أخبار - 2017.04.28

رجيم معتوق: مفخرة الجيش الوطني التونسي (فيديو)

رجيم معتوق: مفخرة الجيش الوطني التونسي
يُعتبر مشروع رجيم معتوق من أنجح المشاريع في الجنوب التونسي حيث تمّ إحداث واحات نخيل لفائدة المتساكنين الرحل بمنطقة رجيم معتوق قصد تركيزهم وتحسين ظروف عيشهم وحماية الحدود التونسيّة الجزائريّة.

وقد أُنجز المشروع على ثلاث مراحل أساسية، حيث تمّ زراعة 300 هكتار كمرحلة تجريبية بين 1984 و1987 أمّا في القسط الأوّل من المشروع تمّ تهيئـة وغراسـة 1152 هكتار مـن واحـات النخيـل وصيانتها مدة 5 سنوات وإنشاء المرافق الاجتماعية اللازمة لفائدة المنتفعين ثم تسليمها إلى وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية لتوزيعها بالتنسيق مع ولاية قبلي على المستفيدين بمعدل 1,5 هـكتار (159 نخلة منها 139 دقلة) مع مسكن وذلك في الفترة المتراوحة بين سنة 1990 و2001 وأخيرا إحـداث 1008 هكتار من واحـات النخيـل: 696 مقسمـا فلاحيـا ومد شبكة الري وحماية المقاسم و بناء 2 قرى (قرية الأمل وقرية السلام) و531 مسكنا وإنشاء المرافق الاجتماعية اللازمة في الفترة المتراوحة بين2002 و2015.

30 عاما مرّت على نجاح المرحلة التجريبية بزراعة 300 هكتار من واحـات النخيـل في منطقة صحراوية وذلك بفضل الدور التنموي للجيش الوطني التونسي، حيث تمّ إحياء منطقة رجيم معتوق وهي إحدى القرى التي تبعد عن مركز ولاية قبلي ب120 كلم غربا وأصبح عدد سكانها اليوم 7000 نسمة.

وعندما زارها عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يستشهد البعض بمقولته السيّد De Lacote قال: "في حين تتسابق الجيوش في مختلف أنحاء العالم إلى التسلّح وتحلم بتحقيق انتصارات على أعـداء حقيقييـن أو خياليين ... يحقق الجيش التونسي انتصـارات ساحقـة على الصحراء"، فهل يمكن اعتبار هذه التجربة نموذج لتحويل منطقة صحراوية إلى منطقة خضراء مفعمة بالحياة؟ وهل يمكن إحداث مشاريع مماثلة في مناطق أخرى من الصحراء التونسية؟ وهل يمكن لمشاريع مماثلة أن تكون حلّا لمشكلة البطالة والتشغيل؟

أُحدث هذا المشروع من قبل ديوان تنمية رجيم معتوق وهو مؤسسة عمومية تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الوطنيوأبرز العميد فتحي شقشوق، مدير عام ديوان تنمية رجيم معتوق أهمية هذا المشروع في إحياء منطقة صحراوية أرضها رملية، ذات غطاء نباتي ضعيف وبمعدل أمطار أقل من 85 مم سنويا لا يوجد بها إلا بعض القبائل الرحل تعيش على تربية الحيوانات التي تتأقلم مع مناخ الجهة كالأغنام والإبل وتفقر لأبسط مقومات الحياة ومعزولة على باقي البلاد وكل المصالح وتحولها إلى منطقة خضراء مليئة بكل متطلبات الحياة حيث إضافة إلى غراسة النخيل وإحداث الواحات أصبحنا نجد في منطقة رجيم معتوق جميع أنواع الخضار والغلال وكذلك نبتة الصبار والمورينجا متعددة الفوائد والاستعمالات الطبية وغيرها من النباتات وذلك بفضل إتفاقيات مع مؤسسات البحث والتعليم العالي كمعهد الزيتونة ومعهد المناطق القاحلة بقبلي ومركز بحوث الواحات بدقاش وكلية العلوم بصفاقس والمركز الفني للفلاحة البيولوجية (شط مريم سوسة) والمركز الفني للتمور بقبلي.

وقد صرّح العميد أنّ من بين المشاريع المبرمجة، تركيز السكان الرّحّل بمنطقة المشروع وتحسين ظروف عيشهم والحدّ من النزوح خارج المنطقة وإحداث مواطن شغل جديدة بالمنطقة وتخفيف الضغط على الواحات القديمة  بجهتي نفزاوة والجريد والزيادة في الإنتاج الفلاحي وخاصة "دقلة النور" القابلة للتصدير بـ 20 ألف طن وكذالك مقاومة التصحّر من خلال إحداث حزام أخضر ضد زحف الرمال وخلق مناخ  واحي  بمنطقة المشروع والقيام  بتجارب على  فصائل  نباتية  وحيوانية  تتأقلم مع المنطقة.

وأضاف العميد أنّ هناك عدّة آفاق لمشروع رجيم معتوق كالتشجيع على تركيز المستثمرين الخواص واستغلال مياهالنزلزراعة الأعلاف والأعشاب الطبية وإدراج المنطقة في منظومة السياحة الصحراوية و التركيز على البحث العلمي الواحي  وطرق الري والاقتصاد في المياه وتنويع الغراسات وإدماج أصناف جديدة واستغلال فواضل النخيل في الأعلاف والأسمدة واستغلال الطاقة الشمسية.

نجاح الخرّاز

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.