وفاة احمد بن صالح، الوزير المتميز لدى بورقيبة
خمسون سنة قضاها وهو يتجرع ألم التنكر له، في سنوات السجن والهروب والمنفى بالخارج، ثم عند عودته الى تونس... توفي ظهر اليوم بالعاصمة، الوزير الأسبق للاقتصاد في حكومة بورقيبة، أحمد بن صالح عن سن تناهز 90 عاما، اثرمرض استفحل به في الأسابيع الماضية، وغيبته المنية وهو يحمل في نفسه غصة لكم لازمته منذ ان اقاله بورقيبة فجأة في مطلع سبتمبر 1969، ملغيا سياسة التعاضد الاشتراكي، ولم يقبل حساد أحمد بن صالح وخصومه السياسيون بالاكتفاء بهذه الإقالة من وزارة الاقتصاد والتخطيط والمالية، وانما أصروا على سجنه فيما كان البعض يتربصون بحياته داخل السجن.
فكان الهروب، بمساعدة الأصدقاء، واجتياز الحدود خلسة نحو الجزائر ثم اللجوء السياسي في مهاجر أوروبا.
من كان يتنبأ بأن ابن بلدة المكنين في قلب الساحل، سيذهب لدراسة اللغة العربية بالصربون، ثم يلتحق بالزعيم الوطني المنصف باي الذي أقالته فرنسا عن عرش آبائه وأجداده ونفته الى مدينة بو، قرب الحدود مع اسبانيا، وكيف أصبح أحمد بن صالح سكريتيره الخاص وموضع اسراره.
ومن كان يتوقع أن يبرز نجم أحمد بن صالح في. صفوف الشغالين جنب فرحات حشاد، وكيف يتم اختياره لتمثيل الاتحاد العام التونسي للشغل، بصفة دائمة لدى الكنفيديرالية الدولية للنقابات الحرة في بروكسيل، ثم كيف يصبح عند عودته الى تونس أمينًا عاما للاتحاد. ومع الاستقلال يبدأ احمد بن صالح مرحلة نضال جديدة الى جانب بورقيبة، اكتسب خلالها أوسع نفوذ، وكرس سياساته الاقتصادية والاجتماعية وعمم التعاضد في جميع القطاعات... لتنتهي بمحنة لن تنتهي، رحمه الله وطيب ثراه وأسكنه جنان الخالدين.
- اكتب تعليق
- تعليق