الشيخ محمّد الفاضل ابن عاشور: يتحدّث عن نشـأته ومسيرته العلمية والمهنية (صور)
نشرت مجلة »الندوة« 1 في عددها الثامن لشهر نوفمبر 1956 (السنة الرابعة) حديثا مع الشيخ محمّد الفاضل ابن عاشور تناول فيه نشأته وتكوينه ومسيرته العلمية وتجربته في التدريس والقضاء ونشاطه في الحقلين الفكري والاجتماعي، إضافة إلى رحلاته إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية والأوروبية.
وفيما يلي نصّ الحديث:
عرفت منابر الشرق والمغرب نَفَسكم الخطابي الممتاز، فهل كانت الخطابة أوّل ما اتّجهتم إليه في نشاطكم الأدبي؟ وما هي العوامل التي كوّنت فيكم هذه الضلاعة؟ ومتى كان ذلك؟
لا أشعر، ولم اشعر أبدا أنّ فيّ نَفَسًا خطابيا ممتازا، كما تدّعون، والحق أنّني لا أدري بالضبط، كيف اتّجهت إلى الخطابة ولا كيف تكوّنت للناس فيّ نظرة القبول التي شرفت بها.
ومن الغريب أنّني نشأت بعيدا عن الصلات الاجتماعية منفصلا عن كلّ بيئة خارجة عن الأسرة والبيت، فتلقّيت في الطفولة التعليم القرآني في البيت منفردا، ليس لي رفيق، ولم أدخل المكتب الابتدائي ولم أعرف من الأطفال غير أبناء الأقارب ولم تكن لي هواية من هوايات الأطفال، فكانت أوقاتي كلّها موزّعة بين :
1 - الاتّصالات بسيدي الوالد ومحادثات فكهــة معـــه، كـــانت تترقّى في مستـــواها العقلي والأدبي، على حســـب تقدّم سنّي واتّســـاع معرفتي
2 - مطالعات في الكتب، ابتدأت من مطالعة الأخبار والحكايات في كتب الدراسة الابتدائية، التي كنت أقرأ فيها بشغف في الليل،
عندما آوي إلى فراشي قبل النوم :»التمرين العباسي» و«الطريقة المبتكرة» وغيرهما، ثم ترقّت إلى كتب مدرسية في السيرة النبوية والتاريخ والأخلاق، مثل كتب الشيخ مصطفى الغلاييني والشيخ محي الدين الخياط والشيخ عبد القادر المغربي حتى انتهت إلى أمّهات كتب التاريخ والأدب، مثل «رقم الحلل» و»ديوان الحماسة» و»مقدمة ابن خلدون» و»رحلة ابن بطوطة» و»الأغاني». وكم كنت اهتزّ فرحا عندما يكتب لي سيدي الوالد قائمة في اسماء كتب ينتقيها ممّا يعلن عنه في الصحف ويرسل بها إلى المرحوم السيد محمد الأمين الكتبي لشرائها.
3 - تتبّع الأحاديث بين والدي وجدّي وعمّي والذين يزورونهم فيسمرون معهم بين محاورات العلم ومجادلات السياسة ونكت الأدب والمفاكهة.
4 - تنظيم اجتماعات وحفلات لصغار أهل الدار من الأخوات والاتباع تحاكي ما أشاهد في الخارج أو ما أقرأ في الصحف أو ما اسمع الحديث عنه، مع كثير من التصرّف الخيالي. وأكون أنا في تلك الحفلات صاحب الابتكار ومتولّي التنظيم والقائم بدور الخطابة وأحيانا ألقي ما أزعمه قصائد.
وفِي الحادية عشرة من عمري عندما نشطت الحياة المسرحيّة بالبلاد كونَّا شبه مسرح وأصبحنا نخرج روايات تمثيلية نستعدّ لإخراجها بأقوى استعداد ممكن، فكونّا ثروة من الأزياء وأدوات الزينة ومثّلنا رواية «صلاح الدين الأيوبي» و»القائد المغربي»
ثم صرت أكتب -إن صحّ التعبير- روايات مستمدّة من المحيط الذي يتّصل بنا، بطلها غالبا مولانا الملك المقدّس سيدي محمد الناصر وأشخاصها من أهل بيته ورجال بلاطه.
وإنّي لاعتبر أنّ الذي كوّن فيّ الميل إلى الخطابة هو أنّ اتّصالي بالحياة في عامّة أشكالها إنّما كان من الناحية النظرية التصويرية، فأصبحت الصورة الذهنية وقالبها التعبيري هي الأصل الوجودي لكلّ حقيقة من حقائق الحياة، وأصبح الوجود الخارجي عندي مظهرا تطبيقيا للحقائق الذهنية لا أصلا لها.
هل لقرّاء «الندوة» أن يظفروا منكم ببسطة من حياتكم الفردية وتكوينكم العلمي؟
ولدت يوم ثاني شوال سنة 1327 الموافق 16 أكتوبر سنة 1909، ولقيت والدتي في وضعي أشدّ ما تلقى امرأة من عسر الولادة ولم يكن عاش لها ذَكَرٌ قبلي. وكلن جدّي والد والدي هو الذي سمّاني «محمد الفاضل». ونشأت في ظلّ العناية المتوافرة من والدتي ووالدتها ووالدها ووالدي ووالده والجدّة الكبرى جدّة والدي ووالدتي معا لأنّهما ابنا خالة ومن العمّين اللذين كانا للوالد بمنزلة الأخوين والابنين ومن الخالين اللذين كان حنوّهما على الوالدة شديدا ومن العمّات. ومع ذلك فإنّ استقامة الوالد على لينه كانت تبعدني عن الشعور بأنّني «ولد مدلّل» وتسير بي في طريق الجدّ، حتى أصبحت أخجل من معاملات الامتياز التي تحوطني من أهل البيت كلّهم ولا سيمّا الجدّة الكبرى رحمها الله.
وابتدأت القراءة وأنا ابن ستّ سنين فتعلّمت الهجاء بكتب مصرية ثم ابتدأت حفظ القرآن العظيم وفِي العام الثالث ابتدأت أحفظ مع القرآن المتون فحفظت «الأجرومية» و«المرشد المعين» و«الرسالة» و«الألفية» و«العاصمية»، وفِي السنة العاشرة من عمري أعدت حفظ القرآن سلكة ثانية وأبدأت تعلّم اللغة الفرنسية على معلّمين خصوصيين في ساعات معينة في المنزل.
وفِي سنة 1340/ 1922 ابتدأت قراءة دروس في مبادئ القراءات والتوحيد والفقه والنحو بمسجد سيدي أبي حديد المجاور بيتنا بتونس بنهج الباشا . وفِي آخر السنة اجتزت امتحان الدخول للتعليم الزيتوني فقبلت في السنة الثانية وتعاطيت الدورس بجامع الزيتونة الأعظم، ولم يكن له يومئذ فروع واستمررت على الدورس الخاصة باللغة الفرنسية.
واختزلت سنة أخرى من برنامج التعليم فتقدّمت لامتحان التطويع سنة 1347/ 1928 ونجحت. ومن ابتداء السنة الدراسيّة الموالية أقبلت على مزاولة الدراسات العليا بالجامعة الزيتونية وانخرطت في سلك طلبة المدرسة العليا للغة والآداب العربية بسوق العطّارين وانتسبت إلى كلية الآداب بجامعة الجزائر سنة 1931، ثم نجحت في المناظرة سنة 1932 فسمّيت مدرّسا.
ما مدى مساهمة الجيل الذي نشأتم فيه في الحركات الاجتماعية وما هو نصيبكم فيها؟ وهل تعتقدون أنّ لها حظّا في تكوينكم؟
كان خروجي من الصبا إلى الشباب مقترنا بانبعاث الحركة الوطنية ونشاط الصحافة والحركات الاجتماعية والأدبية .فكنت اتتبّع تلك الحركات باهتمام وأتعرّف تفاصيلها ورجالها. ومع ذلك لم اتصل مباشرة بأيّ حركة منها إذ كان نطاق تنقّلي بين الجامع والبيت ونظام أوقاتي مضيّقا عليهما جدّا بمراقبة سيدي الوالد. فلم أبدأ اتصالاتي المباشرة بالصحف والجمعيات إِلَّا بعد دراستي الثانوية سنة 1928.ومن يومئذ انغمست في العمل بالجمعية الخيرية وقدماء الصادقيّة ولجان الحفلات بالمرسى والمنظمات والنوادي التي أنشأتها أنا وثلّة من أخواني الطلبة.ثم كان الأستاذ المرحوم عبد الرحمان الكعّاك هو الذي ربطني بالخلدونية فدخلت في مجلسها الإداري سنة 1932 وابتدأت، بتوجيهه رحمه الله، المحاضرة على منبر الخلدونية وكان موضوع محاضرتي الأولى «القاضي الفاضل».
تكاد الحركات الاجتماعية تكون وليدة الوعي العالمي الحديث، فهل كان انبعاثها في جيلكم بتونس عن صلة مباشرة بالعالم الخارجي؟ وهل كان للترحّل عندكم -بصفة خاصة- من يد في توجيهكم نحو المساهمة فيها أو في تكوينكم الشخصي على العموم؟
أهمّ ما كان يؤثّر في الحركة الاجتماعية بتونس في عهد شبابي هو نهضة الأمم الإسلامية نهضة شعبية بعد سقوط الخلافة العثمانية لتحقيق آمال الخلاص اعتمادا على الكفاح الشعبي، واعتضاد بمبادئ الحرية والحقوق الدولية التي تأصّلت قواعدها بعد الحرب العظمى. وكان للحركة الاشتراكية بفرنسا وعموم البلاد الأوروبية صلة بالنهضة الاجتماعية بتونس.
وقد رحلت أوّل مرة إلى فرنسا سنة 1926 وكان لتلك الرحلة إثر قويّ في نفسي بتوجيهها إلى تطلّب نواحي العظمة والسيادة لوطننا على نحو ما بهرني من فرنسا.
لا نشكّ في أنّ هذه الرحلة ليست الرحلة الوحيدة التي قمتم بها. فالندوة وقراؤها يعلمون أنّ لكم غيرها من رحلات عالمية وثقافية فما هي؟ وهل غيّرت من نظر الوفود المشاركة فيها إلى تونس والمغرب العربي؟
إذا كُنتُم تعنون رحلتي إلى مصر العزيزة في الشتاء الماضي فإنّها حقيقة لم تكن أولى رحلاتي. فقد رحلت كثيرا وزرت أكثر من مرّة الحرمين الشريفين والقطر الجزائري الشقيق ومصر وسوريا ولبنان وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. وزرت مرة واحدة المغرب الأقصى وليبيا وتركيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا وبلغاريا. واشتركت في مؤتمرات علمية وربطت صلات اعتزّ بها مع كثير من رجال الفكر والعلم والأدب. وكنت دائما أشعر بأنّ نظرة الأمم إلى تونس نظرة اعتناء وثقة وأنّ معاملة الذين اتصلت بهم إيّاي كانت كلّها كرم وحسن ظنّ.
كنت متتبّعا لأعمال المجمع العظيم 2 منذ تكوينه سنة 1934 ومعتزا على الخصوص باشتراك اثنين من أحبّ الناس إليّ فيه الأستاذان الجليلان محمد الخضر حسين وحسن حسني عبد الوهاب وباشتراك سيدي الوالد في بحوثه وأعماله بالمراسلة منذ عشر سنين ، وقد قطع المجمع في ماضي حياته حياته أعمالا عادت بالفائدة الجمة على حياة اللغة العربية، وأهم ذلك الأبحاث الأصلية لطرائق تجديد اللغة وتوسعها ، مثل أبحاث الاشتقاق والقياس والنقل والتوليد والتعريب والاستشهاد التي صدر فيها المجمع عن قواعد منهجية، كان الفضل في وضعها وتدعيمها لثلّة من أعضائه الراحلين مثل المرحومين : الشيخ حسين والي والشيخ أحمد الأسكندري والشيخ عبد القادر المغربي والأستاذ محمد كرد علي والأستاذ علي الجارم والأب أنستاس الكرملي، والباقين منهم مثل الشيخ الخضر حسين والدكتور منصور فهمي والشيخ إبراهيم حمروش. ثم إنّ العمل الذي اضطلع به المجمع هو ما فرعه عن تطبيق تلك الأصول من تدقيق في وضع المصطلحات العلمية لمختلف فنون الاكتشاف الحديث فجاءت أوضاعا متينة مبنية على مراعاة المعاني الأصلية للمفردات المعرب عنها بمعرفة عظماء الاختصاصيين وعلى مراعاة الانسجام مع مناهــج الاصطلاح العلمي العربي القديم، وعلى اعتبار سلامة الأصول العربية بناء على القواعـــد المتّسعة التي أقرّها المجمع.
وإنّ المجموعة الهائلة من المفردات التي تشتمل عليها المجلّدات الثمانية التي صدرت من مجلة المجمع لثروة طائلة لنهضة الفكر العربي وضمان لتعريب العلم الحديث. وإنّ من أهمّ الاقتراحات التي أنوي التقدّم بها إلى المجمع ترجع إلى البحث عن وسائل تعليم النحو بطريقة تضمن تطهير العربية من اللحن.
بدأتم حياتكم العامة بالتدريس وكلّلتموها بالقضاء. فأيّ الميدانيْن كان عندكم أعلق بالنفس؟
على شعوري العميق بشرف العمل القضائي3 وشرف الانتساب إلى سلسلة الماضين من قضاة الإسلام بإفريقية والانتساب إلى تلك الأسرة الشريفة الموقرة من المعاصرين فإنّي لا أنكر أنّ الميدان التدريسي هو أعلق الميدانين بالنفس.
لقد تهنا...فإنّ توجّهنا إلى تتبّع هذه الجوانب العديدة في حياتكم الحافلة أنسانا جانبا يراه عارفوكم من أهمّ جوانبكم : الخطابة والمحاضرة . إنّكم اشتهرتم بالمحاضرة والخطابة وفِي الناس من يميل إلى إحداهما. فهل تجدون هذا الميل. وإلى أيتهما؟
حقّا إني أَجد إيثارا لأحد الجانبين على الآخر وإنّي إلى المحاضرة أشدّ ميلا مني إلى الخطابة.
يعلم متتبّعو إنتاجكم الأدبي أنّ ما ينشر لكم من آثار هو في الغالب ممّا خاطبتموه أو حاضرتم به. فهل لكم أن تحدثوا قرّاء «الندوة» عن إنتاجكم القلمي الصرف؟
إذا استثنيت المقالات التي نشرت لي في المجلات العلمية الأدبية فإنّي لا أَجِد إنتاجا قلميا أحدّثكم عنه وإنّ استغراق الدروس والأشغال لأوقاتي هو أعظم حائل دون ذلك. وبعد فمتى ثبت رأس المال حتى يسأل عن إنتاجه4.
يردِّد الشباب في مجامعه نشيدين ينسبان لكم ويدلّان على جانب آخر فيكم .هو جانب شاعريتكم ، فمتى عالجتهم الشعر وهلا نفحتم قراءنا بشيء منه؟
كنت نظمت أناشيد للشبان زمن الأزمة القومية سنة 1939 محافظة على روح التوجيه الوطني للشباب وتحدّيا لمحاولة حكومة فيشي فرض أناشيد أجنبية على طلبة المدارس. ولست مدّعيا أنّي شاعر وإن تعاطيت نظم مقاطيع وقصـــائد كنت راضيـــا عن بعضهــــا أحيانا.
ذكّرنا حديثكم عن رحلاتكم برحلتكم إلى مؤتمر المستشرقين بصحبة سماحة شيخ الجماعة والدكم الإمام و«الندوة» تريد اغتنام هذه الفرصة لتستفيد منكم بمعلومات عن مشاركته في المؤتمر.
رحلت للاشتراك في مؤتمر المستشرقين عدّة مرات، ولكن المرّة التي كنت فيها بصحبة سيدي الوالد هي التي انعقد فيها المؤتمر بإستنبول في سيبتمبر 51 وكانت رحلة أعدّها من غرر الحياة وكان سيدي الوالد كما كنت أنا مدعوّا إلى حضور المؤتمر بصفة شخصية، فلم نكن نمثّل دولة ولا منظمة وكانت لنا فرصة لنزور تلك المدينة التي هي أمّ التاريخ الحديث ومجلى الجمال الساحر ومجمع الكنوز النفيسة من المعالم والآثار والكتب. وكان معنا هناك للغرض نفسه سيدي حسن حسني عبد الوهاب واقتصر هو وسيدي الوالد على تتبّع نتائج البحوث في الجلسات العامة واشتركت أنا في أعمال اللجان وألقيت محاضرة باللغة الفرنسية عن كتاب غريب لابن حزم في الاحتجاج لمذهبه ضدّ القياس، وقد ترجمتها بعد إلى العربية ونُشرت في عددين من المجلّة الزيتونية سنة 1952.
1 - مجلّة شهريّة تونسية أسّسها حمّادي النيفر، صدر عددها الأوّل في جانفي 1953 وعددها الآخير، وهو عدد مزدوج، في جانفي 1957. من أبرز محرّريها الشاذلي القليبي وأحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي ومحمّد مزالي.
2 - معجم اللغة العربية، وقد أختير الشيخ محمّد الفاضل ابن عاشور عضوا بالمجمع سنة 1961، ضمن الأحد عشر عضوا الذين صدر قرارجمهوري مصري بتعيينهم من البلاد العربية. انظر مقال عز الدين المدني بعنوان «مساهمات تونسية في مجمع اللغة العربية بالقاهرة» موقع ليدرز العربية الالكتروني ومجلّة ليدرز العربية عدد 10 أكتوبر 2016.
3 - ابتدأت في عام 1953 رحلته مع الخطط الشّرعيّة، فقد صدر أمر بتاريخ 5 نوفمبر 1953 بولايته مفتيا مالكيّا بالمحكمة الشّرعيّة.ولم يطل به الأمر إلاّ قليلا في هذه الخطة الشرعيّة حتّى اختير لقضاء الحاضرة، وهي الخطة التي شغلها قبله ومن بيته جدّه الشّيخ محمّد الطاهر ابن عاشور الأوّل سنة 1267هـ/1850م، ووالده محمّد الطاهر، وذلك سنة 1331هـ/1913م. وكان الشيخ الفاضل هو آخر من تولّى هذه الخطّة الشّرعيّة بالدّيوان (المحكمة الشّرعيّة) الذي دام قرنا كاملا، فقد أحدث الدّيوان عام 1856 وأغلق عام 1956، إثر الاستقلال،، ذلك أنّه وحُدّ القضاء وأدمجت المحاكم الشرعيّة بقضاتها وسائر موظفيها في إطار محاكم الحقّ العام وذلك حسب أمر مؤرّخ في 25 ديسمبر 1956. وفي أوّل أكتوبر من عام 1956، سمّي الشّيخ محمّد الفاضل ابن عاشور رئيس دائرة بمحكمة التّعقيب في خطة محدثة، بعد أن باشر قضاء الحاضرة حوالي ستّة أشهر.(الموسوعة التونسية).
4 - كانت محاضرات الشيخ محمّد الفاضل ابن عاشور نصوصا مهيّأة للنشر وقد صدر له نصّ محاضرة عنوانها «فلسطين الوطن القومي للعرب» كان ألقاها على منبر الخلدونية في رسالة صغيرة باسم معهد البحوث الإسلامية نشرت سنة 1948، شأنها شأن المحاضرات حول «الحركة الأدبيّة والفكريّة في تونس» التي صدرت في كتاب بالقاهرة، في سنة 1956و»المحاضرات المغربيات» الصادرة عن الدار التونسية للنشر سنة 1974 ومحاضرات أخرى جُمِّعت في كتاب «محاضرات» صدر عن مركز النشر الجامعي سنة 1999. ومن إنتاجه القلمي المؤلّفات التالية :
- أركان النّهضة الأدبيّة في تونس، مكتبة النّجاح، تونس، 1963
- أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي، مكتبة النجاح، تونس، 1965
- تراجم الأعلام، الدّار التونسيّة للنّشر، تونس، 1970
- التفسير ورجاله، من منشورات: الأزهر - مجمع البحوث الإسلامية 1970
- ومضات فكر، الجزء الأوّل، تونس 1981، والجزء الثّاني، تونس 1982.
قراءة المزيد:
الشاذلي القليبي: محـمّـد الفـاضـل ابن عـاشـور في ظـلال الشّيـخ والــده
الشيخ محمّد الفاضل ابن عاشور: يتحدّث عن نشـأته ومسيرته العلمية والمهنية (صور)
الشّيخ العلّامة محمّد الفاضل ابن عاشور (1909 - 1970): منـارة الفكـر والاجتــهـاد
الذكرى الخمسون لوفاة الشيخ الفاضل بن عاشور
جمال الدين دراويل: في راهـنية فكر الشيخ محمد الفاضل ابــن عاشور
- اكتب تعليق
- تعليق