تأمّلات الأستاذ الشاذلي القليبي في كتاب

يستعدّ الأستاذ الشاذلي القليبي لإصدار كتاب جديد يقول عنه صاحبه إنّه « يتألّف من مجموعة فصول، حُرّرت في أوقات متباعدة، ولكن في ظروف تدعو كلّها إلى القلق على مصير مجتمعات أمّتنا العربيّة الإسلاميّـة. لذلك يوجد بين فصول الكتاب وجوه مِن التشابه في التحاليل ذات المنحى الحضاري، لعلّها تكون إلى التكامل أقرب منها إلى التكرار. ويوجد بينها أسباب من التلاقي، في الاهتمام بما سمّاه الراغب الاصفهاني«مكارم الإسلام» تأكيدا لِما تَميّزت به أصوله، عن سائر الديانات، بما أرساه من أسس حضاريّة– كثيرا ما استبقت، في أمور جوهريّة، ما يُسمّى اليوم بـ«الحداثة».
والفيلسوف، الفرنسي الأصل، رجا الجارودي (اسمه الأصلي Roger Garaudy) بهدي من الله، اطّلع على هذه المكارم التي خُصّت بها حضارة الإسلام، فكانت سبب إسلامه –بعد أن كان ماركسيّا، لا يُؤمن بالغيب. ولو لا معاداة اللّوبي الصهيوني له، بسبب لاذع انتقاده لإسرائيل، فضربت التعطيلات على نشر كُتبه، لكان للفكر«الجارودي» ذيوع في المجتمعات الأوروبّية، ولكان للإسلام لديها صورة مشرقة، ولَصَرف ذلك عن أهله أيّة تُهمة بالإرهاب».