أخبار - 2020.08.03

اختتام الدورة السابعة والثلاثين لمعهد الدفاع الوطني حول الدفاع الإلكتروني (صور وفيديوهات)

معهد الدفاع الوطني

أصبح قرار تحديث الجيش الوطني خيارا لا بديل عنه  في ظلّ التحولات الراهنة. وقد كانت المؤسسة العسكرية سبّاقا في مجال التكنولوجيا الرقمية، حيث أخذت  قضية الأمن السيبراني على محمل الجد، اقتناعا منها بأنّ حروب المستقبل سيتم خوضها في الفضاء السيبراني، وبأن التكنولوجيا الرقمية اليوم هي التي ستساهم بشكل كبير في تأمين سيادة تونس الرقمية و في الدفاع عن الدولة ضد أي هجوم.

وإدراكا منها للمخاطر والتهديدات التي يشكلها الفضاء السيبراني غير المحميّ، تقوم وزارة الدفاع الوطني من خلال معهد الدفاع الوطني، بتطوير ما يمكن أن نسميه "الجيش الرابع" (إضافة إلى جيوش البحر والجو والبر)، وذلك من خلال إرساء إستراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات السيبرنية التي تستهدف سيادة الدولة والتي يمكن أن تمس من المعطيات الشخصيّة والمعاملات الماليّة والمنشآت الحساسة والمجالات الحيويّة للدولة.

وتبرز هنا أهميّة الخيارات التي ااعتمدها معهد  الدفاع الوطني في مجال التجديد الرقمي حرصها منه على تحفيز الشباب والكفاءات العلمية التونسيّة وتشجيعها على المساهمة في تطوير النهضة التكنولوجية والرقمية لهذه المؤسسة.

ومن بين الأهداف الرئيسية لهذا المعهد، تعزيز الروح الدفاعية  لدى كبار المسؤولين الحكوميين، علاوة على تطوير التفكير والبحث الاستراتيجي.

وفي هذا الإطار تم اختتام أشغال الدورة الوطنية السابعة والثلاثين لمعهد الدفاع الوطني حول "الدفاع الإلكتروني"، بعد عشرة أشهر أمضاها المتخرجون ببرطال حيدر حيث يوجد مقر المعهد، وقد مكّنتهم الدورة من التشبع بالعقيدة الأساسية لهذه المؤسسة وهو الجمع بين المعرفة والعمل.

وقد تم تتويج 41 متخرجا، منهم عسكريون  من سامي الضبّاط في الجيش الوطني، وإطارات مدنية سامية  على غرار السيد يوسف الزواغي المدير العام للديوانة والسيد خالد السلامي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية.

وشدّد وزير الدفاع الوطني عماد الحزقي بهذه المناسبة على أهمية السيادة الرقمية وعلاقتها بالأمن القومي، اعتبارا لما  يمكن أن يتضمنه الفضاء السيبرني من مخاطر وتهديدات لا تقل خطورة عن التهديدات الإرهابية أو عن الجريمة المنظمة أو التهريب. لذلك كان لا بد من البحث عن سبل التوقي من هذه التهديدات والمخاطر وبناء استراتيجية سيبرنية وطنية.  

وقال السيد أحمد شبشوب، مدير الدورة  والمهندس في مجال السلامة المعلوماتية بوزارة التكنولوجيا والتحول الرقمي : "لقد مررنا من مرحلة السيادة الرقمية إلى مرحلة أشمل وهي السيادة الوطنية في ظل التحول الرقمي. فالمجال الرقمي يهم جميع فئات المجتمع من أشخاص ومؤسسات ومؤسسات أمنية وعسكرية. لهذا السبب قمنا بتحضير استراتيجية تمتد على 10 سنوات تتضمن عدة نقاط من بينها : تصور جديد للدبلوماسية للدفاع عن مصالح البلاد أولا، وللتسويق لتونس كوجهة اقتصادية رقمية ثانيا. فبلادنا يمكن أن تكون لها حلول اقتصادية من خلال التحول الرقمي ومن خلال الصناعة الرقمية".

وقال السيد خالد السلامي إنّّ مثل هذا النوع من الدورات التكوينية التي ينظمها معهد الدفاع الوطني لها أهمية قصوى، لذلك أصريّنا كاتحاد الصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية على أن نشارك في هذه الدورة خاصة نظرا لأهمية الموضوع وهو الأمن السيبرني والسيادة الرقمية للبلاد التونسية. كما أكد السيد خالد السلامي الدور المهم الذي يضطلع به  القطاع الخاص في الإسهام في ضمان سيادة تونس الرقمية.
 وأشاد بالدراسات المقدمة من قبل معهد الدفاع الوطني والتي تسهم في خلق "تناغم" بين مختلف مكونات الدولة من عسكريين ومؤسسات عمومية، مبرزا الشرف الذي ناله  بتمثيل القطاع الخاص. 

من جهة أخرى اعتبر السيد خالد السلامي أنّ الدورة منقوصة بسبب جائحة كورونا والتي منعت المشاركين في الدورة من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى بروكسال، وطلب من وزير الدفاع الوطني  تدارك الأمر بتنظيم سفرات تكوينية في المستقبل القريب.

وأكد السيد يوسف الزواغي مدير عام الديوانية التونسية من ناحيته أهمية تناول موضوع الأمن السيبرني في كل المجالات خاصة مع التطور الكبير لتكنولوجبيا المعلومات وللجرائم الإلكترونية حيث أصبحت عمليات التهريب وتبييض الأموال وغيرها تتم عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة.

وأبرز  السيد توفيق بوفايد، وهو الكاتب العام لمحكمة المحاسبات،  ومن بين المتخرجين أيضا، ما اتاحته الدورة من فرص تبادل الخبرات في عديد المجالات إذ كانت بمثابة "Think Tank" وهو أمر هام للغاية من حيث تنمية التفكير الإ بداعي "Brainstorming" أو من الناحية المنهجية. وأكد السيد توفيق بوفايد أنّ الدورة مهمة جدا لكن الأهم هو الاستمرارية وتطبيق الأفكار والمعلومات عند تناول الملفات." لا يمكن اليوم الحديث عن الإدارة دون الحديث عن السيبرنية والرقمنة وهو مجال يتطلب التعاون بين القطاع العام والخاص" حسب قوله.

ومن بين المتخرجين من هذه الدورة خالد بن عبدالله، مدير عام التجارة الداخلية، ثم الخارجية،  ورئيس الديوان،  يتوج شهادته للمرحلة العليا للمدرسة الوطنية للادارة، منذ سنين،  اليوم بشهادة معهد الدفاع الوطني...

مثال نادر، ضمن  نخبة من إطارات الدولة السامية، التي تتفانى في خدمة الوطن، و تحافظ على أجهزة الدولة واستمرار المرفق العمومي، باقتدار و نكران الذات... في زمن المغانم و الجهل و الاستهتار

فاطمة الهنتاتي


 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.