من هو قيس سعيّد أحد الفائزيْن في الدور الأول للانتخابات الرئاسية (ألبوم صور)
أحدث المترشّح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد المفاجأة بالمرور إلى الدور الثاني للانتخابات دون أن يكون وراءه حزب سياسي أو أن تكون لديه آلة انتخابية مهيكلة. لقد اختار هذا المترشّح مسارا مناهضا للمنظومة القائمة داعيا إلى تغييرها بشكل جذري ورافعا لواء الحفاظ على الهوية ومقاومة الفساد ممّا جعل العديد من الناخبين يثقون بالتزامه بتجسيم وعوده ويقدّرون استقامته ونزاهته الفكرية، وذلك في انتظار التأكيد الدور الثاني.
لم يكن قيس سعيد المولود ببني خيار في الوطن القبلي في 22 فيفري 1958 إلى حدّ السنة الماضية وجها معروفا في الأوساط السياسية لكنّه كان وجها مألوفا في وسائل الإعلام السمعية والبصرية منذ سنة 2011 حيث كانت تدخلاته عديدة بشأن القانون الدستوري في علاقة بالخصوص بصياغة الدستور الجديد وقد جلب الاهتمام بحرصه الدائم على التحدّث بطلاقة ، بلغة عربية فصحى راقية، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة.
يعتبر قيس سعيد أنّ تطبيق القانون هو الوسيلة الفضلى لإنقاذ تونس التي ضلّت الطريق بوقوع طبقتها السياسية تحت تأثير أوساط الأعمال ولوبيات المال بعد أن أضحى ديدنها خدمة مصالحها الخاصّة على حساب المصلحة العامّة.
نشأ قيس سعيّد في أسرة متواضعة لكنّها مثقّفة آمنت بالعمل والجهد قيمتين لا محيد عنهما. ويحمل جيرانها بنهج مصطفى صفر قرب شارع آلان سافاري بالعاصمة أجمل الذكرى عن والد قيس السيد المنصف ووالدته السيدة زكية كأبوين جديرين بالاحترام نذرا كلّ جهودهما لتربية أبنائهما والعناية بهم. كما يتذكّر الجيران جيّدا ذلك الشاب مديد القامة الذي لا يوفّت فرصة لزيارة أهله حاملا دوما محفظته.
وقيس سعيّد هو نتاج المنظومة التعليمية التونسية. كان طالبا جديًّا متفوّقا في دراسته. بعد تخرّجه من كليّة الحقوق لم يبحث عن عمل في القطاع الخاصّ يضمن له دخلا وفيرا بل آثر أن يكون أستاذا جامعيا.
ويروي أحد أقربائه أنّه أدرك حجم الفساد في دواليب التعيينات في المناصب والرتب وظلّ حتّى إحالته على التقاعد يشعر بالضيم وهو المثقف والباحث الذي يخرج عن الأطر الكلاسيكية، ولعلّ ذلك ما وطّد لديه العزم على العمل على تقويض المنظومة السائدة وإقامة منظومة أكثر عدلا مكانها.
قليلون هم الذين يمكن لهم أن يقدّموا شهادات عن صعوده السياسي. توجّه قيس سعيّد رفقة البعض من أصدقائه وطلبته نحو الناس البسطاء في الأحياء والمدن والقرى التي تفادى زيارتها السياسيون مخاطبا إيّاهم وخاصّة الشباب منهم بلغة فصيحة جذابة. وقد التزم بالإيفاء بما قطعه من وعود متجنّبا أن يبيعهم الأوهام ومؤكّدا لهم أنّ برنامجه هو إقامة العدل وتنقية الأوساط السياسة وإعمال القانون. وذهب إلى حدّ التأكيد أنّه لن يصوّت لنفسه في الانتخابات الرئاسية كما أنّ زوجته لن تمنحه صوتها.
قارنته صحيفة لوبوان بروباسبيار غير أنّه يختلف عن هذا الرمز للثورة الفرنسية برفضه اللجوء إلى العنف الدموي.
- اكتب تعليق
- تعليق