أخبار -
2016.09.02
لاءات رئيس الحكومة الجديد... ولاءات الخرطوم
لست أدري لماذا ذكّرني رئيس الحكومة الجديد وهو يؤكّد ليلة السبت الماضي في خاتمة جلسة منح الثقة، أنه لا نيّة له لا في تغيير الدستور، ولا في التفويت في أي مؤسسة عمومية، ولا في أي تسريح للموظفين، بلاءات قمّة الخرطوم العربية التي انعقدت في مثل هذه الأيام من سنة 1967، وأعلنت في خاتمة أعمالها عن تمسك العرب بثلاث "ثوابت" هي: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض...
قد يكون ذلك بسبب "انحراف مهني" أصابني من جرّاء عملي الطويل في مجال السياسة الخارجية، وقد يكون أيضا بسبب أن كلام رئيس الحكومة كان "كلام ليل" بل "كلام قلب الليل" بما أنه تزامن مع منتصفه..
والحقيقة أنني أحسست بانزياح كبير بين ما قاله رئيس الحكومة في افتتاح الجلسة، وبين ما قاله في اختتامها. فلقد حذر في كلمة الافتتاح من فرضية اللجوء إلى التقشّف التي تظل قائمة إن بقي الحال على ما هو عليه.
غير أنه، على ما يبدو، قدّر، بعد أن بلغته أصداء الهزّة الفورية التي أحدثها كلامه عند عامة التونسيين الذين يعلمون أن التقشف يعني اتخاذ اجراءات قصوى كتقليص نفقات الدولة وتسريح عدد من الموظفين وتخفيض المرتبات والترفيع في الضرائب... أنه من الضروري أن يستدرك وأن يحاول بكلام الليل التخفيف من وطأة كلام الصباح.
وإذا صح ذلك فإنّه يؤشر إلى أن قدرته على الثبات على قناعاته وقراراته ليست كبيرة، وهو أمر لا محالة خطير... ذلك أننا إذا لاحظنا، من جهة، أن الاتحاد العام التونسي للشغل يؤكد أنه لن يقبل المس بالقطاع العام، وأنه سيدافع عنه وعن حقوق كل العاملين فيه، وإذا لاحظنا، من جهة أخرى، أن البنك العالمي وصندوق النقد الدولي يضغطان من أجل التقليص في عدد الموظفين والتخلي عن عديد المؤسسات والقطاعات التي تشكل عبئا على ميزانية الدولة، فإننا ندرك أن رئيس الحكومة يوجد في وضع لا يحسد عليه... وأنه سيضطرّ، عاجلا أو آجلا، إلى اتخاذ "القرارات المؤلمة" اللازمة...
لكل ذلك، فإننا نأمل، صادقين، ألا يكون مصير لاءاته كمصير لاءات قمة الخرطوم.
بقلم: محمد ابراهيم الحصايري
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات