أخبار - 2020.05.20

محمد الرايس التوكابري: الفراولو ...ارتفعت أسعاره فتربّع على عرش الغلال في شهر الصيام

محمد الرايس التوكابري: الفراولو ...ارتفعت أسعاره فتربّع على عرش الغلال في شهر الصيام

عرفت أسعار الفراولو خلال شهر رمضان ارتفاعا «مشطّا» بالنسبة إلى الكثير من التونسيين بعد أن وصل سعر الكغ الواحد إلى نحو 5 دنانير فاحتلّ ترتيب الغلال الموسمية وتصدّرعرشها سلطانا للغلال. أسعار اعتبرها البعض مشطّة وأكّد كثيرون أنّها أسعارعاديّة خاصّة وأنّها مرتبطة بقاعدة العرض والطلب وبتكلفة الإنتاج والجمع.

الإقبال على الفراولو يفسّره المختصّون بجاذبيّة ألوان الحبّة التي انتقت من كلّ درجات اللون الأحمر وشاحا فهذه أقرب إلى الأحمر الشهوانيّ وتلك إلى الأحمر الياقوتيّ وأخريات التفّت في الأحمر الفارسيّ أحيانا أو في البندقيّ أحيانا أخرى. حبّات حمراء يغشوها لمعان ازدانت ببعض النقاط السوداء الخفيفة وجعلت فوق رأسها تاجا أخضر لم يزدها إلاّ شموخا. ويؤكّد آخرون أنّ الإقبال على ثمرة الفراولو مردّه المذاق العذب لهذه الحبّة السحريّة والذي تلتقي فيه الحلاوة الهادئة بخيط رفيع من الحموضة تكتنفها رائحة مميّزة لا تزيد الجائع إِلَّا  تضرّعا.

زراعة الفراولو لم تكن في الأصل نمط إنتاج فلاحي وتشير المعطيات التاريخيّة إلى أنّ هذه الحبّة قد ظهرت في بداية الستّينات بمنطقة وشتاتة من ولاية جندوبة بصفة طبيعيّة وتمّ التعاطي معها كثمارغابيّة يتمّ تجميعها كلّما احمرّت وطاب مذاقها. وما إن علم فلّاحو الوطن القبلي بخبر هذه الثمرة السحريّة الجديدة حتّى بدأوا رحلة البحث عن مصدرها إلى أن عثروا على آثارها في إيطاليا وإسبانيا حيث يتمّ إنتاج المشاتل وتتمّ زراعتها لتصبح في بضع سنوات تقليدا زراعيّا اختصّت به ولاية نابل على مساحات صغيرة ما فتئت تتطوّر من سنة إلى أخرى.

انطلقت تجربة زراعة الفراولو بجهة قربة والقرى المجاورة لتتطوّر مع مرور السنوات ولتصل اليوم المساحات الجملية بولاية  نابل إلى 550 هك بما جعل الجهة عاصمة للفراولو خاصّة وأنّ إنتاجها يمثّل 90 بالمائة من الإنتاج الوطني.

يقدّرإنتاج ولاية نابل من الفراولو بالنسبة إلى هذا الموسم بنحو 18 ألف طنّ أي بزيادة بنحو ألف طن مقارنة بالموسم الفارط وفق معطيات محيّنة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية.

موسم الفراولو الذي ينطلق غالبا موفّى شهر فيفري ليتواصل إلى منتصف شهر جوان من كلّ سنة عرف نسقا تصاعديّا في عمليّات التجميع و«قد أوشك الموسم على نهايته» وفق تأكيد أحد الفلّاحبن الحبيب الوسلاتي الذي اختصّ في زراعة الفراولو بمنطقة بولزهار غير البعيدة عن منطقة بولدين من معتمدية قربة التي تساهم لوحدها بنحو 60 بالمائة من الإنتاج الوطني.

يقول العم الحبيب بخصوص ارتفاع أسعار ثمار الفراولو «إنّ سعر الكغ الذي يبيعه الفلاّح هذه الأيّام بين 3 و 3 دنانير ونصف لا يعدّ مشطّا» مفسّرا ارتفاع الأسعار بعدّة أسباب من بينها بالخصوص ارتفاع تكلفة الإنتاج التي تصل إلى 60 ألف دينار للهكتار الواحد زد عليها أجرة العملة الذين يقومون بعمليّة جمع الثمار والتي تتراوح بين 25 و 35 دينارا للعامل الواحد بالإضافة إلى عمليّة نقل المنتوج إلى أسواق الجملة. ولاحظ أنّ عديد الفلّاحبن خيّروا ترويج منتوجهم مباشرة بالقرب من ضيعاتهم أو بعديد نقاط البيع من المنتج إلى المستهلك بجانبي عديد الطرقات الرابطة بين معتمديات الوطن القبلي وذلك لتفادي المضاربة ببضاعتهم فتباع للمستهلك بأضعاف وأضعاف أو يتمّ المضاربة بثمارهم التي توجّه إلى أسواق الجملة فتبقى في الانتظار إلى أن يجد الفلّاح نفسه مجبرا على بيعها بأبخس الأثمان خوفا من خسرانها بعد طول انتظار.

موسم الفراولو هو من المواسم الفلاحيّة المتميّزة بولاية نابل والقطاع هو من القطاعات الواعدة إِلَّا  أنّ اختيار هذا النشاط الفلاحي يحتاج إلى رباطة جأش خاصّة وأنّ تكلفة الإنتاج جدّ باهضة وأنّ الخسارة واردة إذا ما غابت مسالك الترويج زد عليها أنّ الوصول «بالغرس» إلى مرحلة الإنتاج كما يقول فلّاحو الوطن القبلي يحتاج إلى عمل متواصل على طول السنة وإلى إيلاء عناية خاصّة بالنبتة خاصّة لحمايتها من برد الشتاء فلا غرابة «إذا ارتفعت أسعار الفراولو واقتربت من نصف سعر الغلال المستوردة»

محمد الرايس التوكابري



 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.