محمد إبراهيم الحصايري: هدايا دونالد ترامب للعالم في ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001

بقلم محمد إبراهيم الحصايري - بالتّزامن مع حلول الذكرى التاسعة عشر لأحداث 11 سبتمبر 2001، "أتحفتنا" الصّحف ووسائل الإعلام الأمريكية بسلسلة من أقوال الرئيس الأمريكي غريب الأطوار دونالد ترامب ومقولاته الصِّدَامِيَّة والصَّادِمَة...

وقد كان على رأس هذه الأقوال والمقولات ما جاء في الكتاب الجديد الذي أعدّه الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد Bob Woodward (أحد مُفَجِّرَيْ فضيحة ووتر غايت في السبعينات من القرن الماضي)، عن الرئيس تحت عنوان "Rage" التي تُرْجِمَت إلى العربية بكلمة "غَضَب" لكنّني أفضّل ترجمتها بكلمة "كَلَب" أو كلمة "سُعَار".

ففي هذا الكتاب الذي يستند إلى 18 محادثة أجراها الصحفي معه في الفترة المتراوحة بين ديسمبر 2019 وجويلية 2020، تباهى الرئيس غريب الأطوار بأنّه يمتلك سلاحا نوويا سرّيا لا تمتلكه روسيا ولا الصين... ولا علم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا الرئيس الصيني شي جين بينغ به.

ويؤكد المؤلّف أنّ مصادر أخرى لم يُسَمِّهَا أكّدت له أنّ الولايات المتحدة تمتلك فعلا سلاحا جديدا سرّيا لكن دون تحديد نوعيته، كما أعربت عن استغرابها من كشف الرئيس غريب الأطوار عن هذا السلاح.

ويبدو حسب مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين هانز كريستنسن Hans Kristensen أنّ الأمر يتعلّق برأس نووية ضعيفة القوّة، إذ كان البنتاغون أعلن في 4 فيفري 2020 أنّه نشر لأوّل مرة هذا السلاح النووي الذي يحمل شحنة متفجّرة تُقَدَّر بـ5 كيلوطن (ثلاث مرات أقل من قنبلة هيروشيما) على متن الغواصة USS Tennessee التي تعمل في المحيط الأطلسي.

إلى ذلك وفي مداخلة له يوم 15 سبتمبر 2020 في برنامج "فوكس آندفريندز"  Fox&Friends على شبكة "فوكس نيوز" الأثيرة عنده، أقرّ الرئيس الأمريكي غريب الأطوار، بعد طول إنكار، بأنّه أراد فعلا في أفريل سنة 2017 أن يقتل الرئيس السوري بشار الأسد وأنه جهّز لقتله، غير أنّ جيمس ماتيس وزير الدفاع آنذاك لم يستجب لإرادته.

وفي هذا الصدد قال مفاخرا: "أردت اقتلاعه وجهّزت كل شيء"... واسترسل قائلا: "كنت أفضّل التخلص منه. رتّبت كل شيء. ماتيس لم يرغب في فعل ذلك. كان ضدّ معظم تلك الأشياء".

وبقدر مفاخرته بالتخطيط لقتل الرئيس بشار الأسد كانت مفاخرته بما سمّاه "إنقاذ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بإسطبول"، فقد جاء في كتاب بوب وودورد أنّ الرئيس الأميركي غريب الأطوار تباهى، في المقابلة التي أجراها معه يوم 22 جانفي 2020، بأنه "نجح في جعل الكونغرس يتركه وشأنه"...

أما مبرّر الإنقاذ فهو كما أكّد "أنّ المملكة العربية السعودية أنفقت مليارات الدولارات على شراء منتجات أميركية، ومن الأهمية بمكان للولايات المتحدة أن تحافظ على حليف مثلها"...

وحين تتأمل قليلا في جملة هذه الأقوال والمقولات فإنّك لا تملك إلا أن تؤمّن على كلام جيمس ماتيس الذي قال إن "الرئيس دونالد ترامب ليس لديه بوصلة أخلاقية"، كما لا تملك إلا أن تتساءل عن الفارق بين هذه "الدولة العظمى" وبين الدول التي تسميها واشنطن "دولا مارقة"؟.

ولعل "حبَّةَ الملوك" التي تزيّن الكعكة، كما يقول الفرنسيون، أو المفارقة التي يعجز العقل عن فهمها هي، وهذه ليست نكتة، أنّ النائب اليميني كريستيان تيبرينغ-غيدي Christian Tybring-Gjedde نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان النرويجي، أصمّ أذنيه عن كل هدايا الرئيس الأمريكي غريب الأطوار للعالم في ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001، وهرع إلى ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام لسنة 2021، لمكافأته على الدور الذي لعبه في "الاتفاق الفريد والتاريخي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة"...
ولا تتعجبوا أبدا إن فاز بها، ما دامت لإسرائيل علاقة بالأمر...

محمد إبراهيم الحصايري