حديث يوسف الشاهد لليدرز : كيف اختار فريقه الحكومي؟
"كيف اخترتم فريقكم الحكومي"، عن هذا السؤال يجيب يوسف الشاهد في أوّل حديث له خصّ به ليدرز بعد ارتقائه إلى رئاسة الحكومة قائلا:
ذلك لم يكن بالأمر الهين. مقاييس واعتبارات عديدة ينبغي أخذها في الحسبان: الكفاءة ; تمثيل العائلات السياسية على أوسع نطاق، تلك التي أمضت على اتفاق قرطاج والأخرى التي لم توقع عليه; التوازنات، التوازنات الجهوية بالخصوص ; السن ; الجنس; الخ. كانت هناك مسألة هندسة التركيبة الحكومية التي ينبغي بناؤها. كان لا بد من غلق الملف تماما بعد أسبوعين، وتحت ضغوط شديدة. الجولة الأولى تركزت على الأحزاب التي ينبغي أن تقترح مرشحيها، لا أن تطالب بوزارات، حتى تترك لي حرية اختيار أعضاء حكومتي بين وزراء وكتاب دولة، سواء من بين من يتم ترشحيهم أو من سواهم. فاختيار فريقي أمر موكول إلي وحدي، ولا دخل للأحزاب في محاسبة هؤلاء الأعضاء، وهذا شيء في منتهى الأهمية من حيث خلق اللحمة الحكومية اللازمة.
التقيت حوالي 250 شخصا.. أجريت أحاديث مطولة مع البعض ، وموجزة مع البعض الآخر. تم موافاتي بفيض جارف من السيرات الذاتية، فيها الغث وفيها السمين. أحسب أنّ كل هؤلاء كانوا طامعين في نيل منصب وأنهم كانوا مصرين على ذلك.كان من الضروري تقييم كل هذه المطالب وفرزها حتى ننتهي إلى قائمة بحجم معقول وعلى قدر من الوجاهة. ثم أجريت جولة ثانية من الأحاديث مع بعض المرشحين الذين تتوفر لهم حظوظ لكي ينضموا إلى الفريق، ثم عدت إلى الأحزاب في جولة ثانية كذلك لكي أطلعها على اختياراتي وما استقر عليه رأيي.
النقاشات كانت حية جدا، الضغوط تشتد، المفاوضات تحتد . لقد اعتمدت منهجا غير معتاد. كان مرادي أن أضم من المرشحين أفضلهم، وأن أضيف إلى الممضين على اتفاق قرطاج بعض من نأوا بالنفس عن التوقيع على غرار الجمهوري وغيره. كان من الصعوبة بمكان أن أحصل على مرادي دون أن أستثير استياء البعض وغضب الآخر.
لم يخل الأمر من مفاجآت إذن؟
لم نسلم من المفاجآت ! لم أكن أغتاظ مما كان يبديه البعض من طموح جامح. ما كان يثير انتباهي بشكل خاص هو إعراض البعض عن الانضمام إلى التشكيلة الحكومية. كانوا يرفضون تحمل المسؤولية العامة والقبول بالشروط المعروضة عليهم. أمر غريب حقيقة.
- اكتب تعليق
- تعليق