إليه شعبنا من رفاهية وكرامة. «ولمؤتمرنا هذا أن يطالب بمراجعة بنود الاتفاقيات و فصولها إذا اقتضى الحال و ذلك عملا بما جاء في الفصل 24 من الاتفاقية العامة. و فعلا ففي القريب العاجل ستفتح مذاكرات بين حكومتنا والحكومة الفرنسية في شأن تكوين قوة تضامنية تكون نواة جيش يحفظ كيان دولتنا، و الاتفاقيات تمكن حكومتنا من تسطير ما تراه صالحا من البرامج و تنفيذها دون أن يعرقل أعمالها أجنبي، وهذا ما يدعو مؤتمرنا هذا إلى أن يسطر للحكومة برامج اقتصادية و اجتماعية كفيلة برفع مستوى الطبقة الشغيلة و الشعب التونسي في الميادين الثقافية والصناعية و غيرها.«ثقوا أننا إذا احترمنا العهود سيعود ذلك بالنفع العميم إلى إخواننا من الجزائريين و المغاربة و يرجّح كفّتهم، و ها هو اليوم قد رجّحت كفة المغرب و سترجح كفة الجزائر في القريب العاجل إن شاء الله.
«وإذا رجّحت الكفة في أقطار الشمال الإفريقي الثلاثة تغيّر الوضع السياسي بتمامه وكماله وتصبح الاتفاقيات نفسها من الأمور التي فاتت بفوات وقتها فتفتح إذّاك مفاوضات جديدة على أساس جديد ونتمكن من توحيد صفوف المغرب العربي و ربط أمتن الصلات بيننا و بين عمومتنا.
«أما القرار الذي اتخذناه ضدّ الأستاذ صالح بن يوسف فقد اضطررنا دفعا لكل التباس وحتى لا نظهر أمام الدولة التي تعاقدنا معها بمظهر من يلعب على حبلين و من يقول ما لا يضمر و من هو لا في حرب ولا في سلم».
محمّد لطفي الشّايبي
- اكتب تعليق
- تعليق