د. عبد المجيد الشرفي: بيت الحكمة الحصيلة والآفاق - فيديو
يرى د. عبد المجيد الشرفي أنّه من المهمّ أن يكون عمله في تواصل مع المهام التي أوكلت إلى المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» وهي المهام المندرجة في قانون 2012 الذي أعطى دفعا جديدا إلى مؤسسة أنشئت في سنة 1983، لكنها بقيت بدون مجمعيّين مدة طويلة. ويقول إنّه عندما تولى رئاسة المجمع سعى إلى أن يجمع كافة الأقسام التي يتكون منها «بيت الحكمة» وعددها خمسة وهي: قسم العلوم وقسم الفنون وقسم الآداب وقسم العلوم الإنسانية وقسم العلوم الإسلامية حول مشروع مشترك بين أعضاء المجمع، سواء منهم القارين العاملين أو الأعضاء المراسلين أو الأعضاء غير المقيمين .ويتمثّل هذا المشروع الذي عمل على بداية إنجازه في الموسوعة التونسية المفتوحة. وتشمل الموسوعة بطبيعتها كل الميادين. ونحن نفتقر في تونس إلى مرجع يكون شاملا لكل ميادين المعرفة... ويمكن أن ينتمي إليها الأعضاء العاملون في العلوم أو الفنون أو الآداب أو غيرها.
وهذه الموسوعة مفتوحة لغير أعضاء المجمع، فأي مواطن يريد أن يثريها بمعلومات ولو كانت بسيطة يرحب به؛ ووظيفة المجمع في هذه الحالة ليست الرقابة بقدر ما هي التأكد من الصبغة العلمية لما ينشر في الموسوعة .وقد شُرع في هذا الإنجاز والمجمع بصد تذليل بعض المشاكل التقنية ويؤمّل أن تنطلق هذه الموسوعة على أسس صحيحة مع بداية السنة القادمة.
كلّ قسم من أقسام المجمع له مشاريعه الخاصة، سواء في شكل ملتقيات أو محاضرات أو في شكل تقديم كتب ومعلومات جديدة؛ لأنّ المجمع ليس مركز بحث، بل هو المنبر الذي تكون فيه نتائج البحوث معروضة على أهل الذكر الذين يستطيعون أن يناقشوا هذه الأضواء الجديدة على مشكل قديم ، أو على الاكتشافات الجديدة التي تكون في المخابر أو في الجامعات أو غيرها. ويفضّل د. عبد المجيد الشرفي أن يتحدث عن عمل عقلاني في نطاق المجمع بدل الحديث عن إصلاحات؛ سواء في مستوى الإدارة أو في مستوى سير الأقسام.وهذه العقلنة هي عملية مستمرة؛ عوض أن تكون موكولة إلى الصدف وإلى الأهواء وهي مبرمجة على أساس علمي وفي نطاق الشفافية المطلقة...
وفي ما يخصّ الزيادة في عدد أعضاء المجمع، يفيد د.عبد المجيد الشرفي أنّه عرض هذا الأمر على الاجتماع الأخير للمجلس العلمي واتفق أعضاؤه على أن يُقترح على الحكومة الزيادة في أعضاء المجمع القارين حتى يكون عدد العاملين في نحو المائة عضو، لأنّ الكثـــير من الكفاءات التونسية لم تجد لها مكانا في المجمع وبطبيعة الحال كلّما أمكن تجميع هذه الطاقات فذلك يكون في صالح الثقافة التونسية بكلّ تنويعاتها وبكلّ ميادينها. فالزيادة ستكون في أعضاء المجمع القارين العاملين وأيضا في الأعضاء المراسلين لأنه كانت هناك من قبل خمسة أصناف موجودة، وستكون هناك أربعة أصناف وهي: الأعضاء العاملون والمقيمون في تونس والأعضاء الشرفيون وعددهم خمسة والأعضاء المراسلون الذين سيرتفع عددهم، والأعضاء الذين كانوا يُعتبرون عاملين غير مقيمين في الجمهورية التونسية وهؤلاء هم مع الأعضاء الأجانب الذين هم بطبيعتهم غير مقيمين بتونس.
والمعايير التي ستُعتمد في هذا التوسيع تختلف بعض الشيء بالنسبة إلى الأعضاء العاملين والأعضاء المراسلين. الأعضاء العاملون يُنتخبون مدى الحياة، وهذا الأمر معمول به في كل مجامع الدنيا. والأعضاء المراسلون ليسوا بمنتخبين ولكن يُنظر في ترشيحهم داخل الأقسام المعينة ثم تصادق عليهم الجلسة العامة - أو لا تصادق - لفترة مدّتها أربع أو خمس سنوات، وتُجدّد الفترة لمرة واحدة، وذلك لتجديد الدماء داخل المجمع حتى لا يبقى فيه فقط الأعضاء العاملون الذين هم يُعينون مدى الحياة.
وبخصوص ما يمكن انتظاره من جديد بخصوص قسم العلوم الإسلامية، خاصة في ضوء التحديات التي تواجه الفكر الإسلامي حاليا، لا يخفي رئيس المجمع وجود مشكل حقيقي يواجهه هذا القسم، بسبب قلة الأعضاء المنتمين إليه؛ لذا يتجه السعي إلى توسيع عدد أعضائه حتى يشمل عددا أكبر ممن لهم أكثر كفاءة وإشعاع في هذا الميدان، لكي يستطيع القسم أن يعمل على غرار بقية الأقسام التي يوجد فيها عدد من الأعضاء أكثر بكثير ممّا هو موجود فيه. ورغم قلة العدد فإنّ المجمع سيخصّص السنة القادمة للدراسات القرآنيّة، وذلك بالتعاون مع جهات أجنبية وأيضا مع كفاءات من خارج القسم. وتمّت برمجة على الأقل لحد الآن ثلاث محاضرات وملتقى دولي ستدعى إليه مجموعة من المستشرقين ومن المفكرين المسلمين الذين يعيشون أحيانا في بلدان غير عربية. وستكون كل الأعمال التي سيتولاها هذا القسم خلال السنة القادمة ممركزة على الدراسات القرآنية؛ لأنّ هناك حركية كبيرة في هذا المجال وهناك دراسات مختصة تُنشر ولا يطلع عليها عامة الناس. وسيسعى المجمع إلى نشر أعمال الملتقى، كما هو الشأن بالنسبة إلى كل الملتقيات التي نظّمها.
عبد الحفيظ الهرقام
- اكتب تعليق
- تعليق