سفير تونس بالقاهرة، محمد نجيب المنيف: كنّا نشعر بالفخر والاعتزاز عندما يتكلم الباجي قائد السبسي
في كلمة مِؤثرة القاها أثناء حفل التأبين الديبلوماسي الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي انتظم صباح الخميس غرة أوت بمقر وزارة الخارجية، عدد سفير تونس بالقاهرة، محمد نجيب المنيف مناقب الرئيس و قال بحضور وزير الخارجية، خميس الجهيناوي و سفراء تونس و القناصل و القناصل العامين:
يشرفني أن أتناول الكلمة نيابة عن زملائي رؤساء البعثات في المنطقة العربية.
ودّعت تونس هذا الأسبوع أحد أبرز رموزها الوطنية ورواد الدبلوماسية والسياسة الخارجية طيلة الـ 50 سنة الماضية الراحل سيادة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي رحمك لله يا سي الباجي.
لقد كنّا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز كسفراء لتونس بمناسبة كل زيارة رسمية كان الراحل يؤديها إلى دول الاعتماد وإلى الخارج عموما وكذلك مشاركة في القمم الأمميّة والدوليّة والإقليمية وخاصة في المنطقة العربية وخلال لقاءاته مع قادة الدول. كنّا نتلقّى التهاني والإشادة، من كبارالمسؤولين والدبلوماسيين والنخب السياسية ورجال الإعلام تعبيرا عن انبهارهم لتلقائيته وشخصيته المرموقة جدّا كأحد أبرز زعماء العالم.
لقد كان سي الباجي رحمه الله مدرسة بكل ما في الكلمة من معنى من خلال حرصه على إبراز الشخصية التونسية ودفاعه عن تفرّد الأنموذج والتجربة التونسية في المسار الديمقراطي وخصوصيتها، أينما حلّ وكان متميّزا كلّما يتناول الكلمة أو ألقى خطابا أوشارك في حوار أو أجرى حديثا مع وسائل الإعلام.
"ولقد نالني شرف استقبال سيادته خلال السنوات الخمس الماضية في 3 مناسبات خلال زياراته إلى كلّ من ألمانيا في قمة الدول السبع الكبار وفي القاهرة في زيارة دولة وفي شرم الشيخ في القمة العربية الأوروبية. كما كنت ضمن الوفد الرسمي المرافق له في القمم العربية في عمان والطهران وأخيرا في القمة العربية في تونس".
لقد شهدت السنوات الأخيرة بفضل رئاسته الحكيمة نقلة نوعية غير مسبوقة لعلاقات تونس مع كافة الدول العربية من خلال الزيارات التي أدّاها إلى العديد من العواصم العربيّة أكدت ما يكنه قادة هذه الدول لسيادته من تقدير واجلال ولسياسته المنفردة ومواقفه تجاه القضايا العربية والإقليمية.
وقد انعكس ذلك في عودة تونس بقوّة على الساحة العربية والإسلامية من السنوات الأخيرة وفي ما شهدته الدبلوماسية التونسية من حركته ديناميكيته على الصعيد الثنائي متعدد الأطراف على مستوى الجامعة العربية ومهمة التعاون الاسلامي يعود الفضل بشكل كبير إلى الراحل الباجي قايد السبسي.
وسوف أعرج على النقلة التونسية التي شهدتها علاقات تونس مع مختلف الدول العربية واستعداداتها لموقعها ودورها الفاعل وصوتها المسموع على الساحتين العربية والإسلامية.
وقد تجلّى ذلك بوضوح في اجماع القادة العرب في قمة الظهران على اختيار تونس لاحتضان للقمة العربية 30 التي كانت من انجح القمم العربية خلال العشر سنوات الأخيرة بشهادة الدول الاعضاء والأمين العام للجامعة والملاحظين، رغم دقة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية وخاصة ما تمخضت عنه قمة تونس من قرارات وبتاريخ حرص خلالها الرئيس الراحل ان تكون قمة التوافق وتحييد الخلافات وبالخصوص اعادة القضية الفلسطينية ومسألة القدس الشريف والجولان السوري إلى صدارة أولويات واهتمامات الدول العربية ومتابعة منعقد قرارات القمة.
وكان للدور المحوري والبنّاء لسيادة الرئيس سي الباجي في الأزمة الليبية لا سيما من خلال مبادرته الرئاسية لاتخاذ حل سلمي توافقي للأزمة ودعم الحوار بين كافة الأطراف الليبية ومساعديه المتواصلة والحثيثة لاستقبال كافة الفرقاء وحثهم على الحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة واستبعاد الحل العسكري و التمسك بالحل السياسي.
وكانت مقاربة سيادة الرئيس محل اشادة وتقدير وليس فقط من قبل الرؤساء والملوك وانمّا أيضا من قبل الامين العام للأمم المتحدة، ودعم مبعوثه الخاص، وكذلك من قبل زعماء العالم لا سيما خلال مشاركة سيادته في القمم رفيعة المستوى في باريس وبلارمو حول الأزمةالليبية.
كما حرص سيادة الرئيس على تفعيل دور الجامعة العربية ومكانة التعاون الاسلامي في الازمة العربية في كل من سوريا واليمن وآخرها مشاركته في القمة العربية الطارئة والقمة الاسلامية في مكة المكرمة.
هذه شواهد قد لا تكون متكاملة وشاملة للحركية والديناميكية التي أكسبها الرئيس الراحل للدبلوماسية التونسية خلال السنوات الاخيرة.
رحم الله فقيد الوطن الكبير الراحل
الرئيس الباجي قايد السبسي
إن لله وإنا إليه راجعون
- اكتب تعليق
- تعليق