عماد الحزقي, وزير الدفاع الوطني : تونس عاقدة العزم على تحديث جيشها وتعزيز قدراته العملياتية (فيديو)
"خيارنا واضح وتصميمنا لا يرتقي إليه شك. فتونس مصرة كلّ الإصرار على تطوير جيشها،وسوف لن تدخر أي جهد لبلوغ هذه الغاية.. سنرسماستراتيجيات جديدة،سنوفرالإمكانيات والموارد اللازمة حتى يستطيعجيشناالاضطلاع بدوره كاملا في مجال التنمية،وفي ضمان سلامة الوطن وفرض سيادة الدولة بشكل كامل على كل جزء من أجزاء التراب الوطنيبكل امتداداته برّا وبحر وجوّا."ذلك ما أكده وزير الدفاع الوطني عماد الحزقي في حديث أدلى به لمجلة ليدرز.
وكما حُدِّدت الاستراتيجيات العملياتية، رسمت الأولويات.. تتمثل الأولويّات في إرساء عقيدة عسكرية ووضع تصور استراتيجي جديد يمتد مفعوله حتى الثلاثينات والأربعينات من القرن الحادي والعشرين، وإصدار كتاب أبيض حول إعادة النظر في التنظيم الهيكلي لجيشنا الوطني، وهذه هي المرة الأولى التي تنجز فيها هذه المراجعة منذ أربعين عاما. كما ينصرف السعي إلى مراجعة القانون الأساسي العام والقانون الأساسي الخاص للعسكريين وتحسين وضعهم المعيشي وتطوير ظروف العمل وتحسين التأجير والزيادة في مقدار المنح. وسيتم في هذا الإطار تعهد المتقاعدين وجرحى وأُسَر شهداء المؤسسة العسكرية بمزيد من الرعاية، علاوة على المبادرة إلى مراجعة الخدمة الوطنية وتمكين العنصر النسائي العامل في المؤسسة العسكرية من أسباب الترقي المهني والوصول الى أسمى المراتب...
وأشار وزير الدفاع الوطنيفي حديثه لمجلة ليدرز إلى "المحاور الكبرى" لهذا العمل الإصلاحي الشامل والمتمثّلة في توفير تجهيزات جديدة، وتحسين مستوى أهلية العسكريين في شتى الاختصاصات وأحدث التكنولوجيات، وتطوير منظومات حماية الأمن السيبرني، وتكثيف النشاط المخابراتي، وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، بالإضافة إلى مزيد إعلاء شأن المرأة صلب المؤسسة العسكرية وتمكينها من تبوّء مراتب عالية لم تُتَحْ لها إلى حد الآن.
لكن "التحدي الأكبر"الذي يسعى وزير الدفاع الوطني إلى رفعه هو ذلك المتمثّل في مقاومة الإرهاب بكل أشكاله، التقليدية منها والمستحدثة بما فيها تلك المخاطر والاختراقات التي تستهدف الإمن السيبرني. وقد سلكت تونس مسلك اليقظة والصرامة في مواجهة هذه المظاهر وكلّلت جهودها على هذا المستوى بنجاحات ذات بال رغم عسر الظروف بسبب جائحة فيروس كورونا.
وفي حديثه لمجلة ليدرز أشار وزير الدفاع الوطني بشيء من الافتخار والاعتزاز إلى مساهمة الجيش الوطني المعتبرة في مقاومة الوباء، سواء أتعلق الأمر بجلب التجهيزات الطبية عن طريق الجو انطلاقا من الصين، أو بإجلاء التونسيين العالقين في العديد من الأصقاع البعيدة كفياتنام وإندونيسيا والهند، وكذلك في أمريكا الشمالية وفي أوروبا. ويكفي الجيش الوطني فخرا أن قام بأمر من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بنقل فريق طبي عسكري تونسي إلى إيطاليا تضامنا مع هذا البلد الصديق في مواجهته لوباء كورونا. وقام الوفد بواجبه الإنساني على الوجه الأفضل وكان لذلك محلّ إشادة وتنويه في الأوساط الطبية والعلمية الإيطالية والهيئات الدولية ذات الصلة.
وأكد عماد الحزقي أنّ "الجيش التونسي بلغ مرتبة متقدمة من حيث قدراته العملياتية بفضل نجاحاته الباهرة وتشبثه بروح الوطن والتزامه بمبادئ الجمهورية وما يحظى به من قبول لدى التونسيين جميعا ومن احترام في شتى أنحاء المعمورة، وهو يمرّ بمرحلة تحَوُّل حاسمة تتجلى من خلال امتلاكه لرصيد لا يستهان به من الوسائل الحديثة وتبنِّيه خيار التقدم التكنولوجي وأخذه بأسباب التقنيات العسكرية الحديثة."
وقال مستطردا: "أود أن أتوجه بالشكر إلى التونسيين لما يبدونه من ثقة ومن اعتبار وتقدير لجيشنا الجمهوري، كما أني حريص على طمأنتهم، وأقول لهم أنّ القوات المسلحة على استعداد كامل للدفاع عن الشعب والوطن، وأنّها تقف بكل قدراتها العملياتية القصوى في وجه كافة التحديات، وأنّها ملتزمة بضمان السلامة الترابية والسيادة الوطنية."
لم يمر وقت طويل على تقلد مهامه على رأس وزارة الدفاع الوطني حتى تأقلم تماما وبدون عسر مع متطلبات وظيفته الجديدة في محيط جديد في هذا المكتب الفسيح بالطابق الثالث والذي سبقه إليه منذ فجر الاستقلال نظراء مرموقون من أمثال الباهي الأدغم وأحمد المستيري وحسيب بن عمار وغيرهم.
ولم تمر ثلاثة أشهر عن مباشرته لوظائفه على رأس الوزارة في 29 فيفري الماضي حتى أخذ علما بأهمّ الملفات وأدرك كلّ التحديات والرهانات المطروحة وبدأ ينتقل من ثكنة إلى أخرى ليكون بجوار العسكريين جنودا وقادة حيثما وجدوا.
وكانت الأسابيع الأخيرة مثقلة بالهموم والمشاغل في غمرةالحجر الصحي، وحظر التجوال، وإسناد عمل الحكومة في سعيها إلى التصدي لجائحة كوفيد-19، والوضع على الحدود مع ليبيا، وتفاقم الخطر الإرهابي. ولم يجد عماد الحزقي رغم كل ذلك عسرا في القيام بالمهام الموكلة إليه معتمدا على قدرته الفائقة على الاستيعاب والتركيز على الأهم وحسن العلاقات التي استطاع أن يقيمها بسرعة مع أعضاء المجلس الأعلى للجيوش على غرار رئيس الحكومة ونظرائه الوزراء وما يلقاه يوميا من دعم ومساندة من قِبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيوش.
توفيق الحبيّب وفاطمة الهنتاتي
- اكتب تعليق
- تعليق