أخبار -
2017.08.10
ياسين إبراهيم: جيل جديد كفء ووطني ينبغي أن يتسلّم المشعل
في تعليقه عن انقضاء نصف المدّة الرئاسية للباجي قايد السبسي، قال ياسين إبراهيم، رئيس حزب آفاق تونس: "ها أنّ العهدة الرئاسية قد انتصفت بسرعة. لذلك لا بدّ من الوقوف على حقيقة العمل الذي تمّ إنجازه، ورسم الهدف الجديد الذي علينا إدراكه فيما تبقى من هذه العهدة، فذلك أمر مهمّ ومفيد بالنسبة إلى البلاد. السياق الراهن صعب جدا بالنظر إلى ضمور رصيد الثقة لدى التونسيين تجاه الطبقة السياسية؛ يشهد بذلك إحجام التونسيين عن الاهتمام بالشأن العام وخوض غماره، وهو أمر مؤسف حقيقة. يتملّك التونسيين إحساس بخيبة الٲمل بسبب هُزال مردود أولئك الذين اختاروهم في الانتخابات الأخيرة. يقولون جميعا: "لا شيء قد تغيّر". الأدهى من ذلك هو ذلك الشعور الذي ينتاب التونسيين أكثر فأكثر بأنّ السياسة أصبحت تمارس بلا أخلاق، وبأن التعايش بين الأخلاق والسياسة أصبح من الصعوبة بمكان. لقد انطلقت حملة مكافحة الفساد منذ شهرين في الإبّان، وقد ساندناها من الوهلة الأولى، ونرجو أن تسهم في إرجاع رصيد الثقة الذى افتقدناه. نعيش في نفس الوقت تقلبات جيواستراتيجية إقليمية ستدفعنا إلى إعادة النظر في تموقعنا بمفعول التوازنات الجديدة في المنطقة. على رئيس الجمهورية أن يأخذ كلّ هذه العوامل بعين الاعتبار وعليه أن يصغي إلى الرأي العام، ويُمْكِنه أن يتحرّك في هذا النصف الثاني من المدّة الرئاسية وفق الاتجاهين التاليين:
1- قد انصرف سعي رئيس الجمهورية طوال النصف الأول من عهدته إلى تحسين صورة تونس في الخارج، فقام بعدّة زيارات وحظي في كلّ مرّة، وهو الدبلوماسي المحنك، بما هو جدير به من وافر الاحترام والتقدير. حريّ بتونس أن تحرص أكثر فأكثر على الاستفادة من موقعها الجيواستراتيجي حتى تضطلع بدور الوسيط النشيط بين مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة، وخاصّة بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. وإذا كان رئيس الجمهورية محقّا تماما حينما حرص على تأكيد حياد تونس في الأزمة الأخيرة صلب دول مجلس التعاون الخليجي، متمسّكا بذلك بموقف ينسجم تماما مع تقاليد الدبلوماسية التونسية، فإنّه مدعو كذلك إلى مضاعفة الجهد والاضطلاع بدور نشيط في تسوية النزاع الليبي. تجمعنا روابط كثيرة مع ليبيا، والوضع في هذا البلد ما زال مثيرا للقلق الشديد، ويهدّد أمن تونس خاصّة في مناطقنا الحدوديّة الجنوبيّة. وإذا عاد الوضع السياسي في ليبيا إلى سالف عهده فإنّ من شأن ذلك أن يقلّص من هذه المخاطر الأمنية ويكون آذِنًا ببدء مرحلة جديدة هي مرحلة إعادة بناء ليبيا بحيث يمكن لتونس حينها أن تضطلع بدورهام.
2- باختاره يوسف الشاهد لرئاسة ثاني حكومة خلال عهدته، واختياره عديد المستشارين الشبان المنتمين إلى الطبقة السياسية الناشئة التي برزت غداة الثورة، يكون الباجي قايد السبسي بذلك قد راهن على الشباب وعلى التجديد على مستوى اختيار القادة السياسيين التي تحتاجهم بلادنا. ويرسل بذلك خطاب أمل يمكن أن يتلقفه شباب تونس فيدفعه ذلك إلى التصالح مع السياسة. لا يسعنا إلا أن نحيِّيَ هذا الاختيار وأن ندعو السيد الباجي قايد السبسي إلى تثبيت هذا التوجّه وتأكيده خلال المدة المتبقية من المدّة الرئاسية. يحتاج بناء تونس الجديدة بالفعل إلى حصول تضافر بين حماسة الشباب وطاقته، من جهة، وتجربة من سبقوه وبعد نظرهم من جهة أخرى. ومن خلال مبادراته الرامية إلى إفساح المجال لشباب كفء، نظيف اليد ومشبع بروح الوطنية لكي يتسلم المشعل، يوجه رئيس الجمهورية رسالة أمل للتقدميين شبيهة بتلك التي بعث بها إليهم حين انتصر في انتخابات 2014 ضدّ الإسلاميين.
المقال بالفرنسية: Qu'attendez-vous de BCE d'ici à fin 2019 : la réponse de Yassine Brahim
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات