أخبار - 2020.02.24

زياد ڤـيزة: قـصّة نجاح مـسـتـثمر تونـسـي مقيم في الصيـن (فيديو)

زياد ڤـيزة: قـصّة نجاح مـسـتـثمر تونـسـي مقيم في الصيـن

إلى حدّ أيّام قليلة لم نكن نسمع باسم زياد ڤيزة، هذا المستثمر التونسي أصيل مدينة قابس والمقيم بمدينة جوانزو الصينية منذ 17 عاما ولا عن المصنع الذي أقامه في مطماطة منذ 2011 والمختصّ في صناعة اللوازم الطبية من أقنعة جراحية وميدعات للإطار الطبي والشبه الطبّى وإلى غيرها من الوسائل الواقية من العدوى في المؤسّسات الاستشفائية. لم يكن هذا المستثمر ورجل الأعمال البالغ من العمر 46 عاما يرمي إلى تحقيق مأرب دعائي لنفسه ولمصنعه من خلال التبرّع بمائة ألف قناع جراحي لفائدة الحكومة التونسية لمساعدتها على وقاية المواطنين من فيروس كورونا، هذا الفيروس الفتّاك الذي أثار مخاوف كبيرة في مختلف أرجاء المعمورة وتكثّفت جهود الحكومات ومنظّمة الصحّة العالمية من أجل الحيلولة دون انتشاره.

في حديث لليدرز التي كانت همزة الوصل بينه وبين السلطات التونسية وأوّل وسيلة إعلام تنشر خبر هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، يؤكّد زياد قيزة أنّ ما قام به ليس مِنّة منه وإنّما هو واجب إزاء وطنه الذي كان له الفضل في تمكينه من تكوين أكاديمي وزاد معرفي فتحا له سبل المستقبل.فمن هو زياد قيزة الذي تستحقّ قصّة  نجاحه أن نتوقّف عندها؟  

زياد قيزة واحد من أولئك الشبّان التونسيين الذين آثروا الاعتماد على الذات وخوض غمار المبادرة الخاصّة بعد التخرّج الجامعي بدل البحث عن العمل أجيرا في القطاع العامّ أو في القطاع الخاصّ وهو في حقيقة الأمر قد نحا من خلال هذا الخيار منحى غالب أفراد أسرة قيزة المعروفة في مدينة ڤابس بنشاطها في مجال ميكانيك السيارات وتجارة قِطاع الغيار.

وقد دفعه طموحه وشغفه بالصناعة والتجارة أن يتوجّه إثر حصوله في التسعينات على الأستاذيّة في الإعلامية المطبّقة في التصرّف من أحد المعاهد العليا في صفاقس إلى استكشاف أفق أرحب لنشاطه خارج تونس فبدأ بممارسة التوريد والتصدير انطلاقا من تايلندا قبل أن يستقرّ بمدينة جوانزو، هذه المدينة التي تعتبر بحكم موقعها الجغرافي المتميّز، على مقربة من هونغ كونغ وجزيرة ماكاو، واحدا من أهمّ المراكز التجارية في الصين وفي منطقة شرق آسيا، وذلك بعد أن اكتشف على إثر عملية تجارية أنّ نفس السلع التي اقتناها في تايلنديا كانت أقلّ سعرا في الصين.

انطلق عمله في البداية من شقّة صغيرة ذات غرفتين اتّخذ إحداهما مكتبا له لاستقبال الحرفاء وسرعان ما توسّع مجال نشاطه ليمتدّ إلى عديد البلدان في آسيا وأفريقا وأوروبا فأضحى مستثمرا ورجل أعمال ذا شان يتميّز بشبكة علاقات واسعة في الصين وخارجها.

ونظرا إلى معرفته بمجال الميكنة الصناعية استطاع أن يسوّق من الصين آلات لإنشاء مصانع في شتّى الاختصاصات منها مصانع أقامتها مجموعة «بولينا» في تونس، وهو إلى جانب ذلك قادر على تصميم آلات توظّف في صناعات بعينها.

ولم يتوقّف نشاطه عند هذا الحدّ بل اتّسع مداه ليشمل مجالات أخرى فبعث مشروعا لتربية الأسماك في مصر يعتبر أضخم مشروع من هذا القبيل في القارّة الأفريقيّة وأقام مصنعا لتجهيز الأسماك المعدّة للتصدير في موريتانيا، فضلا عن مصنع بمطماطة من ولاية قابس مختصّ بإنتاج اللوازم الطبية وفق أرقى المواصفات العالمية. ويشغّل هذا المصنع الذي قُدِّرت تكلفة إنشائه بمليوني دينار 60 شخصا. وتبلغ طاقة إنتاجه من الأقنعة الجراحية 150 ألف قناع يوميا. ويفيد زياد قيزة بأنّ المصنع الذي يشهد حاليا أشغال توسعة للزيادة في حجم إنتاجه ورفع طاقته التشغيلية تلقّى منذ ظهور فيروس كـورونا طلبيات بملايين الأقنعة الجراحية.

ويعتزم زياد قيزة إحداث خمسة مصانع أخرى بمطماطة في مجالي المعدّات شبه الطبيّة والملابس الجاهزة منها مصنع لبدلات نسائية (robes de soirée) بأقمشة تصنع في تونس، حرصا منه على خلق المزيد من مواطن الشغل ودفع الحركة الصناعية في هذه المنطقة من الجنوب التونسي. وبوصفه رئيسا للمنظّمة الأفريقيّة الصينية للتعاون والتنمية والاستثمار لا يخفي زياد قيزة عزمه على العمل من أجل تعزيز علاقات الشراكة بين مستثمرين صينيين ومستثمرين من تونس ومن بلدان أفريقيّة أخرى، لا سيّما وأنّ أهداف هذه المنظمة تنصهر ضمن مبادرة «طريق الحرير الجديد» الصينية وشعارها «حزام واحد طريق واحد».

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.