بمناسبة مرور 108 سنة على وعد بلفور: صفحة منسية من تاريخ فرنسا

بقلم محمد ابراهيم الحصايري - قليلون هم من يعرفون أن فرنسا سبقت بريطانيا في تأييد مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ففي 4 جوان 1917 أي قبل حوالي أربعة أشهر من صدور وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 أرسل جول كامبون Jules Cambon وزير الشؤون الخارجية الفرنسي حينذاك إلى الصهيوني ناحوم سولوكوف Nahum Sokolov الرسالة التالية:

"جول كامبون، وزير الخارجية الفرنسي، 
إلى الصهيوني ناحوم سوكولوف 
وزارة الخارجية، مكتب الوزير، باريس، 4 جوان 1917.
سيدي، 
لقد تفضلتم بأن عرضتم عليّ المشروع الذي تكرّسون له جهودكم والذي يرمي إلى تطوير الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، وأنتم تعتبرون أنه إذا سمحت الظروف، وإذا تم الالتزام باستقلال الأماكن المقدسة من ناحية أخرى، فإن ذلك سيكون عملا يحقق العدالة وجبرا للضرر من شأنه أن يساعد، من خلال حماية دول الحلفاء، على الاعتراف بالجنسية اليهودية في هذه الأرض التي طرد منها شعب إسرائيل منذ قرون عديدة.

إن الحكومة الفرنسية التي دخلت الحرب الحالية للدفاع عن شعب هوجم ظلما، والتي تواصل النضال من أجل ضمان انتصار الحق على القوة، لا يمكنها إلا أن تشعر بالتعاطف مع قضيتكم التي يرتبط انتصارها بانتصار الحلفاء.

يسعدني بهذا أن أؤكد لكم ذلك.
(توقيع) ج. كامبون".

هذا وتجدر الملاحظة أن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية حينذاك كان أول دبلوماسي أوروبي يتخذ موقفا رسميا لصالح المشروع الصهيوني، وفي المقابل كانت فرنسا تريد من الحركة الصهيونية أن تضغط على يهود روسيا حتى تستمر بلادهم في الحرب.

محمد إبراهيم الحصايري