إن هذا لشيء عجاب: الفيروس الصيني... والقنبلة النووية الاسلامية!..
ما يزال الرئيس الأمريكي غريب الأطوار دونالد ترامب يصرّ إصرارا مَرَضِيًّا على أن يسمّي فيروس الكورونا بــ"الفيروس الصيني"، وليس باسمه العلمي المتّفق عليه عالميّا أي "الِكوفيد 19".
ومع ذلك، فإنه مغتاظ من الصين المغتاظة بدورها من إصراره المَرَضِيِّ هذا، لأن الصينيين، كما قال في خطابه ليلة البارحة، لم يقاسموه المعلومات الحيوية التي هي بحوزتهم عن الوباء، ولم يعلموه بالمشكلة في الإبان.
وفي ردّه على هذا الكلام، يقول الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية إن موقف الرئيس الأمريكي "لا أخلاقي ولا مسؤول"، وهو يريد أن يلقي بالمسؤولية عن فشل إدارته المتعالية لهذه المشكلة على عاتق كبش فداء خارجي، في حين أنه هو المسؤول الأول والأخير عن تعاطيه المُتَهَاوِن وغير الجدّي مع هذا الفيروس الخطير الخبيث.
وفي رأيي فإنّ هذا السلوك الأمريكي ليس جديدا ولا غريبا، أما العجب العجاب فهو أن نستغرب منه... فحين نتذكّر أن الولايات المتّحدة ومعها الدول الغربية حرصت على تسمية القنبلة النووية الباكستانية بــ"القنبلة الإسلامية"، يتبيّن لنا أن هذا الأسلوب في المغالطة والخداع والتمويه ليس بالبدعة...
إن جميع القنابل النووية التي صنعت في العالم لا دين لها، فلا قنابل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مسيحية، ولا قنابل روسيا ملحدة، ولا قنابل الصين بوذية، ولا قنابل إسرائيل يهودية، ولا قنابل الهند هندوسية... فقط وحصريا قنابل الباكستان إسلامية...
أَفَلَيْسَ هذا هو العجب العجاب بعينه؟
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق