الدكتور إبراهيم الغربي: تفانى في خدمة الناس فأحبّوه وأجلّوه
الدكتور إبراهيم الغربي الذي غيّبه الموت يوم الإثنين 12 فيفري 2018 عن سنّ تناهز 98 عاما واحد من أعلام تونس البارزين، ستظلّ مسيرته ومآثره محفورة في ذاكرة الوطن.
حياته متعدّدة الأوجه يمتزج فيها عمل الطبيب المختصّ بعطاء غزير لم ينقطع لسنوات عديدة في المجالين البلدي والجمعياتي.
اقترن اسمه بقليبية التي ولد فيها يوم 19 ديسمبر 1920 مثلما اقترن اسم هذه المدينة بمن سيُصبِح أيقونتها ومبعث فخرها واعتزازها: فإبراهيم الغربي هو أوّل ابن من أبنائها يحصل على الشهادة الابتدائية ثمّ على شهادة الباكالوريا قبل أن يتخرّج من باريس طبيبا مختصّا في أمراض الرئة والجهاز التنفّسي.
اختار إبراهيم الغربي عن طواعية هذا التخصّص لأنّ هاله ما رأى من تفشّ لمرض معد كمرض السلّ الذي كان يصيب العديد من أبناء بلده بسب سوء التغذية وانعدام قواعد الصحّة.
عمل منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي في مستشفى الشابّي لأمراض الرئة ومستشفى شارل نيكول والمستشفى العسكري ومستشفى أريانة. وساهم في انطلاق مكافحة مرض السلّ في تونس عام 1956 وكذلك في تأسيس الهلال الأحمر التونسي الذي ظلّ رئيسه لسنوات طويلة.
وعندما أصبح المرحوم إبراهيم الغربي أوّل رئيس لبلدية قليبية في السنوات الأولى من الاستقلال لم يكن مسقط رأسه سوى قرية صغيرة يعيش أهاليها على الفلاحة والصيد البحري فساهم في تطوير بنيتها الأساسية وفي النهوض بأوضاعها حتّى أضحت من أجمل مدن الوطن القبلي وأكثرها تطوّرا.
ولم يقتصر نشاط الفقيد على الطبّ والعمل البلدي والجمعياتي، بل شمل أيضا المجال الرياضي حيث كان خير داعم للأولمبي القليبي الذي تألّق فرعه لكرة الطائرة بحصوله على عدّة ألقاب ومسيّرا بناد عريق كان من أنصاره الغيورين، ألا وهو الترجّي الرياضي التونسي .
تفانى إبراهيم الغربي في خدمة الناس فأحبّوه وأجلّوه وبوّؤه في قلبوبهم موقعا مكينا.
- اكتب تعليق
- تعليق