تونس ودوائر انتمائها الكبرى...

الأسئلة التي سأطرحها في هذا المقال أسئلة جديرة بالطرح، وهي مشروعة وحقيقيّة وتنتظر أجوبة شافية ضافية عليها.
وهذه الأسئلة تتعلّق بمعاني التفاوت الصارخ في درجات اهتمام بلادنا بدوائر انتمائها الكبرى الخمس، أي المغاربية والعربية والإسلامية والأفريقية والمتوسطية.
أمّا فيما يخصّ الدائرة المغاربية، فإنّ السؤال الذي سبق أن طرحناه والذي نعيد طرحه من جديد، يتعلّق بمعنى حذف منصب كاتب الدولة المكلّف بالشؤون المغاربية، في تناقض مع ما جاء في المادة التاسعة من معاهدة اتحاد المغرب العربي التي نصت على أن "تُعَيِّنَ كل دولة عضوا في مجلس وزرائها يختص بشؤون الاتحاد"؟..
وأمّا فيما يخصّ الدائرة العربية فإنّ السؤال الذي لا مهرب من طرحه يتعلّق بمعنى هذا الصمت "الرهيب" عن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة التي كان من المفترض أن تحتضنها بلادنا خلال سنة 2015 والتي تأجّلت لأسباب تفهّمناها، لكننا لا يمكن أن نتفهّم غياب أي حديث عن موعد انعقادها الجديد؟..
وأما فيما يخصّ الدائرة الاسلامية فإن السؤال الذي يدعو إلى الحيرة يتعلّق بمعنى الغياب عن القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي انعقدت يومي 14 و15 أفريل الجاري باسطنبول، والتي تطرّقت إلى قضايا بالغة الدقة كان ينبغي أن تكون لتونس كلمة فيها؟..
وأمّا فيما يخصّ الدائرة الأفريقية، فإن السؤال الذي طُرِحَ وما يزال يُطْرَحُ بإلحاح يتعلّق بمعنى الغياب عن القمة الافريقية السادسة والعشرين التي انعقدت في أديس أبيبا في أواخر شهر جانفي 2016 رغم أن رئيس الدولة كان، يومئذ، في جولة في منطقة الخليج، أي على مقربة من أثيوبيا؟..
على أنّنا عندما نأتي إلى الدائرة المتوسطيّة، فانّ السؤال الذي ينبغي طرحه في هذا اليوم بالذات الذي تنطلق فيه الدورة الثانية عشرة لمجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ينقلب رأسا على عقب، لأنه، هنا، يتعلّق بمعنى هذا التّمادي العجيب، بعد تجربة أربعة عقود من العلاقات شبه الاحتكارية التونسية الأوروبية، في التركيز على هذا الشريك الذي نستعد لإضفاء طابعي العمق والشمول عل شراكتنا معه، رغم كل ما ينطوي عليه ذلك من رهانات لكي لا نقول مخاطر؟.

محمد إبراهيم الحصايري