في بئر الحفي: مدرسة ريفيـة تحيـي قرية بأكملهـا
المدرسة الابتدائية أولاد خليفة بريف بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد لئن لا تختلف في الظاهر عن سائر المدارس الريفية المتناثرة هنا وهناك في كامل تراب البلاد إلا أنّها تتفرّد بريادة تجعلها مثالا متميّزا للمدرسة المؤثّرة في محيطها، والفضل في ذلك يعود إلى مديرها السيد حامد العكريمي الذي يتولّى إدارتها منذ سنة 2016.
لقد استطاعت هذه المدرسة أن تفرض هجرة سكانية عكسية من الحضر إلى الريف وأن تعيد الحياة إلى قرية ريفية تقع في تخوم جبال سيدي بوزيد والقصرين حيث تفشّى التهريب والإرهاب فعاد إلى العيش فيها عدد من سكّانها الذين هجروها خوفا من شرور الإرهابيين واستقرّ البعض الآخر فيها بعد العدول عن مغادرتها.
فتح مركز صحّي ودكّان ومقهى في القرية التي زوّدت بالكهرباء وبالماء الصالح للشرب. كما نما فيها النشاط الفلاحي بعد استقرار سكّانها الذي ساهمت فيه بقسط وافر عدّة أطراف منها مدير المدرسة والمجتمع المدني. وقد ارتفع عدد التلاميذ من 30 تلميذا يدرسون بنظام الفرق إلى 102 تلاميذ اليوم موزّعين على 9 أقسام. وذاع صيت المدرسة في المناطق الحضرية المجاورة فقرّر عديد الأولياء نقل أبنائهم إليها.كما أقبل على التدريس فيها معلّمون من ذوي الخبرة والأقدمية الذين عادة ما يرفضون التنقّل للعمل في المناطق الريفية التي يعيّن فيها غالبا المستجدّون في التدريس أو المعلّمون النّواب.
أصبحت المدرسة أيضا وجهة لتكوين مدرّسي الجهة وأبرمت بفضل الجمعية التنموية المحدثة في صلبها عقودا كلّف بمقتضاها عدد من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل بتنشيط النوادي الثقافية فيها بمقابل.
حوّل المدير الذي اتّخذ من سيّارته مكانا يباشر منه عمله مقرّ سكناه المفترض إلى قسم وأحدث ملعبا معشّبا لممارسة الرياضة وبعث نوادي ثقافية وترفيهية وبنى سورا للمدرسة ووفّر لتلاميذه النقل ذهابا وعودة، علاوة على لمجة يومية صباحية، وذلك بمعاضدة من المجتمع المدني.
ومــن مفاخـر مدرسة أولاد خليفة أنّ تلاميذها سينافسون أقرانهم هذه السنة بمشاركتهم لأوّل مرة في مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية ولعلّها سابقة بالنسبة إلى مدرسة ريفية.
- اكتب تعليق
- تعليق