أخبار - 2020.06.11

هشام المشيشي وزير الداخلية : يقظة تامّة وتحفيز على العمل وحضور على الميدان (فيديو)

هشام المشيشي وزير الداخلية : يقظة تامّة وتحفيز على العمل وحضور على الميدان

آلَى هشام المشيشي على نفسه منذ تَوَلِّيه مقاليد الداخلية قبل ثلاثة أشهر أن يمارس نفوذه كاملا غير منقوص، أن يتصرّف بحنكة، وأن يكون مجدِّدا في مهمّته  كحارس يقظ لأمن البلاد الداخلي، لا يدَّخِر جهدا في سبيل تعبئة فِرقِه وحثِّ منظوريه على المشاركة في أخذ القرارات وتحَمُّل المسؤوليات. هذا هو العهد الذي قطعه على نفسه ما إن تسلم مقاليد هذه القلعة التي تقوم شامخة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة بكل هيبة وجلال ، وشرع في مباشرة عملية التجديد بكل سلاسة ونعومة، في غمرة جائحة كوفيد-19 الطارئة التي سرعان ما قلبت الأوضاع في البلد رأسا على عقب. لقد انتقل لِتَوِّهِ إلى وزارة الداخلية قادما إليها من قصر رئاسة الجمهورية بقرطاج حيث كان يشغل منصب مستشار أوّل لدى رئيس الجمهورية مكلف بالشؤون القانونية، بعد أن تولى خطة رئيس ديوان بكلّ من وزارة النقل ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة، وهو الذي عُرِف بحنكته في إدارة الأزمات ... العادية والتصدي لها ، وها هو يواجه هذه المرة أزمة من نوع آخر على رأس قوات الأمن الداخلي والإدارة الجهوية ( من الوالي إلى العمدة ) ليتصدى للإرهاب ويهتمّ بمسائل حظر الجولان والحجر الصحي وإعادة التونسيين في الخارج الى أرض الوطن بعد ان تقطعت بهم السبل جرَّاء تفشي وباء كورونا في العالم ، إلى جانب تطور الأوضاع على الحدود مع ليبيا ...

هل سيكون النجاح حليفه وقد عقد العزم على أن يكون الأمر كذلك ؟ أيّ الطرق سيسلك؟ ... لقد أجاب وزير الداخلية على أسئلة مجلة لبدررز جميعا بشكل حصري على مدى ساعة كاملة وبدون انقطاع. ردّ على كل سؤال طُرِح عليه، دونما لغة خشبية، وبلا تردّد ولفٍّ ودوران، وبصوت متساوي النبرة من بداية الحديث حتى نهايته.

بدأ على اقتناع كامل بكل ما كان يقول. لقد أكّد بوضوح أنّ" لا خلاص لأسلاك الأمن المختلفة إلا في ظلّ الاستقلالية. لا بدّ أن تبقى هذه الأسلاك في منأى عن كل التجاذبات السياسية وسأكون شديد الحرص على أن يكون الأمر على هذا النحو".

وأضاف أنّه يعتزم " وضع جملة من المقاييس الدقيقة للاقتراحات المتعلٰقة بتعيين إطارات الداخلية في الخطط الوظيفية اعتمادا على تقييم مرقَّم ومُنصِفٍ لمهاراتهم، وقياس لنشاطهم ولكل أعمالهم وبحِرفِيَّة وموضوعية ..." .

ويكتسي إصلاح النظام الأساسي الخاص لقوات الأمن  أهمية قصوى في نظر وزير الداخلية الذي يرى وجوب إنجازه بشكل عاجل ، وكذلك بالنسبة إلى المصادقة على القانون المتعلق بحماية أعوان قوات الأمن والنظام العام حين مباشرتهم لمهامهم... " ، وأشار إلى أن ذلك ينطبق أيضا على إطارات  الإدارة الجهوية وأعوانها " ، مؤكدا أنّه عازم تماما على " القطع نهائيا مع ممارسات قد أكل عليها الدهر وشرب وتتمثل في تعيين إطار جهوي في منصب ما لأسباب شتى، لكن دونما أي اعتبار للعامل الأساسي والوحيد الذي ينبغي وجوبا أن يعتمد كمقياس وهو عامل الكفاءة والقدرة على تقديم ما هو منتظر منه أن يقدمه من خدمات للجهة التي يعمل بها ".

وقال هشام المشيشي: " سوف لن نرضى في المستقبل بأن تكون لنا إطارات جهوية يجهلون ما هو مطلوب منهم، لا يدرون على وجه التحديد لماذا هم في الخطّة التي يشغلون، ولماذا يقع الاستغناء عنهم حينما يُعفون من تلك الخطة. وسننكب في نفس الوقت على النظر في قانون أساسي خاص جديد لفائدة إطارات الإدارة الجهوية وأعوانها يعلي من شأن مهنتهم ويحفّزهم على التدرّج في سلّم الترقية..."

ما يسعى وزير الداخلية إلى إنجازه على هذا المستوى هو الاهتداء إلى صيغة تعاقدية يجد فيها المسؤولون في الإدارة الجهوية ضالتهم، ويتم في إطارها التنصيص الدقيق على المهام التي يعهد بها إليهم، على أن يخضع أداؤهم المهني الى الاختبار وفق نظام تقييمي دقيق. ووزارة الداخلية بصدد وضع اللمسات الأخيرة لنظام أساسي خاص ينطبق على إطارات الإدارة الجهوية وأعوانها.

لا يُخفي السيد هشام المشيشي أنّ ما أثّر في نفسه بعمق إثر استشهاد توفيق المساوي في الهجوم الإرهابي الذي جد مؤخرا في منطقة البحيرة، هو نظرة هؤلاء اليتامى المشبعة كأبةً وحسرةً ، وقال إنّ هذه الفاجعة تُضْفي معنى عميقا على المهمة الموكلة إليه والمتمثّلة في إشاعة الأمن والأمان، وفي تعبيد معالم الطريق الى المستقبل للتونسيين جميعا، مؤكّدا أنّ مطاردة الإرهابيين حيثما وُجِدوا متواصلة...

وأضاف : "سنواصل بحزم لا ينثني التصدي لكلّ أصناف الجريمة ( العنف، المخدرات الخ. ) ، رغم أنّ الإحصائيات تشير إلى تراجع هذه الظواهر إلى حدّ أنّه  يخشى تصاعد ظاهرة انخراط الشباب فيها وينتابه شعور بالقلق تجاه تزايد انخراط الأحداث في مثل هذه الانحرافات الخطيرة، وهو مستاء من انخفاض نسق التنبيه إلى أعمال العنف ضد النساء والأطفال وملازمة الصمت تجاه ما يحدث من تجاوزات على هذا الصعيد.

لذلك تراه يشدّد على " ضرورة تعميم نظام الرقمنة بمختلف مصالح وزارة الداخلية باعتباره من الأولويات العاجلة " ويعتبر أنّ الوزارة " لم تبادر بعدُ إلى إنجاز ثورتها الرقمية رغم ما تتوفّر عليه من طاقات ذات بال وما تتحلّى به أطاراتها وأعوانها من خبرة ودراية في هذا المجال ".

ويستطرد: " .. فلا تنمية في البلاد في كلّ المجالات بمعزل عن هذه الوزارة بكلّ فروعها وإداراتها على مستوى الأمن الداخلي وعلى الإدارة الجهوية ". وكثيرا ما يبادر وزير الداخلية إلى زيارة مختلف فرق العمل حيث تشتغل ، ويحدث أن يقوم بذلك بمفرده، ومن رأيه أن تنقُّله إلى مواطن التحرك وميادين العمل ومرافقة الأعوان عن قرب يكتسي أهمية بالغة لأنّه من شأنه أن يشحذ هِمَمِهِمْ ويشجعهم على بذل مزيد من الجهد وأن يتيح له شخصيا وبشكل مباشر معاينة طبيعة الظروف التي يؤدي فيها هؤلاء مهامهم.

لسائل أن يسأل : " ماذا تغير منذ تعيينه على رأس وزارة الداخلية ؟ ولَمّا طرحنا عليه السؤال أجاب : " لا شيء يُعْتَدُّ به حقيقة... سِوى أنّ العائلة ( المهنية طبعا ) قد توسعت وتلك ظاهرة أرتاح لها كثير".

قراءة المزيد

أضواء على مسيرة وزير الداخلية هشام المشيشي

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.