وحيد إبراهيم ذلك المبدع الذي فقدته السياحة التونسية
خلّف رحيل وحيد ابراهيم المدير العام السابق للديوان الوطني التونسي للسياحة يوم 3 جويلية الجاري شعورا عميقا بالأسي والحسرة لدى أسرة السياحة التونسية ومهنيّيها وكذلك لدى كلّ أحبابه وأصدقائه، لما تميّز به الفقيد من كفاءة وتفان وفكر مجدّد خلال مسيرته المهنية التي امتدت أكثر من ثلاثين عاما، ممثّلا للديوان في سويسرا وألمانيا وإسبانيا قبل أن يتولّى إدارته العامة.
وعلاوة على خصاله المهنية، عرف الفقيد بتعلّقه الشديد بمسقط رأسه الهوارية وبطيب المعشر وبحذقه للسان الفرنسي فجاءت كتاباته حاملة بصمة الإبداع لفظا وأسلوبا، لا تخلو أحيانا من نزعة إلى الدعابة والتلاعب بالكلمات.
نعاه وزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي بقوله: «لقد رحل عميدنا المبدع والمفكر وحيد ابراهيم على حين غفلة ومضى في طريق الصمت، لكن ذكراه ستبقى خالدة بيننا وصوته سيبقى عاليا وأعماله ستظلّ خالدة».
وأضاف: «وقد كانت للفقيد عديد المؤلفات حول قطاع السياحة ساهمت في توضيح الرؤية في هذا القطاع الذي يمثلّ ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ونحن بصدد الاستئناس بها واقتباس عديد التوجهات الاستراتيجية الهادفة إلى تطوير القطاع السياحي ببلادنا».
أمّا منير بن ميلاد الرئيس السابق للجامعة التونسية للنزل فقد أشاد في شهادة مؤثّرة بوطنيته وخاصّة بخياله الخلاق، مذكّرا في هذا الصدد باهتدائه إلى حلّ طريف أمام تعذّر وجود فضاء شاغر ببرشلونة لإقامة حفل عشاء، في أكتوبر 1991، على شرف أصحاب وكالات الأسفار الألمانية سنة قبل عقد مؤتمرهم في تونس، حسبما جرت به العادة، حيث استأجر باخرة «الحبيب» من الشركة التونسية للملاحة التي حوّلها إلى مدينة عائمة أمكن بفضلها تقديم الأكلات التونسية وعروض للفنون الشعبية والصناعات التقليدية، ممّا أعطى أبهى صورة عن السياحة التونسية، وكانت النتيجة أن بلغ عدد السيّاح الألمان خلال موسم 1992 مليونا ومائة ألف سائح بمعدّل 11 ليلة مقضّاة للسائح الواحد، وهو رقم قياسي لا يزال مهنيّو السياحة يتذكّرونه.
- اكتب تعليق
- تعليق