نورالدين المازني، في انتظار نشر مذكراته، يتناول تقديم كتاب عبد المجيد الشعار
«واجب الذاكرة» حقيبة اعلامي اممي في عالم متقلب، اخي و زميلي و رفيق دربي عبد المجيد الشعار يهديني نسخة موقعة من كتابه و يقول لي "انا في انتظار اليوم الذي توقع لي فيه مذكراتك اخي نورالدين". كنت سعيدا بمشاركة عبد المجيد فرحته بإصدار مذكراته خلال حفل لطيف احتضنته مساء الخميس الماضي مكتبة "الكتاب" بحضور جمع من رجال الاعلام و الفكر و الثقافة و قدماء التلفزة التونسية و من بينهم عدد من الرؤساء المديرين العامين السابقين لهذه المؤسسة العريقة التي يعود إليها الفضل في بروز اسماء كبيرة كان لها اشعاع دولي لافت ومثلت بلادها بكل اقتدار في مواقع متقدمة بأكبر المنظمات الدولية واعرقها...
مسيرة عبد المجيد الشعار بشقيها المحلي و الدولي هي عينة من هذه النجاحات وقصة من حق صاحبها ان يعتز بها ايما اعتزاز، ولانه صاحب قلب كبير لم يحتفظ باسرار هذا النجاح في حقيبته بل فتحها لتكون متاحة لكل من يبحث عن الافضل وخاصة الاجيال الشابة من الاعلاميين و الاعلاميات، للاستفادة من تجربة عبد المجيد الشعار ومن عاصره من زملائه المنتمين الى هذا "الجيل الذهبي" مثل محمد رؤوف يعيش و خالد بن فقير و ماهر عبد الرحمان، و اعتذر هنا لمن سهوت عن ذكره من الزملاء الاعزاء.
اقول لشبابنا انكم قادرون على صنع اجيال ذهبية ربما افضل من جيلنا نحن، نظرا الى الامكانيات الفنية و التكنولوجية الكبري المتوفرة اليوم لكسب المهارات و إثراء الزاد المعرفي و مواكبة كل تطور جديد دون عناء، ان طموحكم مشروع ولكنه يتطلب قدرا اكبر من الجهد و المثابرة وإلاصرار على بلوغ الهدف المنشود في مؤسساتكم اولا، و لما لا الإشعاع فيما بعد خارج الحدود وبدء مسيرة دولية لاتقل اهمية عن التجربة الرائدة لاخي عبد المجيد في منظمة الامم المتحدة للأغذية و الزراعة- الفاو- حيث أمضى ثلاثة عقود كانت حافلة بالإنجازات و المبادرات الكبرى و تركت الى اليوم بصماتها بارزة صلب هذه المنظمة الاممية التي تستفيد من خدماتها مئات الملايين من البشر عبر العالم، و قد تحدث عنها المحتفى به في مذكراته بكل فخر و تواضع ايضا، وهناك ايضا تجربتي الشخصية في ثلاث منظمات دولية كبرى هي منظمة المؤتمر الإسلامي- التعاون الإسلامي حاليا- بجدة وهي ثاني اكبر المنظمات الدولية بعد الامم المتحدة من حيث عدد البلدان الأعضاء، و قد عملت فيها عقدين من الزمن كمستشار اعلامي لاربعة امناء عامين متتالين قبل خوض تجربتين اضافيتين الاولى في البعثة المشتركة للأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي في دارفور بالسودان كاول متحدث رسمي لاكبر بعثة حفظ سلام في تاريخ الامم المتحدة.. .وبعدها انتقلت الى اديس ابابا، مقر الاتحاد الافريقي وهناك امضيت حوالي ثلاث سنوات كمتحدث رسمي باسم هذه المنظمة القارية التي توليها اكبر دول العالم و مؤسساته كل الاهتمام...
الغاية من هذا الحديث عن تجربتي الذاتية لن يضيف لي شيئا يذكر و إنما اردته حافزا لشبابنا على اقتحام نفس التجارب دون تردد في تكرار المحاولات كلما توفرت أمامهم الفرص رغم كل التحديات... صحيح ان هذا الطريق صعب و صعب جدا ولكنه سيكون سالكا بفضل الاصرار و الايمان بالقدرات الذاتية والثقة في النفس.
اود ان اختم ببعض الملاحظات والخواطر التي ارى من الواجب ذكرها، وأولها إيماني بان الجمع بين الاعلام و الدبلوماسية هو أحد مفاتيح النجاح في العمل بالمنظمات الدولية، عبد المجيد الشعار ابدع في الدبلوماسية الغذائية و انا بذلت قصارى الجهد في مجال دبلوماسية السلام، و من نافلة القول ان توفير الغذاء يحتاج الى السلام الذي لا يمكن تحقيقه و البطون خاوية... الغذاء والسلام يتكاملان مثلما تكاملت مسيرتي مع اخي عبد المجيد... لقد شاءت الاقدار ان تجمعني بهذا الرفيق العزيز منذ بداياتنا ايام الشباب في الاذاعة و التلفزة و الصحافة المكتوبة ايضا، وتحديدا في جريدة الصباح الغراء كمتعاونين و كانت لنا مقالات أسبوعية في الرياضة، هو في الكرة الطائرة و اما انا فكان اختصاصي كرة اليد وكنا نمضي مقالاتنا باسمين مستعارين هما "مجدي" و "انور"....
نورالدين المازني
اختم تدوينتي بتمنيات قلبية صادقة لاخي عبد المجيد وزوجته الفاضلة السيدة امال التي كانت لها افضال كثيرة في ما حققه زوجها من نجاحات... تستحضرني هنا قولة نابليون بونابرت الشهيرة نقلا عن أرسطو اعترافا بالجميل لزوجته جوزيفين "وراء كل رجل عظيم امرأة" اقول بكل ود و تواضع: شكرا لك امال الشعار و الشكر موصول الى كل من أمينة زوجة اخي رؤوف يعيش و سميرة حرم اخي خالدبن فقير دون ان انسى رفيقة دربي و ام بناتي رفيقة ... حفظهن جميعا لنا .
- اكتب تعليق
- تعليق