أيُّ فصل جديد ستُخْرِجُهُ قمّة الرئيس جو بايدن الافتراضية حول الديمقراطية؟
بقلم محمد إبراهيم الحصايري - يوميْ التاسع والعاشر من ديسمبر الجاري، وبالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الانسان، تحتضن الولايات المتحدة، افتراضيّا، القمّة التي كان الرئيس جو بايدن وعد، إبّان حملته الانتخابية، بعقدها حول الديمقراطية.
واللاّفت أنّ الرئيس جو بايدن لم يَدْعُ إلى قمّته سوى بلد عربي واحد هو العراق الذي كانت الولايات المتحدة شنّت عليه حربين ضاريتين، وفرضت عليه بينهما حصارا خانقا، قبل أن تحتلّه سنة 2003، مدّعية أنها جاءت لتخلّصه من الدكتاتورية وتذيقه طعم الديمقراطية اللذيذ، فإذا بها لم تخلّصه إلا من نِعَمِ الأمن والاستقرار ورَغَدِ العيش المشترك.
وفي رأيي فإنّ عدم دعوة بقية الدول العربية إلى القمّة ليس له من سبب سوى الخوف من أن يكون حضورها شاهدا على الفشل الذريع الذي مُنِيَ به "الربيع العربي" الذي شهد أكثر من شاهد من أهلها أنّ واشنطن هي التي "أخرجته" وأنّ الرئيس جو بايدن كان مساعد "مخرجه" إذ كان، يومئذ، نائب الرئيس.
لذلك، لا أشك لحظة في أنّ هذه "القمة الافتراضية" التي ستكون إسرائيل "فارسة" الديمقراطية في الشرق الأوسط في مقدّمة المشاركين فيها، لن تنجب إلا "ديمقراطية افتراضية" مثلها، وما يُخْشَى منها هو أن "تخرج" لنا فصلا جديدا يستحيل أن يكون أجمل من أجمل فصول السنة، فصلِ الرّبيع، لأنه لا يمكن أن يكون هذه المرة إلاّ صيفا حارقا أو خريفا عاصفا أو شتاء قارسا...
محمد ابراهيم الحصايري
(تَعْلِيقَهْ... في دَقِيقَهْ / 66)
- اكتب تعليق
- تعليق