قصة نجاح عبد الوهاب الصافي مدير عام "سمارت تونس"
بعد أن كان يفكّر في متابعة تكوين في اختصاص الفلاحة بسيدي ثابت، استقر الرأي عند الشاب عبد الوهاب الصافي على السفر إلى فرنسا والبحث عن مستقبله الدراسي في اختصاصات أخرى.
وصل إلى عاصمة الأنوار، باريس، سنة 1966 وسنه لم يتجاوز 19 ربيعا، ولم يكن بحوزته الكثير من المال مما اضطره إلى الاشتغال في عديد المهن ليكسب قوته ويستطيع مجابهة مصاريف الدراسة.
لم يكن يعلم أن مقالا صحفيا في مجلة، كفيل بأن يحدد مصيره ويوجّه مسار مستقبله المهني. فقد انتبه من خلال ما نشرته إحدى أكبر المجلات الأمريكية الشهرية، آنذاك، أن المستقبل سيكون حليف من يتابع مسارين لا ثالث لهما وهما التمكن من إتقان التعامل مع الجيل الثالث من الحواسيب، وكذلك اختصاص التكييف.
وإذا بالشاب عبد الوهاب الصافي يختار طريق الإعلامية، فسجل في مدرسة خاصة بالإلكترونيك ثم تابع تكوينا معمقا أكثر في المعهد الوطني للفنون والمهن. وبسرعة أتقن اختصاص البرمجة وأصبح متمكنا من برمجيات "إي بي أم" على وجه الخصوص.
نجح عبد الوهاب الصافي في الحصول على عمل في أحد مخابر الصيدلة في فرنسا وكان يشتغل على رقمنة أنظمة التصرف باعتماد برمجيات "إي بي أم" وهو ما يسّر له عملية التواصل مع المسؤولين في هذه المؤسسة العالمية الكبرى. وبعد اكتساب الخبرة اللازمة انتقل للعمل في مخبر أكبر (ألماني) بفرنسا، وأصبح في سن التاسعة والعشرين مدير الإعلامية للشركة.
كان يجد حلولا لكل المشاكل الإعلامية المطروحة، مما جعله يحظى بتقدير المسؤولين في شركة "إي بي أم" حيث ما انفك يكتسب كفاءة من مرحلة إلى أخرى.
نداء الوطن
كان عبد الوهاب الصافي مستمتعا بحياته المهنية والعائلية وبأنشطته الرياضية المتنوعة في فرنسا، ولم يدر بخلده يوما أن يعود إلى تونس، حتى تلقى سنة 1979 مقترحا جعله يفكر في الأمر مليّا. فقد كانت شركة "إي بي أم" تونس تبحث، لفائدة أحد أكبر حرفائها (مؤسسات مونتوناي، وهي شركة كبرى مختصة في الآلات الفلاحية)، عن مهندس إعلامية يتولىإطلاقبرمجية تصرف للشركة.
وكان محمود بودن، المهندس التجاري المكلف بالعلاقات مع الحرفاء يبحث عن العصفور النادر فاتصل بشركة "إي بي أم" فرنسا لمساعدته في ذلك، إيمانا بأن أفضل مهندس لا بد أن يأتي من فرنسا ويتكلم العربية ويعرف جيدا أجواء تونس وظروف العمل بها. فكان عبد الوهاب الصافي المهندس الذي رشحته باريس لهذه المهمة.
وسرعان ما طبع التفاهم علاقة عبد الوهاب الصافي بمحمود بودن وبقية المسؤولين في الشركة المذكورة. وكان الصافي في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه حيث كان يجد حلولا لكل المشاكل التقنية والإعلامية المعقدة، مما جعل السيد مونتوناي كثيرا ما يحثه على إتمام مهمته بسرعة والتفكير في الاشتراك معه في بعث مؤسسة مختصة في الإعلامية.
ولكن مالكو المؤسسة استقروا بفرنسا واقتناها منهم البنك الوطني للتنمية الفلاحية الذي كان رئيسه المدير العام آنذاك فريد مختار ويساعده عيسى الحيدوسي. وبعد جولة في المؤسسة، اكتشف المسؤولان قيمة الرقمنة الإعلامية التي أنجزها عبد الوهاب الصافي. وبما أن البنك كان في حاجة إلى تعصير منظومته الإعلامية، كان لا بد من الاتصال بعبد الوهاب الصافي مجددا ليتولى تلك المهمة. ومن هذا المنطلق أخذ المهندس على عاتقه مسؤولية الإشراف وقيادة برنامج تعصير منظومة الإعلامية ووضعه حيز التنفيذ، باعتباره خبير المجموعة الاوروبية، الجهة الممولة للمشروع.
في البداية... كانت برولوجيك
في الأثناء بعث عبد الوهاب الصافي مؤسسته الخاصة تحت اسم "برولوجيك تونس".وبدأ ينقش اسمه بأحرف من ذهب في أوساط عمله، مما جعل أحد أصحاب النزل يطلب منه عقد شراكة معه يتولى بموجبها تعميم الإعلامية في نزله الجديد وقد تم ذلك فعلا بتطبيقات "هوتيكس" وهي شركة مختصة في تقديم الحلول والخدمات الإعلامية تابعة لسلسلة فنادق "أكور" وتعمل تحت اسم "برولوجيك".
ولم يقف طموح عبد الوهاب الصافي عند حد إتقان البرمجيات الإعلامية بل اختار أن يخوض غمار مجال توزيع تجهيزات الحواسيب ورغم أن شركة "إي بي أم" لم تكن تمنح بسهولة شهادة ممثل لها وتضع سقفا عاليا من المهنية، للراغبين في تمثيلها محليا، حيث أن عدد ممثليها في تونس لا يتعدى الثلاثة، فقد نجحت شركة "برولوجيك" في أن تكون من بينهم.ومنذ السنة الأولى لنيابة "إي بي أم" نجحت "برولوجيك" في أن تتصدر قائمة موزعي منتوجات هذه الماركة العملاقة في تونس. السر؟ ّ يكمن في الاعتماد على فريق من الكفاءات والقرب من الحرفاء والإنصات إلى مطالبهم وتحقيق تطلعاتهم.
هذا النجاح جلب انتباه شركات تجهيزات إعلامية جديدة، كانت تبحث عن ممثل لها في تونس فلم تجد طبعا أفضل من "برولوجيك" أول موزع لمنتوجات "إي بي أم" في تونس، والتي أصبحت الأولى على الساحة الوطنية في هذا المجال.واستقدم محمود بودن ليكون شريكا له، ثم استقطبا معا محمد توفيق بن خميس.
وانطلاقا من المثل القائل "إن الوصول إلى القمة صعب، ولكن الأصعب هو المحافظة عليها"، كان لابدّ لعبد الوهاب الصافي من مضاعفة الجهد للمحافظة على مرتبة الريادة، وذلك من خلال تعزيز التنظيم الداخلي باستمرار، وتطوير الخدمات لفائدة الحرفاء وكذلك تعصير طرق التسويق وتطوير العلاقة مع المزودين والموزعين والقدرة على توقعات السوق، دون أن يغفل عن البقاء قريبا من فريق العمل، لذلك هو دائما منغمس داخل المؤسسة تحدوه عزيمة كبيرة ليكون في خدمة الآخرين، يمد يد المساعدة لكل من يحتاجها. إنها فلسفته في الحياة ومبدأه في التسيير وهي علامة مميزة لعبد الوهاب الصافي.
مسيرته
• 1966: سافر نحو فرنسا في سن 19 سنة والتحق بمدرسة للتكوين في مجال الالكترونيك بباريس
• 1967: تسجيل للدراسة في المعهد الوطني للفنون والمهن، باريس
• 1969: تحصل على شهادة في البرمجيات
• 1969: الحصول على أول عمل، في مخبر صيدلة بفرنسا
• 1974: التحق بمخبر صيدلة أكبر (ألماني) في فرنسا وأصبح مديرا لمنظومة الإعلامية به
• 1979: عاد إلى تونس، بعد أن رشحته "إي بي أم" لأحد أهم حرفائها "مؤسسات مونتوناي"
• 1985: خبير أوروبا لدى البنك الوطني للتنمية الفلاحية، تم الاستنجاد بخبرته لوضع مخطط تعصير منظومة الإعلامية ووضعه حيز التنفيذ
• 1985: تأسيس شركة "برولوجيك" وهي اللبنة الأولى المكونة، لاحقا، لمؤسسة "سمارت تونس".
قراءة المزيد
من هي سمارت تونس التي تتأهب للإدراج بالبورصة
سمارت تونيزي بالبورصة: الاكتتاب بداية من 13 ديسمبر بسعر 025.50 د للسهم الواحد
- اكتب تعليق
- تعليق