مختار اللواتي : تذكير للناسين أو المشغولين
نتفهم أنّ إمكاتيات الدولة محدودة ولا تقدر أن تستوعب مئات الآلاف من المواطنات والمواطنين العالقين خارج أرض الوطن، دفعة واحدة. ونتفهّم أنها أعطت الأولوية لمن كانوا في مهمات في الخارج وداهمهم الغلق الإلزامي الجماعي لحدود جميع البلدان في العالم، وكذلك للطلبة الذين أغلقت جامعاتهم ومواطن عملهم التي كانت توفر لهم دخلا يساعدهم على العيش الكريم، وأيضا لكثير ممن وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل، وخاصة منهم من لم يكن بحوزتهم بطاقات إقامة قانونية. ولكن، وبعد مضي قرابة الثلاثة أشهر على إعلان غلق المطارات والموانيء وإطلاق عملية الإجلاء، التي قال عنها رئيس الحكومة ووزير الخارجية، إنها ستشمل كل أبناء وبنات الوطن العالقين خارجه، بشيء من الصبر فقط. ولكن الصبر قد طال على كثير منهم. ومن بينهم عديدون مقيمون بالخليج، وبالذات في دولة الكويت الشقيقة.
فإن كان المقيمون في دول الخليج الأخرى، مثل البحرين وقطر والسعودية، قد شمل الإجلاء أعدادا منهم، فإنّ التونسيين المقيمين في الكويت، وخاصة أولئك الذين أُنهيت عقود عملهم في شهر مارس الماضي والبالغ عددهم وفق مايقولونه نحو 150 شخصا، ظلوا منسيين برغم نداءات كثيرة أطلقوها. وهاهو آخرها، في الفقرة التالية، تمثل في نداء استغاثة بعثوا به مؤخرا وعبّروا فيه عن استعدادهم لتحمل تكلفة تسفيرهم وإجلائهم، علَّ تقع الاستجابة له.
"رسالة استغاثة من الكويت بعد نداءاتنا المتعددة، نحن موظفي القطاع الخاص بدولة الكويت و الذي عددنا لا يتعدى 150 شخصا وقع فصلنا عن عملنا منذ بداية شهر مارس اثر ظهور جائحة الكورونا. الا انّنا اخترنا التريث و الصبر على الوضع ايمانا منا بوجود حالات أسوأ منا، إلا انّه بتقدم الوقت تفاجأنا بتجاهل نداءات الاستغاثة المتعددة من قبل السلطات المعنية بتونس رغم توفيرها لعديد رحلات الاجلاء الى المملكة العربية السعودية و الإمارات المتحدة و تخصيصها أخيرا لطائرة لإجلاء 56 تونسي بالبحرين.
ونحيطكم علما أنّنا نعيش في وضعية مادية تزداد صعوبة يوما بعد يوم، خاصة اننا نعيش أوضاعا نفسية صعبة في ظل الحجر الصحي الكامل منذ يوم 10 ماي الى غاية 30 ماي مع إمكانية التمديد في ظل الارتفاع الرهيب لعدد المصابين بدولة الكويت.تقريبا معدل 1000 حالة كل يوم. الوضع صار كارثيّا وخطيرا، يستدعي التدخل الفوري. و إنّنا نُعلم السلطات التونسية في ظلّ عدم اكتراثها لنداءاتنا أنّنا لسنا عائدين لتونس للسياحة بل للاستقرار نظرا لخسارتنا لمورد رزقنا منذ 4 شهور هنا فرجاء مرة أخرى نوجه نداء استغاثة للدولة التونسية بالتدخل لفائدتنا وتخصيص رحلة لإجلائنا، و الذي سيقوم أغلبنا بالاقتراض لتوفير ثمن التذكرة."
مختار اللواتي
- اكتب تعليق
- تعليق