الثـورة ! اللحظات القوية في المسيرة
أعجب ممّن، بسبب ما آلت إليه الأمور، يقلل من أهمية و عظمة تلك اللحظة التاريخية التي عاشتها تونس بين ديسمبر 2010 وجانفي 2011 والتي لم تأت من فراغ، مهّد لها الكثيرون، بالتحركات والاحتجاجات الصغيرة والمحدودة، والتي بترابطها وتراكمها، أدت إلى ما أدت إليه من وعي جماعي بضرورة التغيير، بضرورة كسر القيود، مهّد لها الكثيرون، بعضهم في صمت، بعيدا عن الأضواء، برفضهم الانخراط في مسار الفساد و الإفساد (وللتذكير، هؤلاء الأبطال الصامتون هم كثر في الإدارة التونسية، على عكس ما يسوق له المدافعون عن مشروع قانون المصالحة الذي يقدم الموظفين و كأنهم من طينة واحدة: طينة من لا يقدر على رفض التعليمات)،
مهّد لها الكثيرون بمعاناتهم في مواجهة التعذيب والسجن و التفقير و الطرد التعسفي برؤوس مرفوعة، مهّد لها الكثيرون عندما لم يبق من وسيلة للاحتجاج و لفت الاهتمام للوضع التونسي إلا الأجساد، فراحوا يطلقون إضرابات الجوع الواحد تلو الآخر ....إلى درجة أن رشيد خشانة عنون أحد مقالاته الافتتاحية بجريدة الموقف بمانشات عريضة «تونس عاصمة لإضرابات الجوع»، مهّدت لها انتفاضة الحوض المنجمي، مهد لها السياسيون والنقابيون والفنانون والمبدعون و الشباب والنساء...
ترابطت كل المبادرات والتحركات والإعلانات لتحدث حالة من ضرورة التغيير، من ضرورة البحث عن متنفس يقول للتونسيين إنهم جديرون بالحياة الكريمة.
- اكتب تعليق
- تعليق