عادل الأحمر: كــيــف شد دارو... اكتشف مرتو وصغارو
هاتفت العيّاش لأسأل عن أحواله وأحوال الصغار، وكان مثل كثير من التوانسة شادد الدار،توقّيا من الكورونا،وتهديداتها الملعونة،فوجدته في غصرة،يشكي ويبكي م الحصرة: «تسأل على أحوالي شنية؟خوك فادد من هالربطية،لي هبطت عليه كي لبلية،وانا ما ترفعت ضدّي حتّى قضيّة،لا بل المربوط في الحبس خير مني شوية،بما أنّه يعرف متى تنتهي عقوبته السجنية،وله أمل في عفو من رئيس الجمهورية».
وأردت أن ألهيه عما يعانيه، فسألته كيف يقضي أيامه ولياليه،وهو في هذه الحال،فأجابني متبرّما متمقعرا: «بربّي توة هذا سؤال؟ كيفاش نعدي في نهاري، وانا بارك في داري؟ ماني نعديه بين السهول والجبال، والمروج والتلال،وزقزقة العصافير،في الروض المطير، ومن بعد ندورها من قهوة لبار،ونكمل الليلة في بواطة نشطح مع الصغار... بربي آش تحبني نقول لك؟ ماني كيف الناس الكل،راكش في الدار ناكل ونرقد حتّى ربي يعمللنا حلّ،وهاني في أربعة ميترو ندور،بين الكوجينة والصاالة وبيت النوم وبيت الفطور، لا شغل لي إلا مشاهدة التلفزيون، عين عليها وعين ع السمارتفون، أتابع أخبار الأنترنات، ولا حديث في هذا وذاك إلا عن عدد الإصابات، وحالات الوفيات،وتخويف من مستقبل قريب آت...».
فقاطعته: «ولماذا لا تغيّر هذا الجو بقراءة كتاب؟»، فضحك منّي العيّاش حتّى كاد يفقد الصواب: «نعم نعم؟كتاب؟ أحنا في دارنا الكتاب ما يدورش إلا اللهم كتب القراية متاع لولاد، وحتى المكتبة لي عندنا في الصالة مزينينها بسرابس تاي وقهوة وبراد، يثبتو على زهاز المادام،وعاملين بيهم ديكور كيف ما في الأفلام .» .قلت:»كيفاش إمالا تبدّل الجو؟»، فأجابني: «آه...nهكاكة ما نحكيلكش: لقينا الحل في الماكلة مالح وحلو، والمادام موش مقصّرة من هالناحية، فريكاسي ويويو وملاوي وقاطوات بالفاكية، ويظهر لي ما عادشيعديني باب الدار، نهار لي يقولو وفى الحصار». قلت: «ولم لا تقوم بحركات رياضية ،تنقص الشحم وتدور دمك شوية؟»، فأجابني: «ياخي ما تعرفشصاحبك ديما تاعب، وما يعرف م الرياضة كان فيراجات الملاعب؟»... وحتّى كان عملت رياضة، أهوكة نمشي م الكوجينة لبيت النوم وإلا الصالة، خمسة وإلا ستة مرات في النهار،على قد الوجبات الكبار، والكسكروتات الصغار».
قلت: «هذا من نعم الكورونا على بطنك وحظك السعيد، لكن من أين لك بالفرينة والسميد؟». قال: «لا...تهنّى، خوك من هالناحية أمورو لا باس،عندي في الدار مخزن ما ناقصو كان عسّاس. أما في المستقبل ياش نعمل كيف أجدادنا بكري بيت مونة، ونعمل عولتي م الكسكسي للمحمصة للمقرونة، وهذا درس – كان عشنا – من دروس الكورونا...فقاطعته: «على خاطر ثمة دروس أخرى؟»، قال: «نعم، دروس وفيها أكثر من عبرة»، قلت: «مثل ماذا؟»، قال: «تقصير الكثير منا إزاء واجباته العائلية، بسبب ما نظنّه رجولية، وهو في الواقع إهمال زوجة وأولاد، من أجل قعدات بين قهوة وشيشة وجبّاد... وأنا شخصيا كي قعدت في داري، فقت لي آنا مقصّر مع مرتي وصغاري، واكتشفت في المادام مرا تحفونة، تعرف تعمل جو وموش كوجينية اختصاص مقرونة، وعرفت لي ممكن نحكيو حكايات أخرين، غير العرك ع المصروف والتخرنين. وزاده عمري ما كنت نعرف لي ولادي في الغناء والموسيقى عندهم مواهب، وانا لي كنت على الدار شبه غايب... والله قريب نقول: يعطيك الصحة يا كورونا اللعينة، فسدلتنا حياتنا، أما على برشة حاجات حلّيتلنا عينينا».
عادل الأحمر
- اكتب تعليق
- تعليق