أرفيا: العلامة الطبيعية، الرائدة للتسويق في تونس
حظيت مؤسّسة أرفيا الرائدة في مستحضرات التجميل والعناية بالصحّة بفوز ذهبيّ متوهّج بعد تتويج خمسة من منتجاتها خلال سنة واحدة بجائزة "منتج عام 2020" عبر استفتاء المستهلك التونسي. وهذه المنتجات الخمسة هي (مزيل العرق "Roll on Océan" و"Roll on Agrume" و "Roll on vanilla" وبديل الزيت" Oil Replacement" وكريم بعد الحلاقة "Après Rasage" والمنتوج الذي يحظى باستخدام كبير ومتزايد من كافّة الأعمار "الكريم المهدئ لأوجاع المفاصل والعظام " Crème Apaisante ARVEA") وهو ما يؤكّد على ثقة المستهلك في منتجات شركة 'أرفيا' ..
يؤكّد اختيار المستهلك التونسي لهذه المنتجات الخمسة السمعة العالية التي أصبحت تحظى بها علامة آرفيا على الصعيدين المحلّي والعربي والتي جعلت منها العلامة الطبيعية التجارية الأولى في مجال البيع المباشر (MLM) في غضون سبع سنوات فقط منذ إنشائها عام 2013 بولاية نابل.
وتشغّل أرفيا اليوم نحو 180.000 مستشار بيع يتوزّعون في كامل تراب الجمهورية وهو ما حقّق نموّا مطردا في عائداتها المالية وبوّأها صدارة في عالم التسويق المباشر وهو حلم مشترك بين باعث شاب الصادق العربي (43 عامًا) وفريق من الكفاءات التونسية الناشئة والطموحة التي ما فتئت تعمل بروح الفريق الواحد لصنع النجاح.
في مفترق الطريق الدائرية بين الحمامات الشمالية ومدينة نابل وفي اتجاه قربة وقليبية ينتصب شامخا معلم معماري في شكل هندسي بديع، تغطّيه حجارة منقوشة بإبداع أمهر أبناء مدينة دار شعبان الفهري الذين يتوارثون هذه الصناعة التقليدية منذ أجيال، بفنّ وتجديد... وعلى مسافة أمتار فقط من هذا المعلم يرتفع المقرّ الرئيسي لمؤسّسة آرفيا على طابقين بنوافذه البلورية الفسيحة وقد زانتها صور جذّابة تعكس الجمال والصحّة والحيوية.
وبالدخول إلى مبنى المؤسّسة، يسعد الزوار بوجودهم في فضاء استقبال رحب، تمّ اعداده بذوق وجمالية وتزويق جدرانه بصور نساء جميلات، ينعمن ببشرة نقيّة صافية ونظرة متوقّدة وجسم متكامل ومتوازن، في رشاقة وجمالية، تشهد على فوائد منتجات آرفيا النابعة من الطبيعة.
تتميّز آرفيا باعتمادها على مجموعة من المكوّنات الطبيعية الشهيرة في عالم التجميل من أهمّها نبتة الألوة فيرا وشجرة زيت الأرغان التي تمّ الجمع بينهما بجرعات جيّدة متوازنة لاستنباط نحو 100 منتج مبتكر ومنفرد من مستحضرات التجميل الطبيعية و"الماكياج" والعطور والمكمّلات الغذائية التي تقدّمها أرفيا وهي تختلف عمّا هو متوفّر في السوق ممّا جعلها تحظى بإقبال كبير لدى المستهلك التونسي وكلّ أفراد العائلة وغيرهم حسب تصريح صاحب الشركة الصادق العريبي لمجلة ليدرز.
بين الدار البيضاء وباماكو
يحمل مؤسّس شركة 'أرفيا' الصادق العريبي شهادة الماجستير في التوزيع وقوّة المبيعات من معهد الدراسات العليا الاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء بالمغرب (بتقدير جيّد جدّا وأشرف على إعداده لرسالة الماجستير المؤسّس لأوّل معهد للتعليم العالي في المغرب عبد الحميد الأزرق، وكان العريبي الأوّل بأفضل المعدّلات في قائمة الذين تخرّجوا من ضمن تسع دفعات متتالية شهدها المعهد واختار صادق العريبي الانطلاق في تجربة مهنية أولى بالمغرب إلاّ أنّ رئيس المعهد عبد الحميد الأزرق وضعه أمام تحدّ كبير لقبول المساهمة في انشاء فرع للمعهد، بعاصمة مالي، باماكو، في 2002.
نجح العريبي في رفع أوّل تحدّ له مع إثنين من زملائه المغاربة بافتتاح المدرسة العليا لتقنيات الإدارة في باماكو سنة 2002 مع شريك من مالي لينطلق من الصفر وينجح في مهمّته ويكسب ثقة أستاذه عبد الحميد الأزرق الذي اكتشف فيه ملامح الشاب ذي الرؤية العظيمة والتحدّي في مواجهة الصعوبات والسعي إلى تجاوزها لتكون بالنسبة إلى العريبي باماكو! مرحلة نجاح كامل.
عودة إلى الأصل: الوطن القبلي
ويقول الصادق العريبي لمجلة 'ليدرز العربية' إنّه رغم قضائه خمس سنوات في مالي كالحلم الذي لا ينسى، قرّر العودة إلى تونس والانطلاق في تجربة جديدة بعد زواجه من شريكة حياته أصيلة مدينة دار شعبان والتي رغم حبّها منذ الأسابيع الأولى باماكو إلاّ أنّها احترمت اختياره بالعودة إلى تونس سنة 2007 للولوج في عالم الأعمال التجارية. وانطلق العريبي في تجربة مهنية جديدة بتونس مضطلعا بخصوص إدارة تطوير الأعمال في مؤسّسة للتعليم الإلكتروني وبالتوازي مع ذلك ساهم مع ثلّة من أصدقائه في إنشاء مطبعة رقمية في نابل.
وأكّد الصادق العريبي أنّه تحمّس لمشروع أصدقائه لأنّه يجمع بين عوالم الابتكار والتجديد الالكتروني والاتصال، مضيفا أنّ انخراطه في ذلك شجّعه على إنشاء وكالة اتصال وتسويق اختار لها اسم Think Advertising وقد نجح في استقطاب عدّة حرفاء وتحقيق حملات تسويق ناجحة إلاّ أنّ غموض الوضع الاقتصادي بعد ثورة 2011 أخفت بريق نجاح مؤسّسته مع تذبذب وضع وسائل الإعلام والمستشهرين وتوقّف اهتمام المعلنين بمسألتي الإشهار والتسويق في تلك الفترة ما أدّى إلى توقّف عمل الوكالة وعدم الحصول على مستحقاتها فما كان منه إلاّ أن حاول مجاراة الواقع والتأقلم معه للخروج بأخفّ الأضرار والعودة إلى النقطة الصفر والتفكير لاحقا في مشاريع جديدة.
ولادة عائلة "أرفيا" من رحم الحلم
حافظ الصادق العريبي على عقلية المحارب واتسم بنظرة ثاقبة ساعدته على اكتشاف فرص جديدة حيث أعدّ دراسة بعالم البيع المباشر وتجميع كلّ ما يتعلّق بعيدا عن قنوات التوزيع التقليدية واكتشف بفضل خبرته الدولية اتجاه عدّة شركات لممارسة هذا النشاط والتوسّع في عدّة أسواق بالعالم إلاّ أنّه لم يسجّل حينها وجود أيّ علامة تجارية للبيع المباشر منطلقها دولة عربية أو نامية كما سجّل أنّه على مستوى القارّة الأفريقية لم تكن هناك سوى شركة واحدة متمركزة في جنوب أفريقيا.
ومن هذا المنطلق بدأت تخامر الصادق العريبي فكرة إنشاء شركة 'أرفيا' المختصّة في إنتاج مستحضرات التجميل بمكوّنات طبيعية مبتكرة تضمن توزيع كبيرا للمنتج وتحقيق مبيعات مرتفعة وشرع في البحث عن إجابة جديدة لتساؤلاته حول كيفية تحويل الحلم إلى واقع وتأسيس مشروعه دون تمويل خاصّ أو قروض بنكية وصنع المنتج وتوزيعه والانخراط كليا في التسويق والاتصال.
بقلب حيّ لاشيء مستحيل
اختار الصادق العريبي قبل تحقيق حلمه الكبير في مجال مستحضرات التجميل وضع استراتجية للعمل والاستعداد بشكل أفضل قبل خوض غمار التحدّي وبدأ أوّلا تجربة نظام البيع المباشر في مجال الملابس الداخلية للنساء التي تتنافس فيها عدّة علامات تجارية في السوق لكن دون التفطّن لأهميّة اعتماد طريقة البيع المباشر وهو ما ساعد العريبي على تحديد ملامح صنف المستشارين القادرين على إنجاح فكرة البيع المباشر ووضع مخطّط عمل قبل المرور إلى تجسيم حلمه الأكبر.
واختار الصادق العريبي عوض البحث عن تمويل بالقروض البنكية الاعتماد على شبكة شركاء تضمّ مصنّعين يتولّون انتاج مبتكرات للعلامة التجارية Arvea شبكة تجمع بين مصمّمي المنتج ومبتكري عبوات التعليب إلى جانب وضع خطّة اختيار المستشارين ذوي الخبرة.
حمل الصادق العريبي رؤيته بين يديه وتوجّه نحو أكبر المصنّعين التونسيين بنظرية" إذا أبدعت في الصنع سأبدع في التسويق لننجح معا " وبحماس رائد الأعمال الشاب وتصميمه القويّ انطلق العريبي في إقناع المصنّعين بأهميّة هذا المنتج الخاصّ أوّلا وفعالية نظام البيع المباشر والذي سينتشر تدريجياً ليشمل كامل تراب الجمهورية.
وتحلّى الصادق العريبي بالفطنة والمهارة ليبني لحلمه في عالم لم يختر أن يكون فيه منفردا بل تقاسم جزئياته مع فريق شاب وكفاءات تونسية وثق بهم وجعل من تجاوز الخطأ الأوّل واستخلاص العبرة منه معطى إيجابيًا لدفع فريقه نحو العمل وبذل جهد أكبر متّجها نحو تعبئة شبكة شركائه من مخابر البحث في تونس والعالم ومصنّعين ومزوّدين وناقلين ومورّدين وغيرهم من المتدخّلين لتسهيل عملية إنتاج وتسويق المنتج.
هذا ولم ينس العريبي أهميّة حسن تدريب المستشارين الممثّلين للشركة حول طرق وأليات استقطاب الحرفاء لإقناعهم بتميّز منتجاتهم وتفرّدها وترويجها بشكل أفضل وبطريقة ناجعة ما يجعلهم يفوزون بالمنح والحوافز والعوائد المالية الهامّة ضمن عائلة واحدة شعارهم من يعمل بشكل أفضل يكسب أكثر وهكذا ترسّخت يوما بعد يوم ثقافة شركة 'أرفيا' التي تؤمن بأن النتائج الإيجابية والأرباح أيضًا تتحقّق في تمشّ ضمن نظريّة "رابح رابح".
زوايا إيجابية رغم جائحة الكورونا
أعتبر صادق العريبي أنّه رغم تأثّر عملية تسويق المنتوج والبيع المباشر لجائحة كورونا وما صاحبها من حجر إجباري إلاّ أنّ المشرفين على الشركة والمستشارين انتبهوا لعدّة متغيّرات أبرزها عودة الاهتمام الكبير للتونسي بصحّته وبالطبيعة والرياضة والأكل الصحّي والمنتجات الطبيعية والأمن الغذائي وهو ما دفع بفريق العمل بالشركة إلى إعادة التفكير في إستراتيجية العمل وفقا للمتغيّرات الجديدة التي تشهدها تونس وعادات المواطن ومتغيّرات العالم، وبتفاؤل تواصل عائلة 'أرفيا' طريقها نحو النجاح خاصّة و أنّ هناك دافعا إيجابيا جدّا تحقّق رغم الجائحة وهو تتويج المستهلك التونسي خمسة من منتجات الشركة بجائزة أفضل منتج لعام 2020.
لايمكن التساؤل عن خطــــط صــــاحب شركة "أرفيا" الصادق العريبي بعد هذا التمشّي الذي اختاره لتحقيق أهدافه خاصّة وأنّه يحمل قناعة عميقة بضرورة تتبعّ وفهم متغيّرات المجتمع التونســـــي من أجل حسن تلبية متطلّبات وحـــــاجيات الحريف سوء كان تونسيا أو أجنبيا فالعــــريبي يطمح إلى توسيع نجاح العلامة التجــــــارية لمستحضرات التجميل والصحة 'أرفيا' في عدة دول بالمغرب العربي و شمال أفريقيا أو جنوب الصحراء خاصّة أنه يحمل شبكة علاقات قويّة في تلك البلدان ولِمَ لا يتجــــاوز القارّة الأفريقية إلى أخرى عالمية لأن طموحه أكبر بكثير من حصرها في قارّة واحدة؟
- اكتب تعليق
- تعليق