أخبار - 2021.06.15

غازي الجريبي : مائة عام من تاريخ كرة السلّة مذكرات رؤوف منجور مرجع ثمين وكتاب متميّز

غازي الجريبي : مائة عام من تاريخ كرة السلّة مذكرات رؤوف منجور مرجع ثمين وكتاب متميّز

لم تعد الرياضة بشكل عام، وكرة السلة بشكل خاص، مجرد نشاط بدني يحافظ على الصحة ويطور الأذهان للأفراد؛ بل هي أهم من ذلك بكثير، حيث تتنافس الأمم والدول لتكون في المراتب الأولى في هذا المجال على الساحة الدولية. وذلك لدورها الفعال في تعزيز التماسك الاجتماعي والنهوض بالمرأة والرقي الاجتماعي والمساهمة في إرساء السلام في العالم.

ولإبراز الأهمية المتزايدة لكرة السلة، يكفي أن نذكر أنها الرياضة الثانية على مستوى العالم من حيث الشعبية حيث يمارسها حوالي ثلاث مليارات لاعب، وتحل مباشرة بعد كرة القدم التي يبلغ عدد ممارسيها أربع مليارات شخص من بينهم لاعبون محترفون وهواة ومشجعون.

في تونس، لم تنجب هذه الرياضة رياضيين كبارذوي شهرة عالمية فقط، بل أيضًا مجموعة من الرجال والنساء الذين نجحوا وتألقوا ببراعة في مجالاتهم المهنية، على الساحة الوطنية وحتى الدولية، ومن بين هؤلاء الفقيد رؤوف منجور.
تميز سي رؤوف، كما كنا نسميه جميعًا، كلاعب وقائد، ورئيس جامعة كرة السلة، ونائب رئيس الاتحاد الافريقي. وقد خدم كرة السلة التونسية بحماس وساهم في الترويج لها على الساحة الدولية. وكان فخورًا بكل أداء ونجاح وإنجاز حققه منتخبنا الوطني أو أنديتنا في التظاهراتالدولية.

كان سي رؤوف مدفوعا بوطنيته، وشغفه الكبير بالعمل وحبّه للتميّز ولم يترك ، بصماته على صفحات تاريخ كرة السلة التونسية فقط، بل تميز أيضًا بنجاحه مهنيا في المسؤوليات المختلفة التي تولاها طوال حياته.

ويعتبر السيد رؤوف منجور واحدا من خيرة رجالات تونس بفضل القيم الأخلاقية التي تحلى بها لا سيما احترام الآخرين والمثابرة والقدرة على توحيد الآراء والإيمان بالحل الوسط والرؤية الثاقبة.

وتعود صداقتنا إلى أيامنا الأولى كلاعبين في الزهراء الرياضية والمنتخب الوطني حيث كان يحب الأجواء العائلية التي سادت نادينا وخاصّة البطولات التي نظمناها خلال موسم الصيف. ولم يتوان عن تهنئتي هاتفيا، على كل كأس أو بطولة مع الزهراء الرياضية، والتعبير عن فخره واعتزازه بشخصي في كل مرة تتمّ فيها دعوتي لتولي منصب رفيع لخدمة بلدي.

وفي أعماق نفسه كان له تقدير كبير لأبناء وبنات النخبة الرياضية الذين نجحوا مثله في حياتهم المهنية. أتذكر أنه غالبًا ما كان يشير إلى مدرب أمريكي مشهور قال إنّ  "القوي ينتصر على الضعيف، والسريع يتفوق على البطيء، إلّا أنّ الأذكياء يتفوّقون على الجميع".

كرة السلة هي رياضة جماعية ترسّخ روح التضامن والعمل الجماعي، حيث يجب على كل اللاعبين الهجوم والدفاع في نفس الوقت وهي تعلّمنا الإتقان والتحكّم في الوقت بنجاح وحسن تطبيق قواعد 38 و24 ثانية. تؤصل كرة السلة قيم التواضع واحترام الخصم وواجب الاعتراف بالخطأ.

في كرة السلة، تستعد للفوز، لأن هذه الرياضة ليس لها تعادل، ولذلك جميع الطرق الدفاعية القوية مثل الضغط المباشر على المنافس أو في المنطقة المحرّمة كلها ألهمت رياضات أخرى على غرار كرة القدم وغيرها.
لا يمكننا الحديث عن كرة السلة وتطورها دون الإشادة بالرجل الفذ سي رؤوف منجور كرائد ومساهم كبير في تطوير هذه اللعبة. لقد ألف هذا الكتاب بتواضع كبير، واختار ألّا يتحدث عن نفسه وعن كل ما أنجزه وقدمه لهذه الرياضة في تونس وفي العالم، والذي يعدّ دليلاً ومرجعا ثميناً في كرة السلة التونسية.

أخيرًا، أود أن أشكر عائلة سي رؤوف منجور على التشريف الذي نالني من خلال تكليفي بكتابة هذه المقدمة، وفقًا لرغبة الفقيد ولوعدي الذي أعرب عنه بالفعل خلال مأدبة غداء جمعتنا السنة الماضية في الضواحي الشمالية لتونس العاصمة.
رحم الله الفقيد العزيز واسكنه فراديس جناته

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

مذكرات لاعب كرة سلّة
مائة عام من تاريخ كرة السلّة

عبد الرؤوف منجور
منشورات ليدرز، ماي 2021، 164 صفحة، 80 دينار
متوفر في المكتبات وعبر https://www.leadersbooks.com.tn
قراءة المزيد

صدر أخيرا : مذكرات لاعب كرة سلة، مائة عام من تاريخ كرة السلة لرؤوف منجور

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.