وجــوه مـن ڤــفــصـة
النسّاج: حميــدة وحّادة
هو أوّل نسّاج تونسي غيّر وجهة النسيج التقليدي حيث جعل له البعـد الحائطي. وقد بدأت تجربة ســنــة 1951 تـحـــت إشراف «جاك روفولت» في ديوان الفنون المحلية الذي أصبــح الديـــوان القومي للصناعات التقليدية، وقد اقتصر دوره في تلك الفترة على الرّسم والتصميم.
وقد خلّفت تجربته جملة من الإبداعات التي لازالــت إلى اليــوم تؤثّث جـــدران الديوان والتي تعود إلى سنة 1992.
سعى النسّاج حميدة وحّادة من خلال مقترحاته النسيجيّة إلى الخروج بتقنية النسيج من بوتقة الإطار الوظيفي ليحتلّ الجدار. وتعتبر هذه النقلة التي قام بها أهم نقطة إبداعية أحدثها وحّادة في تلك الفترة. والتي أحدثت ضجّة في السّاحة التشكيلية. ممّا دفع بالعديد من الفنانين التشكيليين إلى العودة إلى الديوان القومي للصناعات التقليدية بقفصة والقيام بتربّصات والتطلع عن كثب إلى المواطن الإبداعية للنسيج.
ولم تكن تجربة النساج حميدة وحّادة نهلا من التراث فقط ولكن منحت أبعادا جديدة للمنسوج قوامها نسج مسار أخر لمضمون النسيج ليصبح مجالا لتصوير عادات وتقاليد بأسلوب يراوح فيه بين الواقع واللاواقع.
عادل خلف اللّه
هـــو المدير العـــام للمحطة الاستشفائية للعلاج بالمياه المعدنية بمنطقة سيدي أحمد زروق بقفصة والممثّل القانوني للمشروع، مستثمر من أبناء الجهة طموحه استغلال المخزون الطبيعي (الماء المعدني والطاقة الشمسية) الـــذي تتميــّز بــــه المنطقة لإنجاز محطة صحيّة بيئية ذات أبعـــاد سياحية وترفيهية. تمكّن خلف اللّه من إقناع السلط المركزية المعنيّة بأهميّة مشروعه لتنخرط ممثّلة في الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه في عملية الإنجاز تكريسا لمبدإ التمييز الإيجابي بين الجهات من خلال برمجة إسناد منحة استثمار مقدرة بـ25 بالمائة من كلفة المشروع للشركة المستثمرة. ويندرج هذا التدخّل في إطار خطّة تدعيم الاستثمار بمناطق التنمية الجهوية حتى يتسنّى للباعث إنجاز الأشغال الجارية حاليا في أحسن الظروف وأقرب الآجال. هذا المشروع الذي تُقدّر تكلفته الجملية بحوالي 10 ملايين دينار ويمتدّ على مساحة تفوق 41 ألف متر مربع يتكوّن من محطة استشفائية عصرية بطاقة استيعاب يومية بـ150 حريفا أي بمعدل 600 عملية علاج يومية وفضاءات للاستقبال والمعالجة الطبية ومساحات للمعالجة بالمياه الحارّة ووحــدة مداواة بالميــــاه المعدنيـــة ومسبح مغطّى وفضاءات دلك وفضاءات استراحة وقاعة رياضة إضافة إلى إقامات على مساحة 3500 متر مربع بطاقة استيعاب تقدّر بـ200 سرير.
وستستقطب المحطة، إضافة الى المرضى، الباحثين عن الاستجمام والرّفاه كما ستحتضن تربّصات الرياضيين في مختلف الاختصاصات.
وتتميّز مياهها الكبريتية الحارّة بنجاعتها في مداواة الاعتلالات العضلية والعظمية والجهــــاز التنفسي والأمـــــراض الجلــدية والحساسية والرّبو. ومن المنتظر ٲن يوفّر ما يفوق 150 موطن شغل مباشر وحوالي 600 موطن شغل غير مباشر.
رضا العبيدي (جيدة)
باعث مركز ثقافي خاصّ تمّ افتتاحه في ديسمبر 2015 باستثمارات قاربت 10 ملايين دينار دون التجاء أصحابه إلى القروض البنكية. يمتدّ هذا الإنجاز على مساحة 16 ألف متر مربع وبه 4 فضاءات كبرى متعدّدة الاختصاصات تشتمل جميعها على حوالي 1100 مقعد منـــها قـــاعة كبرى للندوات وفضاء «ميلتيميديا» ومقهى ومطعم وفضاءات تنشيط للأطفال وفضاءات مفتــوحة للحفـــــلات والتظاهرات التنشيطية إضــــافة إلى إقامة تتّسع لـ40 سريرا.
ويطمح صاحب المشروع إلى المساهمة في بعث نسيج ثقافي هادف في الجهة باعتبار العمل الثقافي رافدا مهمّا من روافد التنمية ويعوّل مدير المركز على تعاون وزارات الثقافة والتربية والسياحة والشباب إضافة إلى مكوّنات المجتمع المدني قصد الاستفادة من خدمات هذا الفضاء الثقافي ليكون نقطة إشعاع متميّزة.
روعة التليلي
هي بطلـة الألعـــاب الاولمبية الموازية (البــــارالمبية) وبطلـــة العـــالم في دفع الجلّة، آمنـــت بقــدراتها فحـــوّلت نقطة ضعفها الخلقية إلى سبب نجاح وتميّز في المحــافل الرياضية الدولية.
روعة المولودة بقفصة في 5 أكتوبر 1989 مثال يحتذى في الإصرار وقوّة الإرادة وتحدّي الصعاب، شعارها في ذلك المثابرة رغم صعوبة البداية.
في المرحلة الإعدادية من مسيرتها الدراسية تمّ إعفاؤها بمقتضى شهادة طبيّة مـــن ممــارسة الريـاضة الأمر الذي مثّل حجر عثرة أمام طموحها في الانضمام إلى نخبة الرياضيين في اختصاصها.
لكن ارتيادها المتكرّر على وزارة الرياضة والتّعبير المستمرّ عــن رغبتهــا في تحقيق حلمها مكّنها من انتزاع حقّها في الدخول بثبات في مسيرة التألق من خلال انضمامها إلى المنتخب الوطني لرياضة المعوقين.
موعدها اليومي مع التمارين والتحضيرات للمسابقات الدولية بالملعب الفرعي لألعاب القوى بالمنزه أهّلها لتكتسب إمكانيات بدنية مكّنتها من احتلال أسمى المراتب.
صعوبة الظروف وضعف الإمكانيات وقلّة التربصات لم تحل دون تتويج البطلة روعة التليلي بالميدالية الذهبية في ثلاث دورات بارالمبيّة متتالية (بكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016) في رياضتـــي دفع الجلّة ورمي القرص وتحطيم ٲرقام قياسيّة عالميّة وبارالمبية لتكون الأكثر تتويجا في تاريخ رياضة ذوي الاحتياجات الخصوصية في تونس. روعة التليلي التي تمّ انتخابها كأفضل رياضية في اختصاصها سنة 2016، تأمل في المشاركة هذا العام في بطولة العالم في لندن وفي أن تكون حاضرة في 2020 في الألعاب البارالمبية لتزيد في رصيد نجاحها وأرقامها القياسيّة وميدالياتها.
نجاة سالم
خريّجة المعهد العالي للفنون الجميلة بقفصة متحصّلة على الماجستير في اختصاص الهندسة الداخلية آخر تتويجاتها الجائزة الوطنية للابتكار والنهوض بالصناعات التقليدية 2017.
متحصلة أيضا على جائزة التميّز في المنتوج من الكويت والجائزة الأولى في النسيج من إيران وكانت لها عديد المشاركات الدولية في الإمارات والصين و الهند وتركيا وعدد من البلدان الأوروبية منها فرنسا وهولندا عرّفت من خلالها بالمنتوج التونسي في مجال الصناعات التقليدية.
نجاة سالم تعتبر تتويجاتها نتاجا لمسار من البحث والتّجديد طيلة السنوات الأخيرة وتتـــوقّع مستقبلا زاهرا لقطاع الصناعــــات التقليديـــة إذا مـــا آمنت المؤسسات الحكومية والخاصّة بمشاريع الشباب والقدرة على التجديد فيها.
تشغّل الحرفية والجامعية نجــــاة ســالم في ورشاتها حاليا أكثر من ثمانين حرفية وتدرّبهــــنّ على الابتكـار وتنويع المنتوج وتوظيف الألوان ضمن رؤية جديدة للتراث القفصي من قفصة المدينة إلى السند والمظيلة ومعتمدية بلخير، كما تمكّنت نجـــاة سالم من فتـح نقطة بيع وتثمين المنتوج بقفصة وهو محل مفتوح للجميع ويزوره عدد من السياح.
إيمان الذّيب
هي فتاة في الثلاثين من عمرها أصيلة معتمدية أم العرائس من ولاية قفصة تسلّمت من والدها منذ أكثر من 20 عاما إدارة ورشة إصلاح الدراجات النارية والهوائية بعد أن أتقنت الحرفة وأبدعت فيها بحركات تنمّ عن التمكّن والخبرة.
تقلّب إيمان يوميا عشرات الدراجات لتحدّد مكمن العطب وتصلحه في مدينة يعدّ سكّانها الدراجات النارية أهمّ وسيلة للتنقّل.
تمارس مهنتها بشغف واعتزاز وتحظى باحترام وتبجيل كلّ من يعرفها وهي التي آمنت بقدراتها فأقنعت المحيطين بها بضرورة التخلّص من عقلية انتقاص المرأة.
من جميع المدن المجاورة يأتي زبائن إيمان الذين يجمعهم الاعتراف بكفاءة صاحبة الورشة ورضاهم عمّا تقدّمه من خدمات.
إيمان هي مثال ناجح في تحطيم القيود الاجتماعية تمكّن من صنع الاستثناء وسط بيئة محافظة وفسخ الصّورة العالقة بالأذهان والتي طالما اختصرت هذه المهنة على الرّجال.
زينب بلقاسم
هي أصيلة قفصة متحصّلة على الأستاذية في مجال الأعمال سنة 2014 وباعثة لمصنع لإعداد الفحم تمّ إنجازه حديثا بالمنطقة الصناعية بالعقيلة ودخل حيّز الاستغلال في بداية السنة الحالية.
هذه الوحدة الصناعية تختصّ في تحويل خشب الزّيتون والنّخيل ومخلّفاتهما إلى فحم ذي جــودة عـــالية واستعمـــالات متعــدّدة.
يوفّر المشروع 10 مواطن شغل قارّة لفائدة قدرات شابّة من بينها 5 من أصحاب الشهائد العليا.
المستثمرة الشاّبة المبتدئة نجحت في اكتساح أسواق بالجهات المجاورة ( توزر والقصرين وسيدي بوزيد ) كما تطمح إلى مزيد توسيع مشروعها وترويـــج منتـــوجهــا بالفضـــاءات التجارية الكبرى مراهنة على كفاءة اليد العاملة المختصّة وعلى التقنيات والآلات الحــديثة والمتطوــّرة الصّــديقة للبيئــة التي تستعملهـــا.
عبد الرحمان بوبكر
نموذج آخر للناجحين من الإطارات العليا في الاستثمار في القطاع الخاص بجهة قفصة مشروعه يتمثّل في مصنع للمواد الكرتونية بطاقة تشغيلية تناهز الـــ50 موطن شغل من بينهم 13 إطارا عال.
المشـروع الذي يأمــــل صاحبـــه في توسعــتـــه على مـــراحل يختـــصّ حاليا في تحــويل المـــواد الخـامّ من الورق الذي يستورده من فرنسا إلى موادّ كرتونية تشمــل خاصّة علب المرطبات.. يتمّ ترويجها بدرجة أولى في جربة وبنزرت.
ويتطلّع عبد الرحمان إلى تطويع المواد الورقية الخام لتصنيع منتوجات كرتونية أخرى (أكياس ...) بما يتلاءم مع التمشي البيئي العام للدولة في اتّجاه التّخلّص من الأكياس البلاستيكيــة وتعويضهـــا بأخــــرى صديقة للبيئة.
يذكـــر أن هـذا المشروع الأوّل من نوعه في قفصة له مثيل في ولايات صفاقس وسوسة.
- اكتب تعليق
- تعليق