تونس: محنة البحث عن سكن جامعي والحصول على وجبة غذائية مقبولة
هو أيضا وزير صيانة المباني وتسريح المجاري، وتوفير الأسرّة وبيوت الاستحمام والتدفئة والأنترنات والوجبات الغذائية...قد لا تروق هذه التسمية المضافة لبعض الذين لا يرون في مهامّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي سوى فخر شهادات الدكتوراه والاحتفالات الأكاديمية المهيبة بحضور أجلاّء الأساتذة بزيّهم الجامعي المتميّز ونتاج مخابر البحوث والعلوم المبدعة ولكنّ الأصل قبل كلّ شيء هو توفير فضاءات الدّراسة والبحث ومبيتات الطلبة ومطاعمهم وهو جهد مضن ومكلف لا يخلو من المتاعب والنقائص أيضا.
والسؤال المطروح اليوم بإلحاح كيف سيتمّ التعامل مع هذه المرافق في ظلّ بروتوكولات الصحّة زمن الكوفيد-19 وهل تتوفّر طاقة الاستيعاب الحالية على ما يستجيب للطلبات، وبأيّ ظروف وتكاليف؟
بين 10 دنانير في الشهر و300 دينار وأكثر
أوّل معاناة تعترض الطالب بعد تسجيله بالجامعة الظفر بسكن جامعي في أقرب حيّ ممكن لموقع دراسته. والحقّ في السكن ممنوح فقط للطلبة الجدد وفي حدود 3 سنوات أولى فقط مع إمكانية تسديد بعض الاستثناءات وفق ما تتوفّر من شغورات وحسب معايير محدّدة تخصّ سنة الحصول على الباكالوريا والحالة الاجتماعية وغيرها، ضمن برنامج اسعاف خاصّ.
أهميّة الحصول على سكن جامعي عمومي هو أوّلا زهد الثمن باعتبار أنّ معلوم الإيواء بقي في حدود 10 دنانير في الشهر علما بأنّ المنحة الجامعية تبدأ من مبلغ 120 د ولكن مزايا مبيتات ديوان الخدمات الجامعية هو أيضا أنظمة السلامة والانضباط المعتمدة وتجميع الطلبة والاستفادة من خطوط النقل الجامعي وهي عوامل تطمئن الأسرة وتيسّر حياة الطالب، أما اللجوء إلى مبيتات خــاصّة لا ترتبط بأيّ اتفاق مع ديوان الخدمات الجامعية فهو مكلف جدّا إذ تصل معاليمه إلى 200 و300 د في الشهر حسب المرافق والسكن الفردي أو الجامعي. بينما تبقى المغامرة الكبرى للطالبات هي السكن الخاصّ في استوديوهات وشقق ومنازل لا تخلو من مفاجآت ...
نقص فادح في المبيتات العمومية
خمس الطلبة التونسيين فقط بإمكانهم الحصول عل سكن ضمن المبيتات التابعة لديوان الخدمات الجامعية أو الخاصّة المعتمدة بالمناولة إذ تبلغ الطاقة الجملية للإيواء 47.784 سريرا موزّعة على 73 مبيتا من جملة 247000 طالب ( 19 %)
وممّا يعمّق إشكالية توفّر المبيتات والأسرّة، هو تغطيتها المحدودة وغير المتكافئة للأقطاب الجامعية. وعلى الرغم من فتح عديد المبيتات الجديدة (ميتيوال فيل، برج السدرية، ماطر وغيرها) فإنّ جهات زغوان والكاف وجندوبة وقابس وقفصة ومدنين وصفاقس وتطاوين (بالنسبة إلى الذكور) والمهدية ورجيش والمكنين تشهد صعوبات متنوّعة وتشكو من عجز يتأكّد تسديده عن طريق المناولة.
وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الجديدة، ألفة بن عودة صيود، واعية بحرارة هذا الملف الساخن وبيّنت في حديثها الحصري لمجلة ليدرز العربية أنّ عديد القرارات العاجلة تمّ اتخاذها سواء لاستحثاث فتح المبيتات الجديدة أو لإقرار عطاءات المناولة ومتابعة حسن تشغيلها وهي تعتقد أنّ ملفّ السكن الجامعي يستوجب تعاطيه ضمن مقاربة تشاركية جديدة تقرّ حوافز مشجّعة للاستثمار في المبيتات الخاصّة وتشجيع المالكين على احتضان الطلبة في بيوتهم ضمن غرف خاصّة بهم أو إيجار محلاّت سكنية بمعاليم مخفّضة مع الانتفاع بامتيازات جبائية وغيرها على غرار ماهو معمول به في عديد الدول بالخارج.
هل ستتغيّر المطاعم الجامعية؟
ثمن الأكلة زهيد إذ لا يتجاوز 200 ملّيم للوجبة الواحدة ولكن هناك شعور رائج بعدم استساغة مذاق الأطعمة المقدّمة، وروتينية الأطباق على مدار الأسبوع وتحديد توقيت العمل وزحمة الإقبال وغلق المطاعم أحيانا في المساء والعطل وغيرها.
كلّ هذه الأسئلة تقول الوزيرة إنّها مطروحة في مكتبها صمن الملفّات العاجلة وأنّ النظر فيها بحلول مقنعة لن تتأخّر كثيرا.
وجوابا عن سؤال ليدرز العربية حول إمكانية اللجوء، اعتبارا لمتطلّبات حفظ الصحة زمن الكورونا، إلى نظام صناديق الوجبات الباردة المعلّبة والسوندويتشات، أفادت الوزيرة أنّ كلّ المقترحات جديرة بالدرس ويمكن أخذها بعين الاعتبار.
قراءة المزيد
وزيـرة التعليم العالـي والبحث العلمي الجديدة ألفة بن عودة في حديث المصـارحـة: هذه خطّتنا
- اكتب تعليق
- تعليق