من مخاطر استراتيجية الولايات المتحدة لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (4/4)
بقلم محمد ابراهيم الحصايري - بقطع النظر عن الشكوك التي تكتنف التزام الولايات المتحدة بالتعاون الفعلي والنزيه مع إفريقيا بسبب الفجوة بين الأهداف المحددة في استراتيجيتها وبين الأدوات التي ستسخرها لتحقيقها (55 مليار دولار لـ54 دولة لمدة ثلاث سنوات)، هناك خشية من أن تكون القمة الأمريكية الإفريقية مناسبة لجرّ الأفارقة إلى الانخراط في صراع سيدور على ساحة قارتهم لكن دون أن تكون لهم فيه ناقة ولا جمل...
إن واشنطن ما انفكت تتهم الصين بالتصرف في القارة كما لو كانت في حلبة لتحدي النظام الدولي القائم، فهي تسعى إلى تعزيز مصالحها التجارية والجيوسياسية فيها مع العمل على إضعاف علاقات الولايات المتحدة بحكومات الدول الإفريقية وشعوبها، كما إنها ما فتئت تتهم روسيا بالنظر إلى إفريقيا كبيئة متساهلة مع اختراقات شركاتها شبه الحكومية وشركاتها العسكرية الخاصة، وبأنها غالبا ما تخلق حالات عدم استقرار في الدول الإفريقية لتحقيق منافع استراتيجية ومالية.
وهذه الاتهامات تنذر بتأجيج الأوضاع في القارة السمراء، فهل سيتحلى القادة الأفارقة بما ينبغي من الحذر واليقظة حتى يتحاشوا تحويل قارتهم، مرة أخرى، إلى ساحة توترات ونزاعات وحروب تقليدية وهجينة، مباشرة أو بالوكالة؟ وهل سيتحلون بما ينبغي من المسؤولية والشجاعة ليقولوا للولايات المتحدة إن أولوياتها ليست أولوياتهم وإنهم يريدون أن يكون التنافس على قارتهم تنافسا بنَّاءً لا تنافسا هدَّاما يساعد على تنمية بلدانهم لا على تخريبها... مثل أوكرانيا.
محمد ابراهيم الحصايري
(تَعْلِيقَهْ... في دَقِيقَهْ / 131)
أهداف استراتيجية الولايات المتحدة لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (3/4)
قمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا (1/4)
القمة الأمريكية الإفريقية واستراتيجية الولايات المتحدة لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (2/4)
- اكتب تعليق
- تعليق